مقدمة

يميل الكثير من مُربّي الزواحف، خصوصاً مُربّي الثعابين، إلى تقديم قوارض حيّة كغذاء لزواحفهم. وعلى الرغم من أن هذا السلوك يُعدّ طبيعيّاً في البرّية، إلا أنّه داخل الأسر يمكن أن يتحوّل إلى كارثة. فقد تُلحق القوارض الحيّة إصابات خطيرة بالزواحف قبل أن تُصبح وجبة، وقد تؤدّي هذه العضّات إلى التهابات مميتة إذا تُركت دون علاج.

لماذا تحدث عضّات القوارض؟

عادةً ما يحدث العَضّ عندما تُترك القوارض الحيّة مع الزواحف داخل حظيرة التغذية لفترة طويلة. هناك عدة عوامل تزيد من احتماليّة وقوع الإصابات:

عوامل الخطر

  • عدم جوع الزاحف: إذا لم يكن الزاحف جائعاً بما فيه الكفاية، سيُؤجّل الافتراس، ما يمنح القارض فرصة للهجوم.
  • مساحة ضيّقة: في الأحجام الصغيرة للحظائر قد يصعب على الزاحف الدفاع عن نفسه أو الهروب.
  • الضغط العصبي: الزواحف المضغوطة أو المريضة ليست في أفضل حالاتها للسيطرة على الفريسة.
  • القوارض الكبيرة أو العدوانية: الفئران البالغة والجرذان قادرة على إحداث جروح عميقة.

الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه لها

قد تبدو بعض الجروح سطحية، لكن حتى الخدش البسيط يمكن أن يتحوّل إلى عدوى خطيرة لدى الزواحف. إليك أبرز العلامات:

  • وجود ثقوب أو خدوش ظاهرة على الجلد أو القشور
  • نزيف أو تجمّع دموي تحت القشور
  • تورم أو احمرار موضعي
  • خروج قيح أو إفرازات كريهة
  • خمول، فقدان للشهية، أو تغيُّرات سلوكية مفاجئة

الإسعافات الأولية في المنزل

  1. عزل الزاحف: أخرجه من الحظيرة وضعه في صندوق مؤقت نظيف لتفادي التلوّث.
  2. إيقاف النزيف: اضغط برفق بشاش معقّم إذا كان هناك نزيف.
  3. تنظيف الجرح: استخدم محلول ملحي فاتر أو مُطهّر خفيف (كلورهيكسيدين بتركيز 0.05٪) لشطف المنطقة.
  4. تجفيف الجلد: ربّت برفق على موقع الجرح لتجفيفه، فالرطوبة الزائدة تُعزّز نمو البكتيريا.
  5. عدم وضع مراهم زيتية: أغلب المراهم البشرية تُغلق مسام القشور وقد تُفاقم المشكلة.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

إذا لاحظت أيّاً من العلامات التالية، فاستشر طبيباً بيطرياً مختصّاً بالزواحف فوراً:

  • جروح عميقة أو واسعة
  • نزيف لا يتوقّف خلال 5 دقائق من الضغط اللطيف
  • علامات عدوى: تورم، انتفاخ، رائحة كريهة، أو قيح
  • تغيير في لون الجلد حول الجرح (اسوداد أو تآكل)
  • تغيّر في درجة حرارة الجسم، خمول شديد، أو فقدان وزن سريع

خيارات العلاج البيطري

قد يشمل العلاج ما يلي:

  • مضادات حيوية: فموية أو حقن لضبط العدوى البكتيرية المحتملة.
  • تنظيف وتطهير احترافي: إزالة الأنسجة الميتة (تجريف جراحي) عند اللزوم.
  • مسكّنات ألم: تخفيف الألم يُحسّن المناعة ويُسرّع الشفاء.
  • دعم السوائل: عبر الفم أو الحقن تحت الجلد لمنع الجفاف.
  • رعاية حرارية: ضبط درجة حرارة الحظيرة حسب النوع لتسريع تعافي الجهاز المناعي.

الرعاية اللاحقة والمتابعة

بعد العلاج، اتبع هذه الإرشادات لمراقبة الشفاء:

  • غيّر الفرش بانتظام لتقليل البكتيريا
  • راقب لون الجرح وتأكد من غياب التورم
  • قدّم طعاماً سهل الهضم والغني بالسوائل (إن أمكن)
  • تجنّب الإمساك بالزاحف إلا عند الضرورة للفحص والتنظيف
  • تابع مواعيد الفحص المحدّدة من الطبيب البيطري

الوقاية أهم من العلاج

منع الإصابات أسهل وأقل تكلفة من علاجها. إليك أفضل الممارسات:

استراتيجيات تغذية أكثر أماناً

  1. التغذية بالقوارض المجمّدة المُذابة: تُعدّ الطريقة الأكثر أماناً وتقلل خطر الطفيليّات والعضّ.
  2. استخدم ملقطاً أو ملعقة طويلة: يُساعد على محاكاة حركة الفريسة دون تعريض يدك أو الزاحف للخطر.
  3. تغذية في صندوق منفصل: يُقلل العدوان داخل الحظيرة الرئيسية ويسهّل التنظيف.
  4. لا تترك القارض دون مراقبة: إذا اضطررت لتقديم فريسة حيّة، ابقَ بالقرب منها حتى تنتهي العملية.

تهيئة بيئة مناسبة

الحظيرة النظيفة والحرارة والرطوبة المناسبة تُعزّز المناعة وتُسرّع شفاء أي جروح طارئة.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن تموت الزواحف بسبب عضّة قارض واحدة فقط؟

نعم، خصوصاً إذا تسببت العضّة في عدوى جهازية أو تضرّر عضو حيوي دون اكتشافها مبكراً.

ما المدة التي يستغرقها الشفاء التام؟

تختلف باختلاف نوع الزاحف وعمق الإصابة، لكن في المتوسط من 2 إلى 6 أسابيع مع العناية المناسبة.

هل المضادات الحيوية البشرية آمنة للزواحف؟

لا يجب استخدام أيّ دواء بشري دون استشارة طبيب بيطري مختص، لأن الجرعات والتركيبة قد تكون غير مناسبة.

تذكير: المعلومات الواردة هنا لأغراض تعليمية ولا تُغني عن استشارة طبيب بيطري مختص بزواحفك.

المراجع

  1. سمية هلال. “رعاية الزواحف في المنزل.” , 2023-02-18. www.homepetcare.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version