كل ما تحتاج معرفته عن فيروس البوليوما في الطيور
مقدمة
يُعدّ فيروس البوليوما من أكثر الفيروسات فتكاً وانتشاراً بين الطيور، لا سيما الببغاوات الصغيرة مثل البادجي والكوكتيل وطيور الحب. تكمن خطورته في سرعة العدوى وارتفاع معدل النفوق لدى الفراخ، بالإضافة إلى قدرة الطائر الناجي على حمل الفيروس مدى الحياة ونقله دون ظهور أعراض واضحة.

ما هو فيروس البوليوما؟
هو فيروس DNA مزدوج الجديلة يصيب الخلايا الطلائية والأنسجة الداخلية للطيور، مسبباً نزيفاً تحت الجلد، وتضخماً في الكبد والطحال، واضطرابات في نمو الريش تُعرف باسم French molt لدى البادجي. يُشار إليه علمياً باسم Avian Polyomavirus (APV).
الأنواع الأكثر عرضة للإصابة
- البادجي (الدرّة)
- الكوكتيل
- طيور الحب (الروز والفيشر)
- الببغاء الرمادي الأفريقي
- الماكاو، الكونيور، والإكلكتوس وغيرها
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل البوليوما بسهولة عبر الإفرازات الجسدية مثل البراز والبول وإفرازات الأنف، كما يمكن أن ينتقل داخل البيضة أو خلال تغذية الآباء للفراخ. الأسطح والأدوات الملوَّثة تبقى معدية لأسابيع ما لم تُعقَّم جيداً.

عوامل تزيد من سرعة الانتشار
- الاكتظاظ داخل الأقفاص أو غرف التربية
- سوء التهوية والنظافة
- الضغوط النفسية مثل النقل المتكرر أو التزاوج المبكر
- ضعف المناعة لدى الفراخ الصغيرة
الأعراض والعلامات السريرية
تختلف شدة الأعراض بحسب عمر الطائر وقوة جهازه المناعي، إلا أن أكثرها شيوعاً:
- انتفاخ البطن
- فقدان الشهية وخسارة الوزن
- إسهال مائي أو أخضر اللون
- نزيف تحت الجلد أو حول الريش النابت حديثاً
- خمول ورفض الحركة والطيران
- تلف أو فقدان الريش، خاصة تحت الجناحين (French molt)
- الموت المفاجئ دون سابق إنذار
التشخيص
يبدأ التشخيص بجمع معلومات مفصلة عن تاريخ الطائر وبيئته، ثم إجراء فحص سريري دقيق يليه اختبارات مخبرية تؤكد وجود الفيروس:
- تحليل PCR لمسحة المذرق أو عينة دم للكشف عن الحمض النووي للفيروس
- صور أشعة لتقدير حجم الكبد والطحال
- في حال النفوق، يكشف التشريح المرضي عن نزيف وتضخم في الأعضاء الداخلية

العلاج والرعاية الداعمة
لا يوجد علاج مضاد للفيروس محدد حتى اللحظة، لذا يرتكز التدبير العلاجي على دعم الطائر وتقليل المضاعفات:
- توفير الدفء والرطوبة المناسبة داخل الحضانة أو القفص
- تعويض السوائل والأملاح بالفم أو الحقن تحت الجلد
- إعطاء مضادات حيوية واسعة الطيف عند الاشتباه بعدوى بكتيرية ثانوية
- تقديم مكملات فيتامينات (A وE) لتحسين المناعة ودعم نمو الريش
- عزل الطائر المصاب فوراً لمنع تفشي العدوى
استراتيجيات الوقاية
تُعدّ الوقاية السبيل الأمثل لحماية السرب من البوليوما، خصوصاً لدى المربين ومتاجر الطيور:

البروتوكول الصحي داخل غرفة التربية
- حجر أي طائر جديد لمدة 30–45 يوماً وإجراء فحص PCR قبل دمجه مع السرب
- تعقيم الأقفاص وأدوات الإطعام أسبوعياً بمحاليل فعّالة ضد الفيروسات (1:10 هيبوكلوريت الصوديوم على الأقل)
- تغيير فراش القفص والبياضات يومياً خلال موسم التفريخ
- تجنب مشاركة أدوات الإطعام أو الاستحمام بين المجموعات المختلفة
اللقاح
يتوفر لقاح تجاري لعديد من أنواع الببغاوات. يُعطى عادة على جرعتين تفصلهما 2–3 أسابيع، ثم جرعات داعمة سنوية في المناطق ذات معدلات الإصابة المرتفعة.

إرشادات للمربين والهواة
لتحقيق أعلى نسبة أمان لسربك:
- سجّل كل عملية تفقيس أو موت مفاجئ لتتبع مصدر العدوى
- اختبر الطيور البالغة قبل إدخالها برنامج التفريخ
- أطعم الفراخ يدوياً بعيداً عن الأبوين إذا كان الفيروس شائعاً في السرب
- نسّق مع طبيب بيطري لوضع جدول تحصين وفحوصات دورية
ملحوظة مهمة: قد يبقى الطائر الناجي حاملاً صامتاً للفيروس؛ لذلك من الضروري إجراء فحوصات دورية قبل إعادة دمجه أو بيعه.
الأسئلة الشائعة
هل ينتقل فيروس البوليوما إلى الإنسان؟
لا، لم تُسجَّل أي إصابة بشرية؛ الفيروس يستهدف الطيور فقط.
كم يعيش الفيروس في البيئة؟
يمكنه البقاء نشطاً لأسابيع على الأسطح الملوَّثة، ما يجعل التعقيم المستمر أمراً حيوياً.
هل يمكن للطائر المُلقَّح أن يُصاب بالمرض؟
نسبة الحماية مرتفعة لكنها ليست 100٪، ومع ذلك تظهر الأعراض أخف ومعدل النفوق أقل بكثير لدى الطيور الملقَّحة.
الخلاصة
يمثل فيروس البوليوما تهديداً حقيقياً لصحة الطيور الأليفة ونجاح برامج التفريخ. باتباع إجراءات الحجر والتعقيم الصارمة، واعتماد الفحوصات الدورية واللقاح، يمكنك تقليل احتمالية الإصابة وحماية سربك من هذا الفيروس القاتل.