دليل شامل للعناية بالقطة بعد عملية التعقيم: خطوة بخطوة نحو تعافٍ آمن
عملية تعقيم القطط لا تنتهي بخروج القطة من غرفة العمليات؛ فالمعركة الحقيقية من أجل صحتها تبدأ من اللحظة التي تعود فيها إلى المنزل. الرعاية المنزلية السليمة تقلل خطر المضاعفات، تُسرّع الالتئام، وتعيد لصديقتك الفروية نشاطها بأمان. في هذا الدليل ستجد كل ما تحتاج معرفته – من أول لحظة بعد الجراحة وحتى العودة الكاملة للحياة الطبيعية.
ما الذي تتوقعه في أول 24 ساعة بعد العملية؟
خلال الساعات الأولى سيكون جسم القطة في طور التخلص من آثار التخدير. من الطبيعي ملاحظة بعض أو كل العلامات التالية:
- خمول أو رغبة زائدة في النوم.
- فقدان مؤقت للشهية أو رفض الطعام.
- ارتجاف خفيف أو تقيؤ لمرة واحدة بسبب التخدير.
- مواء منخفض أو تغيّر في الصوت بسبب التهاب حلق مؤقت من أنبوب التخدير.
تختفي هذه الأعراض عادةً خلال 12–24 ساعة. إذا استمرت أكثر من ذلك أو بدت القطة متألمة بشدة، تواصل مع الطبيب البيطري فورًا.
التحضيرات المنزلية قبل وصول القطة
- تهيئة مساحة هادئة: اختر غرفة بعيدة عن الضجيج، خالية من الأثاث العالي الذي قد يشجع على القفز.
- سرير نظيف ومنخفض: استخدم بطانية ناعمة يسهل غسلها أو وسادة مستوية لتجنب الضغط على البطن.
- صندوق رمل منخفض الحواف: يجعل الدخول والخروج أسهل ويقلل فرص شد عضلات البطن.
- ماء عذب في وعاء ثابت: وضعه بالقرب من السرير حتى لا تضطر القطة للمشي كثيرًا.
- إزالة الألعاب المحفزة للنشاط: مثل كرات الليزر أو أعمدة الخدش الكبيرة طوال فترة التعافي الأولى.
مراقبة شق الجراحة
يُعد فحص الشق الجراحي مرتين يوميًا أفضل وسيلة لاكتشاف المشكلات مبكرًا. استخدم إضاءة جيدة وابحث عن:
- تورّم خفيف أو احمرار طفيف – يُعد طبيعيًا خلال الأيام الأولى.
- نزيف، أو إفرازات صفراء/خضراء، أو رائحة كريهة – غير طبيعية وتستدعي زيارة الطبيب.
- فتح أو اتساع الغرز.
منع القطة من لعق الجرح
القطط معروفة بولعها بالتنظيف الذاتي، لكن لعق الخيط قد يسبب عدوى أو فتح الجرح. أفضل الخيارات هي:
- الياقة الإليزابيثية (E-collar): متوفرة في نسخ بلاستيكية صلبة أو ناعمة قابلة للنفخ.
- البدلة الجراحية: قميص قطني مريح يغطي البطن ويتيح حرية الحركة.
- المتابعة المستمرة: في الأيام الأولى، أبقِ القطة تحت الملاحظة قدر الإمكان.
التحكم في نشاط القطة
لا تدع الهدوء الظاهري يخدعك؛ حتى إن بدت القطة بخير بعد يوم أو يومين، فإن الأنسجة الداخلية ما زالت تلتئم. ولتجنُّب تمزق الغرز:
- احصر الحركة في غرفة واحدة أو قفص مناسب الحجم لمدة 7–10 أيام.
- ارفع الألعاب التي تتطلب القفز أو الجري السريع.
- استخدم درجات سلالم أو صناديق صغيرة لمساعدتها على الصعود إلى الفراش إذا لزم الأمر.
التغذية والأدوية
جدول التغذية
- بعد 6–8 ساعات من العودة إلى المنزل، قدّم ربع الوجبة المعتادة.
- إذا احتفظت بالطعام ولم تتقيأ، زد الكمية إلى نصف الوجبة في المساء.
- استأنف الكمية الكاملة في اليوم التالي إذا بدت القطة مرتاحة.
- ركز على الطعام الرطب أو المبلل بالماء لتسهيل الهضم ومنع الإمساك.
إعطاء الأدوية
- مسكنات الألم: التزم بالجرعة والفاصل الزمني بدقة؛ لا تستخدم الأسبرين أو الإيبوبروفين لأنها سامة للقطط.
- مضاد حيوي (إذا وُصف): أكمل الدورة كاملة حتى لو ظهر الجرح بحالة جيدة.
- طرق الإعطاء: يمكنك إخفاء الحبوب في حلوى مخصّصة للقطط أو استخدام سرنجة فموية للسوائل.
علامات المضاعفات التي تستدعي الاتصال بالطبيب البيطري
اتصل بالطبيب على الفور إذا لاحظت أيًّا مما يلي:
- حمّى (حرارة الجسم أعلى من 39.5° مئوية).
- خمول شديد أو صعوبة في التنفس.
- نزيف مستمر أو فتح الغرز.
- عدم التبول أو التبرز خلال 24 ساعة.
- امتناع كامل عن الطعام لأكثر من 48 ساعة.
الجدول الزمني للتعافي
- اليوم 1: خمول، وجبات صغيرة، مراقبة الشق.
- اليوم 3: بداية استعادة الشهية؛ يجب أن يقل التورم.
- اليوم 7: إزالة الخيوط الخارجية (إذا لم تكن ذاتية الذوبان) ومراجعة الطبيب.
- اليوم 10–14: السماح بزيادة تدريجية في النشاط وإزالة الياقة إذا كان الجرح ملتئمًا تمامًا.
- الأسبوع 4: عودة كاملة إلى الروتين الطبيعي، بما في ذلك اللعب والقفز.
نصائح إضافية لراحة القطة وطمأنتها
“يعد تقليل التوتر عاملاً حاسمًا في سرعة التئام الجروح؛ وفّر لقطةك بيئة هادئة وحافظ على روتين ثابت للأكل واللعب.”
— د. مي الشناوي، طبيبة بيطرية
- استخدم الفيرومونات المهدئة في الغرفة (مثل Feliway) لتهدئة القطة.
- قدّم جلسات ملاطفة قصيرة بدلاً من حمل القطة لتجنب الضغط على البطن.
- حفّزها ذهنيًا بألعاب الألغاز البسيطة التي لا تتطلب حركة كبيرة.
الخلاصة
الرعاية الصحيحة بعد عملية التعقيم تُترجم إلى تعافٍ أسرع ونوعية حياة أفضل لقطةك. بتخصيص مكان هادئ، ومراقبة الجرح، وتقديم مسكنات الألم في مواعيدها، ستكونين قد قطعتِ شوطًا طويلًا نحو منع المضاعفات. تذكّر أن كل قطة تختلف عن الأخرى؛ لذا لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري إذا شعرت بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.