كل ما تحتاج معرفته عن عدوى الديدان الأسطوانية في الزواحف
تُعَدُّ الديدان الأسطوانية (Spirurid worms) من الطفيليات الداخلية الشائعة التي قد تصيب طيفاً واسعاً من الزواحف الأليفة والبرية. وعلى الرغم من أن العدوى قد تمر أحياناً من دون ملاحظة، فإنها قادرة على التسبّب في مشاكل صحية خطيرة إذا تُرِكت من دون علاج. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما يلزمك معرفته للحفاظ على صحة حيوانك الزاحف محمية من هذه الطفيليات.
ما هي الديدان الأسطوانية؟
الديدان الأسطوانية هي مجموعة من الديدان الخيطية (النيماتودا) التي تعرف علمياً باسم Spirurida. تمتاز بأنها طفيليات متخصصة تحتاج إلى عائل وسطي (غالباً حشرات مثل الصراصير أو الخنافس) لتتم دورة حياتها قبل أن تستقر في الزاحف المضيف.
التصنيف العلمي
- الشعبة: Nematoda (الديدان الخيطية)
- الرتبة: Spirurida
- العوائل الوسطية الشائعة: الصراصير، الجنادب، الخنافس، السوس
أنواع الزواحف الأكثر عرضة للإصابة
يمكن أن تُصاب معظم الزواحف بعدوى الديدان الأسطوانية، لكن بعض الأنواع تظهر حساسية خاصة:
- السحالي (مثل التنين الملتحي والإغوانا الخضراء)
- الأفاعي (خاصة الأصناف البرية أو المستوردة حديثاً)
- السلاحف البرية والمائية
- الحرباء بمختلف أنواعها
دورة حياة الديدان الأسطوانية
تمر الديدان الأسطوانية بأربع مراحل رئيسية:
- وضع البيض: تضع الإناث البيوض داخل الجهاز الهضمي للزاحف المصاب.
- تطور اليرقات: تخرج البيوض مع البراز لتلتقطها حشرات العائل الوسطي.
- التحوّل في الحشرة: تتطوّر اليرقات إلى مرحلة معدية داخل الحشرة.
- الإصابة النهائية: يبتلع الزاحف الحشرة المصابة، فتستقر الديدان وتبلغ مرحلة البلوغ داخل أمعائه.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تتباين شدة الأعراض تبعاً لعدد الديدان ومدى تفاعل الجهاز المناعي للزاحف، وتشمل:
- فقدان الشهية أو نقصان الوزن
- خمول وضعف عام
- تقيؤ أو عسر هضم
- براز مدمّى أو مخاطي
- انتفاخ البطن
- هزال وظهور بروزات عظمية
ملاحظة: قد تمر العدوى خفية لفترة طويلة؛ الفحص الدوري للبراز هو خط الدفاع الأول.
طرق التشخيص
يعتمد التشخيص الدقيق على مزيج من التاريخ المرضي، الفحص السريري، والتحاليل المخبرية:
1. الفحص المجهري للبراز
يُجري الطبيب البيطري تحليل عينة برازية للبحث عن بيوض الديدان الأسطوانية المميزة.
2. تقنيات التعويم والترسيب
تزيد هذه الطرق من تركيز البيوض في العينة لتسهيل رؤيتها تحت المجهر.
3. الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية
مفيدة للكشف عن انسداد معوي أو تكتلات ناجمة عن أعداد كبيرة من الديدان.
خيارات العلاج
يُصمم بروتوكول العلاج بناءً على شدة العدوى ونوع الزاحف:
- أدوية مضادة للطفيليات: مثل الأيفرمكتين أو الفينبيندازول بجرعات محددة بدقة.
- دعم تغذوي وسوائل: لتعويض الفقد الغذائي ومنع الجفاف.
- علاج الأعراض الثانوية: مضادات حيوية إذا ظهرت التهابات بكتيرية ثانوية.
يجب استكمال كامل دورة العلاج حتى لو بدت الأعراض قد اختفت لتفادي الانتكاس.
الوقاية والرعاية المنزلية
الوقاية دائماً أيسر من العلاج، وتتمثل فيما يلي:
- الحفاظ على نظافة terrarium عبر إزالة البراز وتنظيف الأسطح دورياً.
- تقديم طعام نظيف وخالي من الحشرات البرية غير المضمونة.
- عزل الزواحف الجديدة في حجر صحي لمدة 30 يوماً ومتابعة فحوص البراز.
- توفير درجة حرارة ورطوبة مثالية لتعزيز مناعة الحيوان.
- جدولة فحص براز نصف سنوي على الأقل.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
توجّه مباشرةً للطبيب البيطري إذا لاحظت أيًّا من العلامات التالية:
- فقدان سريع في الوزن
- براز مدمّى مستمر
- قيء متكرر أو انتفاخ شديد في البطن
- خمول وعدم استجابة للمحفزات
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل الديدان الأسطوانية إلى البشر؟
حالات الانتقال نادرة للغاية، لكن يُستحسن ارتداء قفازات عند التعامل مع البراز أو تنظيف terrarium.
كم مرة ينبغي إجراء فحص براز للزواحف الأليفة؟
يوصى بفحص روتيني كل 6 أشهر، أو مباشرة بعد شراء الزاحف.
هل العلاجات المنزلية العُشبية فعّالة؟
لا توجد أدلة علمية كافية لدعم هذه العلاجات؛ استشارة الطبيب البيطري هي الخيار الأكثر أماناً.
العناية الوقائية ووعي المربي هما السلاحان الأقوى للحفاظ على صحة الزواحف خالية من العدوى الطفيلية. احرص على المتابعة الدورية مع الطبيب البيطري، واعتمد أساليب التغذية والنظافة السليمة لضمان حياة صحية وطويلة لحيوانك الأليف.
