كيف تُعزِّز الحيوانات الأليفة صحة القلب: دليل شامل للحياة النابضة بالحيوية
لا يقتصر وجود حيوان أليف في المنزل على إضافة جوّ من المرح والبهجة، بل يمتد أثره الإيجابي ليصل إلى صحة القلب والأوعية الدموية. توضح الأبحاث الحديثة أن مشاركة الحياة مع كلب أو قط يمكن أن تخفِّض ضغط الدم، وتقلل مستويات التوتر، وتُحسِّن من لياقتك البدنية. في هذا المقال سنتعمّق في فوائد الحيوانات الأليفة لصحة القلب، مدعمين المعلومات بأحدث الدراسات العلمية ونصائح عملية لتحويل البيت إلى واحة صحية لك ولرفيقك الصغير.
١. ممارسة النشاط البدني بانتظام
الكلاب تحديدًا تُجبرنا على الالتزام بروتين يومي من المشي أو الجري، وهو ما يعادل تمرينًا هوائيًّا متوسط الشدة. تشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن أصحاب الكلاب يمشون في المتوسط ٣٠ دقيقة إضافية يوميًّا مقارنة بغيرهم.
- استهدف ١٥٠ دقيقة من المشي السريع أسبوعيًّا (نحو ٣٠ دقيقة يوميًّا/٥ أيام).
- قسِّم المشي إلى فترات أقصر إذا لزم الأمر، مثل ٣ فترات من ١٠ دقائق.
- أضف ألعاب الجلب أو الجري الحر في الحدائق المغلقة لرفع معدل نبضات القلب.
٢. خفض ضغط الدم والتوتر
يُسهم التفاعل مع الحيوانات الأليفة في إطلاق هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب) الذي يُبطئ معدل ضربات القلب ويُقلِّل هرمون الكورتيزول المسؤول عن الإجهاد. وجدت دراسة نُشرت في دورية Hypertension أنّ ملاطفة القطط أو الكلاب لمدة ١٠ دقائق فقط يوميًّا تخفِّض ضغط الدم الانقباضي بمعدل ۵ نقاط.
“تعمل الحيوانات الأليفة كعلاج مضاد للتوتر يرافقك إلى كل مكان” — المركز القومي للصحة التكميلية والتكاملية
٣. تحسين مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية
أشارت دراسات عدة إلى أن مربي الحيوانات يتمتعون غالبًا بمستويات أقل من الكولسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية مقارنة بغيرهم، حتى مع ثبات النظام الغذائي والعوامل الوراثية. يُعزى ذلك إلى الحركة اليومية المنتظمة والراحة النفسية المستمرة.
- احرص على فحص دهون الدم كل ٦ أشهر إذا كنت فوق سن الأربعين.
- ادمج تمارين المقاومة الخفيفة مع المشي؛ مثل استخدام حبال المقاومة أثناء نزهتك مع الكلب.
٤. الدعم الاجتماعي وتقليل الشعور بالوحدة
وجود حيوان أليف يشجّع على التفاعل الاجتماعي مع الجيران وأصحاب الحيوانات الآخرين، ما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية والقلبية على حد سواء. الوحدة ترتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة الالتهاب الجهازي؛ امتلاك صديق فروي يقلل هذا الخطر.
إذا لم تكن قادرًا على تبنّي حيوان أليف بشكل دائم، فكّر في التطوّع في ملجأ حيوانات محلي أو عرض رعاية حيوان أليف لصديق أثناء سفره.
٥. دور الحيوانات الأليفة في التعافي بعد النوبات القلبية
كشفت دراسة طويلة الأمد شملت أكثر من ٤٬٣٠٠ ناجٍ من النوبات القلبية أن أصحاب الحيوانات الأليفة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة ٣١٪ خلال سنة المتابعة مقارنة بغيرهم. يُعتقد أن الدعم العاطفي والحركة الخفيفة المنتظمة يُسرّعان التعافي ويحافظان على استقرار ضغط الدم وضربات القلب.
٦. نصائح ذهبية لحياة قلبية صحية مع حيوانك الأليف
- زيارة الطبيب البيطري بانتظام: حيوان صحي يعني صاحبًا سعيدًا وخاليًا من التوتر.
- حافظ على وزن حيوانك: السمنة ترتبط بأمراض القلب لدى الحيوانات والبشر.
- تأكّد من التطعيمات والوقاية من الطفيليات: تجنّب العدوى التي قد تزيد الالتهاب الجسدي.
- جدّد أنشطة اللعب: بدّل الألعاب والمسارات لإبقاء التمرين ممتعًا لكليكما.
- وازن بين الراحة والنشاط: اجعل لحيوانك مكانًا هادئًا للنوم بعيدًا عن الضوضاء.
٧. متى تستشير الطبيب أو البيطري؟
إذا كنت مصابًا بأمراض قلبية مزمنة أو تتعافى من جراحة قلبية، فاستشر طبيبك بشأن مقدار النشاط الآمن لك. وكذلك، استشر الطبيب البيطري إذا لاحظت:
- انخفاض مستوى نشاط حيوانك فجأة.
- سعال متكرر أو صعوبة في التنفّس.
- انتفاخ البطن أو تورم الأطراف.
تذكّر أن علاقتك بحيوانك الأليف شراكة متبادلة؛ كلما اعتنيت بصحته، اعتنى بصحة قلبك أكثر. تبنَّ عادات صحية يومية، واستمتع بدقات قلب متناسقة تملؤها الحيوية.
المراجع
- د. عماد عبد الله. “الحيوانات الأليفة ودورها في دعم صحة القلب..” , 2021-12-01. www.albawaba.com