طرق طبيعية وفعّالة للسيطرة على داء السكّري لدى القطط
تزايدت حالات داء السكّري لدى القطط في السنوات الأخيرة، ويُعزى ذلك غالبًا إلى تغيّر نمط الحياة واعتماد أغذية تجارية غنية بالنشويات. الخبر السارّ هو أنّ تعديل نمط الحياة يمكن أن يُحدث فرقًا هائلًا، لا سيّما إذا بدأنا مبكرًا. في هذا الدليل الشامل ستتعرّف على أهم الاستراتيجيات الطبيعية التي تدعم العلاج البيطري وتساعد قطّك على العيش بصحّة ونشاط.
ما هو داء السكّري عند القطط؟
يحدث داء السكّري (غالبًا النوع الثاني) عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من هرمون الإنسولين أو عندما تصبح خلايا الجسم أقل استجابة له. النتيجة هي ارتفاع مستوى السكر في الدم، ما يؤثّر في الجسم بأكمله. تشمل الأعراض الشائعة زيادة العطش، التبوّل المتكرّر، فقدان الوزن رغم الشهية الجيّدة، والخمول.
لماذا لا يُستغنى عن الطبيب البيطري أو الإنسولين؟
على الرغم من أنّ هذا المقال يركّز على الطرق الطبيعية، فإنّ الإنسولين والوصفات البيطرية هما حجر الأساس في العلاج. تساعد الأساليب الطبيعية على تعزيز فعالية الإنسولين وربّما تقليل الجرعة مع مرور الوقت، ولكن لا يجب إيقاف العلاج الدوائي بدون استشارة الطبيب.
أولاً: النظام الغذائي هو خط الدفاع الرئيسي
أهم خطوة يمكن اتخاذها هي تعديل طعام القط ليتناسب مع حالته. تنصح معظم الأبحاث بالأطعمة المعلّبة الرطبة ذات البروتين العالي والكربوهيدرات المنخفضة، إذ تحاكي في تركيبتها الفريسة الطبيعية للقطط.
تقسيم الوجبات بدلاً من التغذية المستمرة
قسّم الطعام إلى 2–4 وجبات صغيرة في اليوم بدل ترك الطعام في الطبق طوال الوقت. يساعد ذلك على تجنّب طفرات السكر في الدم.
أهمية البروتين وخفض الكربوهيدرات
• اختر أغذية تحتوي أقل من 10% كربوهيدرات في المادة الجافة.
• تجنّب الأطعمة الجافة لأنها غالبًا غنية بالنشويات.
• احرص على أن يأتي البروتين من مصادر حيوانية سهلة الهضم مثل الدجاج أو الديك الرومي.
ثانيًا: إنقاص الوزن الزائد
السمنة تُقلل حساسية الخلايا للإنسولين وتُعدّ عامل خطر كبير. الهدف الواقعي هو فقدان 1–2% من وزن القط أسبوعيًا تحت إشراف بيطري.
- استخدم ميزانًا منزليًا لمراقبة الوزن أسبوعيًا.
- اضبط السعرات الحرارية تدريجيًا لتجنّب تنكّس الكبد الدهني.
- اطلب من الطبيب البيطري خطة تغذية شخصية.
ثالثًا: تشجيع النشاط البدني اليومي
تساعد الحركة على حرق السعرات وتحسين استخدام الجلوكوز في العضلات. خصّص 10–15 دقيقة، مرتين يوميًا، لجلسات لعب مركّزة.
أفكار بسيطة:
- عصيّ اللعب بريش ملوّن.
- كرات صغيرة تُحدث أصواتًا.
- ألعاب ليزر تُحرّكها على الجدار أو الأرض.
رابعًا: الحفاظ على الترطيب
يساعد الماء الكافي على تخفيف تركيز السكر في الدم ودعم وظائف الكلى.
• اعرض عدة أوعية ماء في أماكن مختلفة.
• استخدم نافورة ماء جارية إذا كان قطّك يُفضّل الماء المتحرّك.
• يمكن إضافة ملعقة صغيرة من مرق العظام غير المملّح إلى الماء لزيادة الإقبال.
خامسًا: المراقبة المنزلية لمستوى الجلوكوز
يسمح فحص السكر في المنزل بتعديل الجرعات سريعًا وبأقل ضغط على القط. اطلب من الطبيب البيطري تدريسك تقنية وخز الأذن أو الوسادة القطنية.
مؤشرات نجاح المراقبة:
- منحنى جلوكوز مستقر خلال اليوم.
- مستويات سكر تتراوح بين 80–180 ملغ/ديسيلتر (وفق توجيهات الطبيب).
- تحسن النشاط والشهية.
سادسًا: المكملات الغذائية الداعمة
يجب استشارة الطبيب قبل إدخال أي مكمل، لكن الخيارات الشائعة تشمل:
- أحماض أوميغا-3 الدهنية: تقلّل الالتهاب وتدعم الوزن الصحي.
- البروبيوتيك: تحسّن صحة الأمعاء وقد تؤثّر إيجابًا في تنظيم السكر.
- فيتامين B12: يدعم الأعصاب ويُعطى حقنًا أو في شكل مكمل فموي.
ملحوظة: الكثير من الأعشاب المتداولة على الإنترنت قد تكون سامة للقطط، لذا تجنّبها ما لم يوصِ الطبيب بها.
ماذا يجب أن تتجنّب؟
- الحلويات البشرية وبقايا المائدة.
- الأطعمة المعلّبة المخصّصة للكلاب.
- العلاجات المليئة بالسكر أو العسل.
متى تُعدّ الحالة طارئة؟
اتصل بالطبيب فورًا إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية:
- رجفان أو تشنجات.
- ضعف شديد أو انهيار.
- صعوبة تنفّس.
- قيء متكرر لا يتوقف.
«التدخّل المبكر والمراقبة الدقيقة هما سرّ النجاح في إدارة داء السكّري لدى القطط»
الخلاصة
دمج نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، إدارة الوزن، النشاط البدني، الترطيب الجيد، المراقبة المنزلية والمكملات المناسبة يمكن أن يُحسّن جودة حياة قطّك ويقلّل مضاعفات السكّري. تذكّر دائمًا أنّ هذه الطرق تُكمل العلاج البيطري ولا تُغني عنه.
المراجع
- معهد الطب البيطري. “النظام الغذائي الأمثل للقطط المصابة بالسكري.” , 2022-11-29. www.vetinst.com