دليل شامل لفهم وعلاج الإليوس (الانسداد الوظيفي) عند القطط

قد تبدو مشكلات الجهاز الهضمي مألوفة لأي مُربي قطط، إلا أنّ الإليوس يُعدّ حالة طارئة تتطلب تدخلاً بيطرياً سريعاً. في هذا الدليل المُفصَّل سنتعرّف على أسباب الإليوس، علاماته المبكرة، طرق التشخيص، خيارات العلاج، إضافة إلى نصائح الرعاية المنزلية والوقاية.

ما هو الإليوس؟

الإليوس هو توقف شبه كامل أو كامل لحركة الأمعاء، ما يؤدي إلى تراكم الغازات والفضلات داخل الجهاز الهضمي. يختلف الإليوس عن الانسداد الميكانيكي (وجود جسم غريب يمنع مرور المحتوى)، إذ يكون الخلل هنا وظيفياً في حركة الأمعاء نفسها ويمكن أن يحدث في أي جزء من الجهاز الهضمي.

أنواع الإليوس

  • الإليوس الشللي (Paralytic Ileus): تعطّل الأعصاب أو العضلات المعوية نتيجة جراحة حديثة، التهاب بريتوان، ألم شديد، خلل بالكهربائيات أو تأثير دوائي.
  • الإليوس الميكانيكي الخفي (Pseudo-obstruction): تحرّك الأمعاء ضعيف بسبب تضخمها المزمن أو اضطرابات عصبية، دون وجود جسم عائق واضح.

الأسباب الشائعة لإليوس القطط

من المهم فهم جذور المشكلة لتجنّبها مستقبلاً:

  1. الجراحة البطنية أو التخدير المطوَّل.
  2. التهابات شديدة مثل التهاب البنكرياس أو التهاب البريتون.
  3. اضطرابات بالكهربائيات: نقص البوتاسيوم أو الكالسيوم.
  4. تناول أدوية تُبطئ حركة الأمعاء مثل الأفيونات ومضادات الكولين.
  5. الصدمة، الألم، التوتر الشديد، أو الأمراض الجهازية مثل الفشل الكلوي.

الأعراض والعلامات المبكرة

كلما رصدت الأعراض مبكراً ازدادت فرص التعافي السريع:

  • فقدان الشهية أو رفض الطعام كلياً.
  • قيء متكرر أو رائحة كريهة تخرج من الفم.
  • انتفاخ أو حساسية في البطن عند اللمس.
  • إمساك أو انعدام التبرز والغازات.
  • خمول، جفاف، ولعق الشفاه بسبب الغثيان.

ملحوظة: يُعدّ الغياب التام لحركة الأمعاء (أصواتها) لمدة تتجاوز 12 ساعة إشارة إنذار تتطلّب فحصاً بيطرياً عاجلاً.

تشخيص الإليوس

يباشر الطبيب البيطري بالتاريخ المرضي والفحص السريري، ثم يلجأ إلى أدوات تشخيصية متقدمة:

  • الأشعة السينية: للكشف عن تراكم الغازات أو تكوُّن مستوى سوائل غير طبيعي.
  • الموجات فوق الصوتية: لتقييم حركة الأمعاء واستبعاد الأجسام الغريبة.
  • تحليل الدم: فحص صورة الدم الكاملة والإلكتروليتات والإنزيمات.
  • أشعة تباينية (باريوم): عند الشك بانسداد جزئي أو لتحديد موقع تباطؤ الحركة.

خيارات العلاج

يعتمد العلاج على شدة الحالة والسبب الكامن:

التثبيت الأولي

  • محاليل وريدية لتعويض السوائل وتعديل الإلكتروليتات.
  • أنبوب معدي لتخفيف الضغط في حال تراكم الغازات.
  • مسكنات ألم ومضادات قيء لتقليل الغثيان.

العلاج الدوائي

  • محفزات الحركة (Prokinetics) مثل ميتوكлопراميد أو سيسابرايد.
  • مضادات حيوية عند وجود عدوى ثانوية أو خطر تعفن دموي.

التدخل الجراحي

إذا كان الإليوس ناتجاً عن انسداد ميكانيكي أو لم يستجب للتدخل التحفظي خلال 24–48 ساعة، فقد يلزم استكشاف جراحي لإزالة السبب أو إعادة تحريك الأمعاء.

الرعاية المنزلية والمتابعة

بعد الخروج من العيادة، يصبح دور المربي محورياً لضمان تعافٍ كامل:

  • تقديم وجبات صغيرة وسهلة الهضم، والالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص النظام الغذائي.
  • إعطاء الأدوية في مواعيدها، خصوصاً محفزات الحركة والمضادات الحيوية.
  • متابعة عدد مرات التبرز وحجمها؛ أي تغيير مفاجئ يجب الإبلاغ عنه.
  • إبقاء القطة في مكان هادئ بعيد عن مصادر التوتر أو الحيوانات الأخرى في المنزل.
  • زيارات متابعة منتظمة لمراقبة تحسّن حركة الأمعاء عبر الفحص السريري وربما الأشعة.

الوقاية: كيف تُقلِّل فرص إصابة قطتك بالإليوس؟

  1. التأكد من شرب كمية كافية من الماء عبر نوافير الشرب أو أوعية متعددة.
  2. تقديم غذاء متوازن غني بالألياف ومناسب لعمر القطة وحالتها الصحية.
  3. التقليل من التوتر من خلال ألعاب التحفيز الذهني ومساحة آمنة للاختباء.
  4. تمشيط الفرو بصورة دورية للحد من تكوُّن كرات الشعر.
  5. متابعة أي جراحة بطنية بخطة علاجية واضحة وتشجيع القطة على الحركة الخفيفة بعد التعافي.

أسئلة شائعة

هل الإليوس هو نفسه الإمساك؟

كلا، الإمساك يتعلق بصعوبة مرور البراز مع وجود حركة أمعاء جزئية، بينما الإليوس يعني توقفاً شبه كامل للحركة يؤدي إلى تراكم كل المحتويات.

ما مدى خطورة الإليوس إذا تُرك دون علاج؟

يمكن أن يُسبب تمزق الأمعاء، والتهاب بريتوان تعفُّني، وحتى الوفاة، لذا يُعدّ حالة طارئة.

ما متوسط زمن التعافي؟

قد تتحسن بعض القطط خلال 24–48 ساعة من العلاج التحفظي، بينما تحتاج أخرى لعدة أيام بعد التدخل الجراحي.

خاتمة

التشخيص المبكر والتدخل السريع هما مفتاح إنقاذ حياة القطة المصابة بالإليوس. إذا لاحظت أعراضاً مقلقة، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري. ومع الالتزام بالرعاية المنزلية والممارسات الوقائية، يمكنك تقليل فرص تكرار المشكلة وضمان حياة أكثر صحة وراحة لقطتك.

المراجع

  1. البروفيسور جون سميث. “فهم الإليوس في القطط..” , 2023-02-20. www.petmd.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version