كل ما تحتاج معرفته عن ديدان فيسالوبيتر المعدية عند القطط: الأعراض والعلاج والوقاية
تُعدّ مشكلة القيء المتكرر أو فقدان الشهية عند القطط من أكثر الأسباب التي تدفع الأوصياء لزيارة الطبيب البيطري. وفي كثير من الأحيان يختبئ خلف هذه الأعراض طفيلي صغير يُدعى «فيسالوبيتر» (Physaloptera) أو ما يعرف بالديدان المعدية. في هذا المقال الشامل، ستتعرّف على دورة حياة الطفيل، وطرق انتقاله، والأعراض التي يُسببها، إضافة إلى أحدث وسائل التشخيص والعلاج، وكيفية الوقاية منه للحفاظ على صحة قطك.
ما هي ديدان فيسالوبيتر؟
فيسالوبيتر هو جنس من الديدان الأسطوانية (الأسكارسية) التي تستقر في جدار المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة لدى القطط. ومن الأنواع الأكثر شيوعًا التي تُصيب القطط:
- Physaloptera praeputialis
- Physaloptera rara
تتغذى هذه الديدان على الدم وجدار المعدة، ما يؤدي إلى التهاب مزمن قد يسبب تقيؤًا دمويًا أحيانًا.
كيف تُصاب القطط بعدوى فيسالوبيتر؟
تحدث العدوى عند تناول القطط لمضيف وسيط أو ناقل يحتوي على يرقات الطفيل. تشمل العوامل الأكثر شيوعًا:
- الحشرات: الخنافس، الصراصير، الصراصير الليلية (الكريكيت).
- المضيفات الناقلة (Paratenic Hosts): مثل الضفادع، السحالي، الطيور أو القوارض الصغيرة التي سبق أن أكلت الحشرات المصابة.
بمجرد وصول اليرقات إلى الجهاز الهضمي للقط، تنمو لتصبح ديدانًا بالغة خلال 8–10 أسابيع وتبدأ في إنتاج البيوض، لتستمر دورة الحياة من جديد.
الأعراض الشائعة للإصابة بديدان المعدة
قد تكون الإصابة عديمة الأعراض في بدايتها، لكن مع زيادة عدد الديدان تظهر العلامات التالية:
- قيء متكرر، وقد يحتوي على ديدان بطول 2–5 سم ذات لون أبيض أو وردي.
- فقدان الشهية أو انتقائية شديدة تجاه الطعام.
- نقصان الوزن رغم تناول الطعام.
- براز أسود قطراني (melena) نتيجة نزف المعدة.
- فقر دم أو بهتان اللثة في الحالات الشديدة.
كيف يتم تشخيص الإصابة؟
يتميّز تشخيص ديدان فيسالوبيتر ببعض الصعوبة لأن الديدان لا تُطلق بيوضها في البراز بانتظام. فيما يلي أبرز طرق التشخيص:
- الفحص السريري: ملاحظة أعراض الجهاز الهضمي وفحص الأغشية المخاطية.
- تحليل البراز (التركيز الطفيلي): للكشف عن البيوض البيضاويّة ذات الجدار السميك.
- التنظير المعدي: يُعتبر المعيار الذهبي، إذ يُظهر الديدان ملتصقة بجدار المعدة ويمكن إزالتها في الجلسة نفسها.
- التصوير الشعاعي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية: لاستبعاد الأسباب الأخرى للقيء المزمن.
خيارات العلاج المتاحة
لحسن الحظ، تستجيب ديدان فيسالوبيتر جيدًا للعلاج الدوائي، وتشمل الخيارات:
- بيرانتيل بامويت (Pyrantel pamoate): بجرعة 20 ملغ/كغ فمويًا مرة واحدة، مع تكرار الجرعة بعد أسبوعين في الحالات الشديدة.
- فينبيندازول (Fenbendazole): 50 ملغ/كغ يوميًا لمدة 5–7 أيام.
- إيفرمكتين (Ivermectin): 0.2 ملغ/كغ تحت الجلد، ويُفضَّل تحت إشراف الطبيب نظرًا لاحتمال وجود آثار جانبية.
- الإزالة بالمنظار: في حالة الاستجابة الجزئية أو وجود عدد كبير من الديدان.
قد يصف الطبيب البيطري أيضًا أدوية مضادة للقيء أو مثبطات حموضة لحماية جدار المعدة طوال فترة العلاج.
الرعاية المنزلية والمتابعة
- تقديم أطعمة سهلة الهضم وغنية بالبروتين أثناء فترة التعافي.
- مراقبة البراز والقيء، وإبلاغ الطبيب بأي ديدان مرئية.
- إعادة فحص البراز بعد 3–4 أسابيع للتأكد من خلو القط من البيوض.
- استخدام الأدوية الوقائية ضد الطفيليات الداخلية حسب توصيات الطبيب.
الوقاية: كيف تحمي قطك من ديدان المعدة؟
الوقاية أسهل وأقل تكلفة من العلاج دوماً. إليك أهم النصائح:
- منع القط من اصطياد الحشرات أو الزواحف داخل المنزل أو في الحديقة.
- حفظ الطعام في أوعية محكمة الإغلاق لتجنُّب جذب الصراصير والخنافس.
- استخدام مبيدات آمنة للحيوانات الأليفة للقضاء على الحشرات في البيئة المحيطة.
- إعطاء أدوية الديدان الوقائية بانتظام، خصوصًا في المنازل متعددة الحيوانات.
- إبقاء القطط المنزلية في الداخل قدر الإمكان.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل ديدان فيسالوبيتر إلى الإنسان؟
العدوى نادرة جدًا لدى البشر، لكن الوقاية وتطبيق قواعد النظافة يُعدّان أفضل استراتيجية لتجنُّب أي احتمال.
ما مدة بقاء البيوض حية في البيئة؟
قد تظل البيوض معدية لعدة أشهر داخل أجسام الحشرات، لذا يُعد التحكم في الحشرات أساس الوقاية.
هل القطط الصغيرة أكثر عرضة للإصابة؟
نعم، لأن جهازها المناعي غير مكتمل، ولأنها تميل لاكتشاف البيئة بالفم.
الخلاصة
رغم أن ديدان فيسالوبيتر ليست من الطفيليات الأكثر شيوعًا، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى معاناة حقيقية لقطك. التشخيص المبكر، والعلاج الفعّال، وإجراءات الوقاية الروتينية تمثل ثلاثية النجاح في الحفاظ على صحة قطتك وراحتها. إذا لاحظت أي علامات مقلقة، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري فورًا.
المراجع
- علي سعيد. “أمراض القطط: ديدان المعدة وما يتعلق بها..” , 2021-06-12. www.veterinarypartner.com
