لعق وحك الكلاب المفرط: الأسباب والعلاج ودورك كمالك مسؤول
يُعَدُّ لعق الكلاب لفرائها ولأطرافها سلوكًا طبيعيًّا يساعدها في التنظيف وتهدئة نفسها، لكن عندما يتحول هذا السلوك إلى لعق أو قضم أو حكٍّ مفرط، فقد يشير ذلك إلى مشكلة طبية أو سلوكية تستوجب التدخل. في هذا الدليل الشامل سنستعرض العلامات التحذيرية، الأسباب المحتملة، طرق التشخيص والعلاج، إضافةً إلى نصائح عملية للوقاية ودورك كمالك مسؤول.
متى يصبح اللعق والحكُّ المفرط مشكلة؟
إذا لاحظتَ أن كلبك يقضي وقتًا طويلًا يفوق الطبيعي في لعق منطقة معيّنة، أو ظهر فقدان للشعر، أو احمرار، أو تقرّحات، أو رائحة كريهة في الجلد، فهذه مؤشرات تستدعي زيارة الطبيب البيطري. لا تنتظر حتى تتفاقم الحالة، لأن استمرار اللعق يُمكن أن يحوِّل مشكلة بسيطة إلى عدوى جلدية مؤلمة.
الأعراض المصاحبة للّعق والقَضْم المفرط
- بقع صلعاء أو ترقق في الفرو
- احمرار أو التهاب الجلد
- خروج إفرازات أو انبعاث روائح كريهة
- تكوُّن قشور أو جروح مفتوحة
- تورُّم في الأصابع أو الأذنين أو الذيل
- تغيرات سلوكية مثل القلق أو قلة النشاط
الأسباب الشائعة
1. الحساسية (البيئية أو الغذائية)
تُعَدُّ الحساسية السبب الأكثر شيوعًا. قد يتفاعل الكلب مع حبوب اللقاح، أو العشب، أو الغبار، أو بعض البروتينات في الطعام. عادةً ما يظهر الحَكُّ في الأذنين، والقدمين، والبطن.
2. الطفيليات (البراغيث، القراد، العث)
حتى عضة برغوث واحدة قادرة على إحداث رد فعل تحسسي شديد يُسمى «التهاب الجلد التحسسي من البراغيث»، ما يؤدي إلى لعق وقضم مستمر.
3. جفاف الجلد
المناخ الجاف، أو الاستحمام المفرط بالشامبو غير المناسب، أو نقص الأحماض الدهنية في النظام الغذائي قد يسبب جفافًا وحكًّا مزمنًا.
4. الألم أو عدم الارتياح
قد يلعق الكلب منطقة معينة لتخفيف الألم الناتج عن التهاب المفاصل، أو إصابة، أو جسم غريب عالق في المخالب.
5. اختلال الهرمونات
أمراض مثل متلازمة كوشينغ أو قصور الغدة الدرقية تغيِّر توازن الهرمونات، فتُضعِف الجلد وتُسبب حكة وتساقط شعر.
6. الملل والقلق
قلة التحفيز الذهني والجسدي قد تدفع الكلب إلى لعق يديه أو ذيله كنوع من «التفريغ العصبي»، ويُعرف ذلك بالسلوك القهري.
7. الغثيان أو الأمراض الداخلية
بعض الكلاب تلعق أشياءً عشوائية (مثل الأرض أو الجدران) عند الشعور بالغثيان أو الألم الداخلي، ما يستدعي فحصًا بيطريًّا شاملًا.
كيف يشخِّص الطبيب البيطري المشكلة؟
- الفحص السريري الكامل: يشمل تقييم الجلد، الأذنين، الفم، والمفاصل.
- اختبارات الجلد: حكّ الجلد، مسحات مجهرية، أو كشطات للكشف عن الطفيليات أو العدوى البكتيرية والفطرية.
- الفحوص المخبرية: تحليل دم شامل، واختبارات هرمونية لتقييم الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية.
- اختبار الحساسية أو حمية الإقصاء: لتحديد مسببات الحساسية البيئية أو الغذائية.
- تقييم السلوك: إذا اشتبه في مشكلة قلق أو سلوك قهري.
خيارات العلاج
1. معالجة السبب الطبي الأساسي
يشمل ذلك القضاء على الطفيليات، وصف مضادات الهيستامين أو أدوية الحساسية، علاجات هرمونية، أو مسكنات الألم حسب الحالة.
2. الأدوية الموضعية والمكملات
- شامبو علاجي مضاد للبكتيريا أو الفطريات
- بخاخات مهدئة تحتوي على الألوفيرا أو الشوفان الغروي
- مكملات الأوميغا-3 لدعم صحة الجلد
3. تعديل السلوك والتحفيز الذهني
زيادة أوقات اللعب، وتمارين الطاعة، والألعاب المحفِّزة مثل الألغاز الغذائية تساعد في تقليل التوتر والسلوك القهري.
4. الأجهزة الوقائية
يُستخدم «طوق إليزابيث» أو البدلات الواقية لمنع الكلب من لعق الجروح أثناء مرحلة التعافي.
5. العناية الروتينية بالجلد
الاستحمام المنتظم بشامبو لطيف، وتجفيف الفرو جيدًا، واستخدام مرطبات الجلد يحافظان على صحة الفرو ويقللان احتمالية الحك.
دورك في الوقاية
الوقاية تبدأ من المنزل: وفّر نظامًا غذائيًّا متوازنًا، وروتينًا ثابتًا للعناية، وزيارات دورية للطبيب البيطري، وتأكد من تطبيق علاج مضاد للطفيليات على مدار العام.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب فورًا إذا لاحظتَ أيًّا من التالي:
- نزف أو صديد من الجلد
- تورُّم أو سخونة في منطقة اللعق
- استمرار اللعق لأكثر من 24 ساعة دون توقف
- تغيرات سلوكية مفاجئة كقِلّة الشهية أو الخمول
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يكون اللعق المفرط عادة طبيعية؟
لعق الفرو لتنظيفه طبيعي، لكن التكرار أو المدة الطويلة تدل على مشكلة، خاصةً إن صاحبها تساقط شعر أو تهيّج جلدي.
هل العلاجات المنزلية كافية؟
قد تخفف حمامات الشوفان أو مكملات الأوميغا-3 الأعراض، لكنها لا تُغني عن تشخيص السبب الأساسي وعلاجه طبيًّا.
كم يستغرق العلاج؟
يعتمد على السبب؛ قد تحتاج الحساسية إلى إدارة مستمرة، بينما تختفي عدوى الجلد البسيطة خلال أسابيع مع العلاج المناسب.
الخلاصة
اللعق والحك المفرط ليسا مجرد عادات سيئة، بل إشارات يبعثها كلبك ليوضح أنه يعاني من مشكلة صحية أو نفسية. بمتابعتك الدقيقة وطلبك للاستشارة البيطرية في الوقت المناسب، يمكنك حماية صديقك الوفي من الألم، واستعادة راحته ونشاطه.
