كل ما تحتاج معرفته عن داء العصبونات الأولي في الخيول (EPM)
يُعد داء العصبونات الأولي في الخيول (Equine Protozoal Myeloencephalitis – EPM) أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعاً وخطورة في الأمريكيتين. ورغم أن معظم الخيول قد تتعرض للطفيليات المسببة دون أن تمرض، فإن أقلية صغيرة تصاب بالمرض فعلياً. يعمل هذا الدليل الشامل على توضيح أسباب المرض، وأبرز أعراضه، وكيفية تشخيصه، وأهم بروتوكولات العلاج والوقاية، حتى يتمكن المربّون والأطباء البيطريون من حماية خيولهم والاستجابة السريعة عند ظهور أي مؤشرات عصبية.

تعريف سريع بـEPM
EPM هو مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي للخيول نتيجة غزو طفيليات أولية – غالباً Sarcocystis neurona وأحياناً Neospora hughesi. تكمن خطورة المرض في أن الأعراض قد تتنوّع كثيراً تبعاً لموضع إصابة الحبل الشوكي أو الدماغ، ما يجعل التشخيص المبكر تحدياً حقيقياً.
العامل المسبب ودورة حياة الطفيل
الطفيليات المسؤولة
• Sarcocystis neurona: العامل الأكثر شيوعاً، يعتمد على حيوان الأبوسوم كمضيف نهائي، وعلى القوارض والطيور كمضيفات وسيطة.
• Neospora hughesi: أقل شيوعاً، وما زالت دورة حياته غير مفهومة بالكامل.

كيف تنتقل العدوى إلى الخيول؟
- يطرح الأبوسوم بويضات متكيسة (سبوروسيست) في فضلاته.
- تلوِّث البويضاتُ العلف أو الماء داخل الإسطبل أو المراعي.
- يبتلع الحصان البويضات؛ تفقس وتهاجر الطفيليات عبر الدم إلى الجهاز العصبي.
عوامل الخطورة
- وجود أبواسم أو حيوانات برية قريبة من العلف والماء.
- الأعمار بين سنتين وخمس عشرة سنة هي الأكثر عرضة.
- الإجهاد الناتج عن السفر، أو المنافسات، أو المرض، أو سوء التغذية.
- نقص المناعة أو الإصابات المزمنة.
- الإقامة في مناطق شديدة الرطوبة حيث يزداد نشاط الأبوسوم.
الأعراض السريرية
تختلف الأعراض باختلاف موقع الآفة العصبية، وغالباً ما تبدأ خفيفة ثم تتفاقم على مدى أيام إلى أسابيع.

أعراض عصبية شائعة
- عدم تناسق الحركة (Ataxia) – يظهر الحصان كأنه “يترنّح”.
- ضعف أو شلل أحد الأطراف أو جانب واحد من الجسم.
- ميل الرأس، ارتعاش الشفة أو الجفن، صعوبة البلع.
- سقوط متكرر أو تردد في اجتياز العوائق.
- انخفاض الأداء الرياضي أو تغيّر السلوك المفاجئ.
التمييز عن أمراض أخرى
قد تتشابه الأعراض مع التهاب الدماغ الفيروسي، التهاب العمود الفقري البكتيري، أو نقص فيتامين E. الفحص الدقيق واختبارات المختبر تضمن الوصول للتشخيص الصحيح.
طرق التشخيص
لا يكفي الفحص السريري وحده لتأكيد الإصابة؛ إذ إن قرابة 60٪ من الخيول السليمة تمتلك أجساماً مضادة للطفيليات دون أن تكون مريضة.

الفحص العصبي الميداني
يُقيِّم الطبيب توازن الحصان، ردّات فعله، ووضعية أطرافه، ويبحث عن أي تفاوت بين جهة وأخرى.
اختبارات المختبر
- التحليل المقارن للمصل والسائل الدماغي الشوكي (CSF): المعيار الذهبي للكشف عن الأجسام المضادة داخل الجهاز العصبي.
- اختبار Western Blot أو IFAT: يفحص وجود أجسام مضادة في الدم فقط؛ إيجابيته لا تعني بالضرورة إصابة نشطة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT): تُستخدم في الحالات المعقدة لتحديد مواقع الآفات.
خيارات العلاج المتاحة
كلما بدأ العلاج مبكراً، زادت احتمالات الشفاء والعودة الكاملة للأداء الرياضي.

الأدوية المضادة للأوالي المُعتمدة
- Ponazuril: يُعطى فموياً بجرعة 5 ملغم/كغ لمدة 28 يوماً؛ غالباً ما يُلاحظ تحسن خلال الأسبوع الأول.
- Diclazuril: بديل فعّال بجرعة 1 ملغم/كغ يومياً لخمسة أسابيع.
- Sulfadiazine & Pyrimethamine: تركيبة تقليدية؛ تتطلب مراقبة صورة الدم لتفادي فقر الدم.
الدعم الطبي والغذائي
يمكن إضافة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف التورّم، وفيتامين E لتحسين استجابة الخلايا العصبية. كما يُوصى بتقليل الإجهاد، وتوفير أرضية لينة، وضبط النظام الغذائي لضمان سعرات حرارية كافية.
المتابعة والتعافي
يُقيِّم الطبيب البيطري تقدُّم الحصان سريرياً كل 2–4 أسابيع. بعد إنهاء دورة الدواء، قد يُعاد تحليل السائل الدماغي الشوكي للتأكّد من انخفاض نسبة الأجسام المضادة.

نسبة الشفاء والتوقعات
- يعاني حوالى 60–70٪ من الخيول تحسُّناً ملحوظاً بعد العلاج.
- 20–30٪ قد تُشفى تماماً وتعود للمنافسات.
- 10٪ فقط لا تستجيب للعلاج أو تنتكس لاحقاً.
تكاليف العلاج والعبء الاقتصادي
متوسط تكلفة العلاج الدوائي وحده يتراوح بين 800–1200 دولار للحصان الواحد، دون احتساب تكاليف التشخيص، والرعاية الداعمة، وفترات التوقف عن العمل. الاستثمار في الوقاية قد يوفر مبالغ كبيرة على المدى الطويل.
إرشادات الوقاية
مع أنه لا توجد لقاحـات متاحة حتى الآن، إلا أن تطبيق إجراءات الأمن البيولوجي يقلل نسبة الإصابة بدرجة كبيرة.

- تغطية أوعية العلف والماء ليلاً لمنع وصول الأبوسوم.
- إزالة الأعلاف المنسكبة وتنظيف الإسطبل بانتظام.
- تخزين الحبوب في حاويات معدنية أو بلاستيكية مُحكمة.
- تقليل مصدر جذب القوارض والطيور حول الإسطبل.
- التخلّص الآمن من جيف الحيوانات الصغيرة لمنع استقطاب الأبوسوم.
- إجراء فحص دوري للخيول الجديدة قبل إضافتها إلى القطيع.
أسئلة شائعة
- هل يمكن أن تنتقل العدوى للبشر؟
لا، EPM مرض خاص بالخيول وعدد محدود من الثدييات، ولم تُسجَّل أي حالات بشرية. - هل يُصاب الحصان بالعدوى أكثر من مرة؟
نعم، فالشفاء من الحالة لا يوفِّر مناعة دائمة ضد الطفيليات. - متى أستأنف التمرين للحصان المتعافي؟
يحدّد الطبيب البيطري الجدول بناءً على تحسُّن الأعراض؛ غالباً يبدأ الترويض الخفيف بعد 30 يوماً من استقرار الحالة.
الخلاصة
يُعد داء العصبونات الأولي تهديداً حقيقياً لأداء وصحة الخيول، لكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يرفعان نسب الشفاء إلى مستويات مطمئنة. اتبع بروتوكولات الوقاية، وراقب خيلك عن قرب، ولا تتردد في استشارة طبيبك البيطري عند ظهور أي تغيّر حركي أو سلوكي.
المراجع
- تشارلز لي. “أعراض داء العصبونات الأولي ودليل العلاج..” , 2023-04-09. www.horseandhound.co.uk