مقدمة: لماذا تعتبر التغذية محور صحة كلبك؟
يعتمد الكثير من أصحاب الكلاب على العلامة التجارية أو السعر عند اختيار طعام كلابهم، لكن الحقيقة أن نوعية المكونات وتركيبتها الغذائية قد تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من العديد من الأمراض أو التخفيف من حدّتها. من الإسهال الحادّ إلى داء السكري وأمراض الكلى، يمكن للتغذية المصمَّمة بعناية أن تدعم الجهاز الهضمي، وتوازن مستويات السكر، وتقلل من الالتهابات، بل وتُطيل عمر الحيوان الأليف.

أولًا: فهم الإسهال عند الكلاب
الإسهال ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض يشير إلى اضطراب في الجهاز الهضمي. قد يكون السبب تغييرًا مفاجئًا في الطعام، أو تناول طعام ملوث، أو عدوى طفيلية، أو حساسية غذائية. في بعض الحالات يكون إشارة إلى أمراض أعمق مثل التهاب الأمعاء أو قصور البنكرياس.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
- استمرار الإسهال لأكثر من 24 ساعة أو تكراره خلال أيام قليلة.
- وجود دم أو مخاط في البراز.
- خمول شديد أو فقدان سريع للوزن أو القيء المتكرر.
- كلاب الجراء أو الكلاب المسنّة أو المصابة بأمراض مزمنة.
التغذية المناسبة أثناء الإسهال
الترطيب هو الأولوية القصوى لتعويض السوائل والأملاح المفقودة. بعد استشارة الطبيب البيطري، يمكن تقديم حمية مُنخفضة الدسم وعالية القابلية للهضم، مثل صدر الدجاج المسلوق مع الأرز الأبيض أو البطاطا المهروسة. ينبغي تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة متكررة لتقليل الضغط على الأمعاء.
إرشادات غذائية إضافية:
- اختر طعامًا يعتمد على بروتين واحد (مثل لحم الغزال أو السمك) لتقليل احتمالية التحسس.
- ابحث عن كلمة “Highly Digestible” على عبوة الطعام، فهي تعني قابلية امتصاص أعلى للمغذيات وقابلية هضم تفوق 90٪.
- أضف أليافًا ذائبة (مثل اليقطين أو الشوفان) لدعم البكتيريا النافعة وتماسك البراز.
- قد يوصي الطبيب بمُكمّلات بروبيوتيك أو Prebiotic لاستعادة التوازن الميكروبي.

ثانيًا: أمراض الكلاب المتأثرة بالتغذية وكيفية إدارتها غذائيًّا
1. داء السكري (Diabetes Mellitus)
يتطلّب داء السكري ضبطًا دقيقًا لمستويات الجلوكوز في الدم. تعتمد إدارة المرض على:
- الألياف القابلة للذوبان: تبطئ امتصاص الجلوكوز وتمنع الارتفاع المفاجئ في السكر.
- بروتين عالي الجودة: يحافظ على الكتلة العضلية دون إضافة سعرات حرارية «فارغة».
- كربوهيدرات منخفضة المؤشر الجلايسيمي: مثل الشعير والعدس بدلاً من الذرة البيضاء.
- جدول تغذية ثابت: وجبتان متزامنتان مع جرعات الإنسولين لتفادي تذبذب مستويات السكر.

2. التهاب الأمعاء المزمن والحساسية الغذائية (IBD & Food Allergy)
يُمكن لالتهاب الأمعاء المزمن أن يسبّب إسهالًا متكررًا وتقيؤًا ونقص وزن. غالبًا ما يُوصى بـ:
- حمية محدودة المكونات (LID) أو بروتين جديد لم يسبق للكلب تناوله.
- أحماض أوميغا-3 الدهنية لتقليل الالتهاب.
- تجنّب الملوّنات والمواد الحافظة الصناعية.

3. أمراض الكلى المزمنة (CKD)
يهدف النظام الغذائي لمرضى الكلى إلى تقليل العبء على الكلية من خلال:
- خفض الفوسفور: يؤخّر تدهور وظائف الكلى.
- مستوى بروتين معتدل وعالي الجودة: لتقليل الفضلات النيتروجينية مع الحفاظ على العضلات.
- دهون صحّية: كمصدر طاقة مركز دون إجهاد الكلى.
- زيادة محتوى الرطوبة: طعام رطب أو إضافة ماء إلى الطعام الجاف لتحفيز الشرب.

4. الحصوات البولية (Urinary Stones)
يمكن للتغذية تعديل درجة حموضة البول وتقليل المعادن المكوِّنة للحصوات:
- زيادة استهلاك الماء لتخفيف البول.
- اختيار حمية «تحمّضية» أو «قاعدية» وفق نوع الحصوة (أوكسالات، ستروفيت، إلخ) تحت إشراف بيطري.
- تقليل المغنيسيوم والفوسفور للستروفيت، أو الأوكسالات للنوع الأوكسالي.

5. السمنة (Obesity)
زيادة الوزن تُضاعف خطر الإصابة بالسكري، وأمراض المفاصل، وأمراض القلب. أهم ركائز الحمية المضادة للسمنة:
- سعرات حرارية مُقيَّدة: احسب الاحتياج اليومي بناءً على الوزن المثالي، لا الوزن الحالي.
- ألياف عالية: تمنح شعور الشبع وتبطئ تفريغ المعدة.
- بروتين مُرتفع: يحافظ على الكتلة العضلية خلال خسارة الدهون.
- تقسيم الوجبات: وجبات صغيرة أربع مرات يوميًّا أفضل من وجبتين كبيرتين.

6. التهاب المفاصل (Arthritis)
الوزن المثالي أهم علاج لالتهاب المفاصل، لكن النظام الغذائي يمكن أن يدعم المفاصل عبر:
- أحماض أوميغا-3 (EPA & DHA) ذات الخصائص المضادة للالتهاب.
- الجلوكوزامين وكوندرويتين لدعم الغضاريف.
- مضادات الأكسدة مثل فيتامين E وC.

7. التهاب البنكرياس (Pancreatitis)
يتطلّب غذاءً منخفض الدسم للغاية (<10٪ دهن) ومقسّمًا إلى وجبات صغيرة. يُفضل الاعتماد على بروتينات خفيفة مثل السمك الأبيض وتجنّب الأطعمة الدسمة وجميع بقايا الموائد.
نصائح عامة لاختيار طعام كلبك
“كل كلب حالة فريدة؛ ما يصلح لكلب صديقك قد لا يناسب كلبك. استشر الطبيب البيطري قبل أي تغيير جذري في النظام الغذائي.”
- اقرأ الملصقات بحثًا عن مصدر البروتين الأول وابتعد عن الحشو الزائد بالحبوب منخفضة الجودة.
- قم بتغيير النظام الغذائي تدريجيًّا خلال 7–10 أيام لتجنّب الإسهال المفاجئ.
- احسب السعرات من المكافآت؛ يجب ألا تتجاوز 10٪ من إجمالي السعرات اليومية.
- خزّن الطعام الجاف في وعاء محكم بعيدًا عن الرطوبة للحفاظ على قيمته الغذائية.
الختام
التغذية السليمة ليست رفاهية، بل خط دفاع أول ضد الأمراض الشائعة في الكلاب. بالمتابعة المنتظمة مع طبيبك البيطري واختيار حمية مخصَّصة لحالة كلبك، يمكنك تقليل ظهور الأعراض المزعجة مثل الإسهال، وتحسين جودة حياة صديقك الوفي لسنوات طويلة.
تذكّر: أي تغيير غذائي يجب أن يُرافقه إشراف بيطري مستمر، خصوصًا في الحالات المزمنة مثل السكري وأمراض الكلى.