الديدان الداخلية في الزواحف: دليل شامل للوقاية والعلاج
سواء كنتَ مُربّي سلاحف أو حارس سحالي أو عاشق أفاعٍ، فإن الحفاظ على صحة الزاحف يبدأ من فهم المخاطر الشائعة التي تهدّد جهازه الهضمي. تُعد الطفيليات الداخلية، أو «الديدان»، من أكثر الأمراض الشائعة التي تُصيب الزواحف الأليفة والبرية على حدٍّ سواء. في هذا الدليل المُحدَّث، نجمع لك كل ما تحتاج إلى معرفته حول أنواع الديدان، وأعراضها، وكيفية تشخيصها وعلاجها، بالإضافة إلى نصائح عملية للوقاية طويلة الأمد.
أولًا: أشهر أنواع الديدان التي تُصيب الزواحف
لا تختلف الطفيليات الداخلية في الزواحف كثيرًا عن تلك التي تُصيب الثدييات، لكنها تحتاج إلى تشخيص وعلاج متخصصين بسبب طبيعة جهازها الهضمي ودرجة حرارتها المتغيرة. أكثر الأنواع شيوعًا تشمل:
- الديدان الأسطوانية (Nematodes) مثل Ascarids وAnquostoma. تتخذ شكلًا مستديرًا وتستقر عادة في الأمعاء الدقيقة.
- الديدان الخطافية (Hookworms) التي تتغذى على دم العائل مسببةً فقر دم خطيرًا في الحالات المتقدمة.
- الديدان الدبوسية (Pinworms) وهي شائعة للغاية في السحالي، خاصة التنينات الملتحية (Bearded Dragons)، وغالبًا ما تُظهر أعراضًا خفيفة إذا كانت الإصابة محدودة.
- الديدان الشريطية (Cestodes) وهي أقل شيوعًا لكنها قد تنمو حتى طولٍ كبير داخل الأمعاء، مؤديةً إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية.
ثانيًا: كيف تنتقل العدوى؟
تبدأ دورة حياة العديد من هذه الديدان في البيضة الموجودة في براز حيوان مُصاب. تنتقل العدوى إلى الزواحف السليمة عبر:
- تناول فريسة حية أو خام تحتوي على يرقات أو بيض الطفيليات.
- مياه أو أرضيات ملوّثة في terrarium غير مُنظَّف.
- التعامل غير الصحي مع الزواحف أو أدواتها بين أكثر من حيوان دون تعقيم.
ثالثًا: الأعراض والعلامات التحذيرية
أعراض عامة
- فقدان الوزن رغم شهيةٍ طبيعية أو منخفضة.
- الخمول وقلة الحركة.
- انتفاخ البطن أو صعوبة في الهضم.
- غياب براز منتظم أو وجود إسهال.
- قيء أو ارتجاع طعام غير مهضوم.
أعراض متقدمة تستدعي تدخلًا عاجلًا
- وجود ديدان مرئية في البراز أو حول فتحة المجمع.
- نزيف معوي أو براز مدمى.
- علامات فقر دم مثل شحوب الأغشية المخاطية داخل الفم.
قد تتباين الأعراض بحسب نوع الزاحف؛ فالأفاعي تُظهر عادةً قيئًا متكرّرًا، بينما السلاحف قد تُعاني إسهالًا مائيًا واضحًا.
رابعًا: خطوات التشخيص البيطري
لا يمكن تأكيد الإصابة بالديدان إلا عبر فحص بيطري دقيق. تتضمن أدوات التشخيص الرئيسية:
- فحص البراز المجهري (Fecal floatation): يُخلَط جزء من البراز بمحلول خاص لتعويم بيض الطفيليات، ثم يُفحص تحت المجهر.
- مسحة مجمع (Cloacal swab): خاصة عندما يصعب الحصول على براز طازج، حيث تُدخَل مسحة قطنية في فتحة المجمع لجمع العينة.
- الفحص الشعاعي أو بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن انسداد معوي أو نمو طفيليات كبيرة مثل الديدان الشريطية.
يُوصي الأطباء البيطريون غالبًا بفحص دوري كل 3–6 أشهر، خاصةً في البيئات التي تضم أكثر من زاحف واحد.
خامسًا: بروتوكول العلاج المتكامل
١. الأدوية المضادة للديدان
- فِنبندازول (Fenbendazole): يُعد خيارًا آمنًا لمعظم السحالي والأفاعي، ويُعطى عادةً بجرعة 50 ملغم/كغ مرة كل 7–10 أيام لمدة دورتين.
- إيفرمكتين (Ivermectin): فعال ضد الديدان الأسطوانية، لكن يجب استخدامه بحذر مع السلاحف لخطورة السُمية.
- برازيكوانتيل (Praziquantel): الخيار الأول ضد الديدان الشريطية.
٢. الدعم الغذائي والبيئي
إلى جانب الدواء، يحتاج الزاحف إلى:
- زيادة درجة حرارة الحضانة ضمن الحد الأعلى المناسب لنوعه لتعزيز المناعة والهضم.
- توفير ماء نظيف ومتجدد للوقاية من الجفاف.
- إضافة مكملات بروبيوتيك لتحسين الفلورا المعوية بعد انتهاء العلاج.
٣. إعادة الفحص
ينبغي تكرار فحص البراز بعد 14–21 يومًا من إتمام دورة العلاج للتأكد من خلو العائل من البيض أو اليرقات المتبقية.
سادسًا: الوقاية هي خط الدفاع الأول
- حجر صحي للوافدين الجدد: اعزل أي زاحف جديد لمدة 30 يومًا مع إجراء فحصين للبراز.
- تنظيف يومي للبراز وبقايا الطعام: يقلل من تراكم بيض الطفيليات.
- تطهير كامل للقفص شهريًا باستعمال مطهّر مناسب وخالي من الأمونيا.
- تجنب التغذية على فرائس برية غير مُجمَّدة مسبقًا لأنها قد تحمل يرقات حية.
- غسل اليدين والأدوات قبل الانتقال من حيوان إلى آخر.
تذكّر: «درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج» ‑ وخصوصًا مع الكائنات الحساسة كالزواحف.
أسئلة شائعة (FAQ)
هل يمكن أن تنتقل ديدان الزواحف إلى الإنسان؟
حالات انتقال الديدان من الزواحف إلى البشر نادرة جدًا، لكنها ليست مستحيلة. التزامك بقواعد النظافة، مثل غسل اليدين بعد التعامل مع الزواحف أو تنظيف حظائرها، يقلّل الخطر إلى أدنى حد.
ما المدة التي تعيشها بيض الديدان في البيئة؟
يمكن أن تبقى البيوض قابلة للعدوى لأسابيع أو حتى أشهر، خصوصًا في البيئات الرطبة والباردة. لذا يُعد التنظيف والتطهير المنتظمان أمرًا حاسمًا.
هل تؤثر الديدان في نمو الزواحف الصغيرة أكثر من البالغة؟
نعم، لأن الصغار تعتمد على غذاء متوازن للنمو السريع؛ وأي خلل في امتصاص العناصر الغذائية قد يؤدي إلى تشوهات أو نقص وزن دائم.
الخلاصة
الإصابة بالديدان الداخلية مشكلة شائعة لكن يمكن الوقاية منها بسهولة عبر النظافة الدورية والفحص البيطري المنتظم. في حال اشتبهت في إصابة زاحفك، سارع إلى استشارة طبيب بيطري متخصص لضمان صحة حيوانك الأليف وازدهاره.
المراجع
- أحمد الكيلاني. “مشاكل الديدان في الزواحف الصغيرة: كيف تتعامل معها؟..” , 2023-03-16. www.littlecritters.com