سرطان الخلايا الحرشفية في الخيول: دليل شامل للأسباب والأعراض وخيارات العلاج

يُعَدّ سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma – SCC) واحداً من أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً لدى الخيول، ويُمكن أن يصيب الجلد أو الأغشية المخاطية في مواضع متعددة مثل العينين، والفم، والأنف، والأعضاء التناسلية، وحتى الأجزاء الداخلية كالمعدة. في هذا الدليل المفصَّل، سنتناول كل ما يحتاج مُربّو الخيل إلى معرفته حول هذا المرض، بدءاً من العوامل المؤهِّبة وصولاً إلى أحدث أساليب التشخيص والعلاج والرعاية اللاحقة.

ما هو سرطان الخلايا الحرشفية؟

سرطان الخلايا الحرشفية هو ورم ينشأ من خلايا حرشفية مسطّحة تُكوِّن الطبقة الخارجية من الجلد وبعض الأغشية المخاطية. يتميّز هذا السرطان بنمو بطيء نسبيًّا، لكن إهماله قد يسمح له باختراق الأنسجة العميقة والانتشار إلى العُقَد اللمفاوية أو أعضاء أخرى.

المواضع الأكثر شيوعاً للإصابة

  • العيـن: الجفن الثالث، الجفون العلوية أو السفلية، القرنيـة.
  • الجلد: خاصةً في المناطق خفيفة التصبّغ المعرضة للأشعة فوق البنفسجية.
  • الأعضاء التناسلية للذكور (القلفة والقضيب) والإناث (الفرج).
  • التجويف الفموي والأنفـي.
  • المعـدة (بالأخص في منطقة الفـم الغدّي غير المُبطَّن).

مدى شيوع المرض

يُعتَبَر SCC ثاني أكثر الأورام الجلدية شيوعاً في الخيول بعد الأورام الحُبيبيّة (Sarcoids)، ويمثل نحو 20٪ من جميع سرطانات الجلد في الخيول البالغة.

تزداد معدلات الإصابة لدى الخيول ذات المعاطف الفاتحة أو الرمادية، وكذلك في الأعمار المتقدمة (أكثر من 9–10 أعوام)، إلا أنّه قد يظهر لدى الخيول الأصغر أيضاً.

الأسباب وعوامل الخطر

  1. التعرُّض المزمن للأشعة فوق البنفسجية (UV) لاسيّما لدى الخيول التي تفتقر للصبغة الداكنة حول العينين والأنف.
  2. العُمر: يزداد الخطر مع التقدُّم في السن بسبب تراكم تلف الحمض النووي في الخلايا.
  3. الوراثة واللون: السُّلالات فاتحة اللون، مثل الخيول الرمادية أو صاحبة العلامات البيضاء الواسعة، معرضة أكثر.
  4. الفيروسات الحليميّة (Equus caballus papillomavirus–2) التي قد تُحوِّر الخلايا وتدفعها نحو التسرطُن.
  5. التهاب مزمن أو إصابة سابقة بالمنطقة المصابة مثل القرَن أو الجروح غير المُلتئمة.

الأعراض التي يجب مراقبتها

تختلف العلامات السريرية باختلاف موضع الورم، لكن يظل أي تكتُّل، تقرُّح، إفراز كريه الرائحة، أو تغيُّر لون جلدي مؤشراً يستحق التقييم البيطري العاجل.

أعراض شائعة في العين

الأعضاء التناسلية

الفم والأنف

المعدة

متى يجب استدعاء الطبيب البيطري؟

إذا لوحظ أي تكتُّل، تقرُّح، أو إفراز غير طبيعي يستمر لأكثر من 7–10 أيام، أو عند وجود أعراض عينية أو تنفُّسية غير مفسَّرة، ينبغي الاتصال بالطبيب البيطري فوراً لتقييم الحالة مبكراً وزيادة فرص النجاح العلاجي.

تشخيص سرطان الخلايا الحرشفية

يبدأ التشخيص بفحص سريري شامل يشمل تنظير العين أو الفم أو القضيب، ويلي ذلك خطوات متخصصة:

  • خزعة جراحية لتأكيد نوع الخلايا تحت المجهر.
  • اختبارات دم وصورة شاملة لتقييم الحالة العامة.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية لتحديد عمق الورم.
  • التنظير الداخلي للمعدة أو الأنف أو القناة التناسلية عند الحاجة.
  • تصوير مقطعي محوسب (CT) أو رنين مغناطيسي (MRI) في الحالات المعقّدة.

خيارات العلاج الحديثة

تختلف الخطة العلاجية باختلاف حجم الورم وموضعه ومرحلة المرض، وقد تشمل واحداً أو أكثر من الخيارات التالية:

1. الجراحة الاستئصالية

يُعد الاستئصال الجراحي بخط أمانٍ كافٍ العلاج الأكثر فاعلية للحالات الموضعية الصغيرة. قد تتضمن الإجراءات استئصال الجفن الثالث، إزالة جزء من الجفن، أو بتر جزئي للقضيب (Phallectomy) في الحالات المتقدمة.

2. العلاج بالتبريد (Cryotherapy)

يُستخدم النيتروجين السائل لتجميد الخلايا السرطانية، وغالباً ما يُطبَّق عقب الاستئصال لضمان تدمير أي بقايا مجهرية.

3. المعالجة الكيميائية الموضعية أو الحقنية

  • 5-فلورويوراسيل (5-FU): كريم موضعي فعّال في الأورام السطحية.
  • خرزات سيسبلاتين تُزرع داخل موقع الجراحة لإطلاق الدواء ببطء.
  • إميكويمود (Imiquimod) لتحفيز مناعة الخلايا الموضعية.

4. العلاج الإشعاعي

خيار مفيد للأورام غير القابلة للاستئصال الكامل أو عند عدم إمكانية استخدام الجراحة لأسباب تجميلية أو وظيفية.

5. العلاج المناعي والضوئي

تشمل تقنيات حديثة مثل العلاج الضوئي الديناميكي (PDT) التي تستهدف الخلايا السرطانية بصبغات حساسة للضوء ثم تعريضها لليزر مخصَّص، ما يؤدي إلى تدميرها انتقائياً.

الرعاية بعد العلاج والتعافي

  • استخدام مراهم مُضادة حيوية أو مُسكّنات موصوفة بيطرياً.
  • تطبيق كمّادات باردة لتقليل التورُّم خلال الأيام الأولى.
  • الحفاظ على نظافة الجرح وتجنُّب تعرُّضه للغبار أو الحشرات.
  • متابعة زيارات الفحص الدوري كل 2–3 شهور خلال السنة الأولى لكشف أي عودة محتملة للورم.

التنبؤ بالمآل وفرص الشفاء

يكون الإنذار جيداً إلى ممتاز إذا تم تشخيص الورم مبكراً واستُؤصِل بالكامل. أما في الحالات المتأخرة أو ذات الانتشار الموضعي العميق (خاصة في المعدة)، فقد تنخفض فرص الشفاء ويصبح العلاج ملطِّفاً.

نصائح وقائية لتقليل الخطر

  1. استخدام أقنعة واقية من الأشعة فوق البنفسجية للخيول فاتحة اللون، خاصة في أوقات الذروة الشمسية.
  2. توفير ملاجئ مظلَّلة في المراعي.
  3. تنظيف القلفة والأعضاء التناسلية بانتظام لإزالة السميغما التي قد تُهيّئ البيئة للسرطان.
  4. الكشف المُبكّر عند ظهور أي تغيُّرات جلدية أو عينية.
  5. الجرعات الوقائية للفروس الحليمي (قيد الدراسة) حال اعتمادها مستقبلاً.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل سرطان الخلايا الحرشفية مُعدٍ؟

لا، المرض نفسه غير معدٍ؛ لكن بعض الفيروسات الحليمية المشتبه في مساهمتها يمكن أن تُنقل بين الخيول.

ما مدة التعافي بعد الجراحة؟

تتراوح فترة التعافي بين أسبوعين و6 أسابيع وفق حجم ومكان الجراحة، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب البيطري.

هل يمكن أن يعود الورم بعد استئصاله؟

نعم، يُسجَّل معدل انتكاس يتراوح بين 15–30٪، ولهذا يُنصَح بالمراجعة الدورية والفحص البصري المنتظم.

هل يوجد لقاح معتمد حالياً؟

لا يوجد لقاح مُرخَّص حتى الآن، لكن الأبحاث جارية لتطوير لقاحات مضادة لفيروس EcPV-2.

الخلاصة

يكمن نجاح التعامل مع سرطان الخلايا الحرشفية في الاكتشاف المبكر والعمل العلاجي السريع. باتباع إجراءات الوقاية، والفحص الدوري، والتواصل الدائم مع الطبيب البيطري، يمكن لمربّي الخيول تحسين جودة حياة خيولهم وتقليل مخاطر هذا السرطان الشائع.

المراجع

  1. نجوى هاني. “تجارب سريرية حول سرطان الخلايا الحرشفية في الخيول..” , 2021. clinicaltrials.gov

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version