ديستمبر القطط (داء بارفو القطط): الدليل الشامل للأعراض، العلاج والوقاية

ديستمبر القطط – الذي يُعرف أيضاً بمرض بارفو القطط أو التهاب الأمعاء الفيروسي السنوري – يُعدُّ واحداً من أخطر الأمراض الفيروسية التي يمكن أن تُصيب قطك الأليف. يتميّز المرض بسرعة انتشاره، ومعدل وفيات مرتفع لدى القطط الصغيرة وغير المُطعَّمة، ما يجعل التوعية بأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه ضرورة مُلحّة لكل مُربي قطط.

ما هو ديستمبر القطط (داء بارفو القطط)؟

ينتج المرض عن فيروس Feline Panleukopenia Virus (FPV)، وهو قريب وراثياً من فيروس بارفو الكلاب. يهاجم الفيروس الخلايا سريعة الانقسام في الأمعاء ونخاع العظم، ويؤدي إلى انخفاض حاد في خلايا الدم البيضاء (Panleukopenia) ما يُضعِف الجهاز المناعي بشدّة ويُعرض القطط لمضاعفات خطيرة.

لماذا يُعدّ خطيراً؟

  • معدلات وفيات مرتفعة تصل إلى 90٪ في القطط الصغيرة غير المُطعَّمة.
  • يُمكن للفيروس البقاء حياً في البيئة لعدة أشهر، ما يزيد فرص انتقاله.
  • غالباً ما تتفاقم الحالة بسرعة، وتتطلب تدخلاً بيطرياً عاجلاً.

كيف تحدث العدوى؟

ينتقل الفيروس بسهولة عبر ملامسة سوائل الجسم أو البراز الملوَّث، ويُمكن أن ينتقل أيضاً بشكل غير مباشر من خلال أوعية الطعام، صناديق الرمل أو حتى الأحذية والملابس التي لامست بيئة ملوثة.

طرق الانتشار الرئيسية

  • الاحتكاك المباشر مع قط مصاب.
  • مشاركة أوعية الماء والطعام أو صندوق الفضلات.
  • انتقال الفيروس عبر الأيدي أو الأدوات الملوثة في العيادات أو الملاجئ.
  • النواقل البيئية؛ إذ يبقى الفيروس نشطاً على الأسطح لفترات طويلة.

القطط الأكثر عرضة للخطر

  • القطط الصغيرة أصغر من أربعة أشهر.
  • القطط غير المُطعَّمة أو ضعيفة المناعة.
  • القطط في الملاجئ أو البيئات المكتظة.

أعراض ديستمبر القطط

تظهر الأعراض عادة بعد يومين إلى سبعة أيام من التعرض للفيروس، وقد تتدرج من خفيفة إلى شديدة تبعاً لعمر القط وحالته المناعية.

  1. حمّى مفاجئة أو انخفاض مفرط في درجة الحرارة.
  2. خمول وفقدان شهية حاد.
  3. قيء متكرر وإسهال مائي أو دموي.
  4. جفاف شديد وصعوبة في الحركة.
  5. تورّم الغدد اللمفاوية وآلام بطنية واضحة.
  6. تشنجات أو حركات عصبية غير طبيعية في الحالات المتقدمة.

متى ينبغي استشارة الطبيب البيطري؟

إذا لاحظت أي مزيج من القيء المتكرر، الإسهال، والخمول الشديد مصحوباً بحمّى أو انخفاض حرارة، تواصل مع طبيبك البيطري فوراً. سرعة التدخل عامل حاسم في تحسين فرص نجاة القط.

التشخيص في العيادة البيطرية

يعتمد الطبيب البيطري على تاريخ الحالة، الفحص البدني، واختبارات مخبرية لتأكيد الإصابة:

  • اختبار SNAP أو ELISA للبراز: يكشف عن مستضدات فيروس FPV خلال دقائق.
  • صورة دم كاملة (CBC): توضح الانخفاض الشديد في خلايا الدم البيضاء.
  • تحاليل كيمياء الدم: لتقييم توازن الأملاح ووظائف الأعضاء.
  • الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لتقييم الأمعاء واستبعاد أمراض أخرى.

خطة العلاج والرعاية الداعمة

لا يوجد علاج نوعي يقضي على الفيروس، لكن الرعاية الداعمة المكثفة تُعتبر حجر الأساس:

  • تعويض السوائل والأملاح عبر الحقن الوريدي للوقاية من الجفاف.
  • مضادات قيء وأدوية لحماية بطانة المعدة.
  • مضادات حيوية واسعة الطيف لمنع العدوى البكتيرية الثانوية.
  • نقل دم أو بلازما في الحالات الشديدة لتعويض البروتينات وخلايا الدم.
  • الحرص على درجة حرارة جسم مناسبة باستخدام مدفأة آمنة أو بطانية كهربائية.

الرعاية المنزلية أثناء التعافي

  • توفير مكان دافئ وهادئ بعيداً عن الحيوانات الأخرى.
  • تقديم وجبات صغيرة وسهلة الهضم باستشارة الطبيب.
  • تنظيف صندوق الفضلات وأوعية الطعام يومياً بمطهِّر فعال.
  • مراقبة سلوك القط وتسجيل معدل الأكل والشرب والإخراج.
  • استكمال الأدوية تماماً كما وصفها الطبيب.

الوقاية هي خط الدفاع الأول

لحسن الحظ، يُمكن الوقاية من ديستمبر القطط بسهولة نسبية عبر الالتزام بجدول التطعيم والنظافة البيئية الجيدة.

جدول التطعيم الموصى به

  1. الجرعة الأولى بين عمر 6–8 أسابيع.
  2. جرعات معزِّزة كل 3–4 أسابيع حتى عمر 16 أسبوعاً على الأقل.
  3. جرعة منشطة بعد عام واحد، ثم كل 3 سنوات أو وفقاً لتوصيات الطبيب.

إجراءات النظافة والتعقيم

يُظهر الفيروس مقاومة عالية لمعظم المطهِّرات الشائعة؛ لذا يُنصح باستخدام مطهِّرات تحتوي على هيبوكلوريت الصوديوم (bleach) بنسبة 1:32، مع تركها لوقت تلامس لا يقل عن 10 دقائق قبل الشطف.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن ينتقل ديستمبر القطط إلى البشر أو الكلاب؟
لا، الفيروس خاص بالقطط. ومع أن اسمه يشبه ديستمبر الكلاب، فإن العامل المسبب مختلف ولا ينتقل إلى الإنسان.

هل يستطيع قط بالغ غير مُطعَّم النجاة من العدوى؟
نعم، لكن معدل النجاة أقل مقارنة بالقطط المُطعَّمة، ويعتمد على سرعة التشخيص وجودة الرعاية الداعمة.

هل يسمح بتطعيم القطة الحامل؟
يجب استشارة الطبيب البيطري، فبعض اللقاحات الحية المضعَّفة قد لا تُوصى بها أثناء الحمل.

خلاصة

ديستمبر القطط مرض فيروسي شديد العدوى قد يكون مميتاً، لكنه قابل للوقاية والتعامل معه إذا تم الالتزام بالتطعيمات، التدخل البيطري المبكر، واحتياطات النظافة الصارمة. بصفتك مُربي قطط، امتلاك المعرفة والجاهزية هما أفضل دفاع لحماية صديقك الوفي.

تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لغرض التوعية ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version