داء كولستيياتوما الأذن في الحيوانات الأليفة الصغيرة: دليل شامل
إذا لاحظت أن أرنبك أو خنزير غينيا يهزّ رأسه باستمرار أو يفرز أذنه رائحة كريهة، فقد يكون مصابًا بحالة مرضية تُسمى كولستيياتوما الأذن. ورغم أن الاسم يبدو معقدًا، إلا أن فهم هذا المرض يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياة حيوانك الأليف. في هذا الدليل ستتعرّف على ماهية المرض، أسبابه، طرق تشخيصه، الخيارات العلاجية المتاحة، ونصائح الوقاية للحفاظ على صحة أذن حيوانك الأليف.
ما هو داء كولستيياتوما الأذن؟
كولستيياتوما الأذن هو عبارة عن كيس أو كتلة مكوَّنة من خلايا الجلد الميتة تتراكم داخل قناة الأذن الوسطى أو الخارجية. مع مرور الوقت، ينمو هذا الكيس ويتّخذ شكلًا يشبه اللؤلؤ، ويمكن أن يدمر الأنسجة المحيطة، بما في ذلك عظام الأذن الدقيقة، مسببًا عدوى دائمة أو حتى فقدان السمع.
تُعرف هذه الحالة أحيانًا باسم “الورم الكولستريني” على الرغم من أنه ليس ورمًا سرطانيًا، لكنه عدواني بطبيعته وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا أُهمل.
الحيوانات الأكثر عرضة للإصابة
- أرانب الزينة
- خنازير غينيا
- القوارض الصغيرة مثل الفيريت (Ferret)
- الفئران والهامستر في حالات أقل شيوعًا

الأسباب والعوامل المهيئة
يتكوّن كولستيياتوما الأذن عادةً نتيجة الالتهابات المزمنة، لكنه قد يتطوّر كذلك بسبب عوامل أخرى:
- التهاب الأذن الوسطى المزمن: تهيّج مستمر يؤدي إلى تراكم خلايا البشرة داخل قناة الأذن.
- انسداد القناة السمعية بسبب الشمع الزائد أو الأجسام الغريبة.
- إصابة أو جرح في الأذن يسهل تجمُّع الخلايا الميتة.
- تشوّهات خلقية في بنية الأذن خاصة لدى بعض سلالات الأرانب ذات الأذنين المتدلّيتين.

الأعراض والعلامات التحذيرية
قد يصعب على المربّي اكتشاف المرض مبكرًا؛ لذا من المهم مراقبة المؤشرات التالية:
- إفرازات سميكة أو ذات رائحة كريهة من الأذن
- اهتزاز الرأس أو خدش الأذن بشكل متكرر
- ميلان الرأس إلى أحد الجانبين
- فقدان التوازن أو الترنح عند المشي
- انخفاض الشهية أو الخمول نتيجة الألم
- ضعف أو فقدان السمع (يصعب ملاحظته إلا باختبارات خاصة)

التشخيص: كيف يتأكد الطبيب البيطري؟
يعتمد التشخيص الدقيق على الجمع بين الفحص السريري ووسائل التصوير:
- منظار الأذن (Otoscope): يسمح برؤية الكتلة أو الثقوب في طبلة الأذن.
- التصوير بالأشعة السينية أو المقطعية (CT): يُظهر مدى انتشار الكيس وتلف العظام.
- المزرعة البكتيرية: لتحديد نوع العدوى المصاحبة واختيار المضاد الحيوي المناسب.
- اختبارات السمع إن توافرت لتقييم الضرر الوظيفي.

خيارات العلاج
1. العلاج الجراحي
يُعد الاستئصال الجراحي الكامل الخيار الأكثر فاعلية، إذ يزيل الكيس بالكامل ويقلّل من احتمالية تكراره. في بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج الجراح لفتح تجويف الأذن الوسطى وتنظيفها بدقة.
2. الرعاية الداعمة والمتابعة
حتى بعد الجراحة، تظل المتابعة ضرورية لمنع الانتكاس:
- استخدام قطرة أذن مطهرة ومضادات حيوية حسب وصف الطبيب.
- إعطاء مسكّنات الألم المضادة للالتهاب.
- إجراء فحص دوري كل 3–6 أشهر بالمنظار للتأكد من عدم عودة الكيس.

المضاعفات المحتملة إذا تُرك المرض دون علاج
إهمال كولستيياتوما الأذن قد يؤدي إلى:
- تآكل عظيمات السمع وفقدان سمع دائم.
- امتداد العدوى إلى الدماغ مسببة التهاب السحايا.
- تكوّن خُرّاجات حول الأذن أو خلفها.
- آلام مزمنة تؤثر على سلوك الحيوان وشهيته.
التعافي والتوقعات على المدى الطويل
تتحسّن معظم الحيوانات بشكل جيد بعد الاستئصال الجراحي، خصوصًا إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا. إلا أن احتمالية التكرار قائمة، لذا يُنصح بالزيارات الدورية للطبيب البيطري ومراقبة أي تغيّرات سلوكية.
كيفية الوقاية وحماية حيوانك الأليف
- تنظيف الأذنين بلطف كل أسبوعين باستخدام محلول موصى به.
- علاج أي التهابات أذن فور ظهورها.
- تجنّب إدخال أعواد قطنية عميقًا داخل القناة السمعية.
- الحفاظ على بيئة نظيفة وخالية من الغبار لمنع تهيّج الأذن.
- زيارة الطبيب البيطري لإجراء فحص شامل مرة سنويًا على الأقل.

متى عليك زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
إذا لاحظت رائحة كريهة، إفرازات غير طبيعية، أو ميلان الرأس المفاجئ، فتواصل مع الطبيب البيطري في الحال. التدخل المبكر يُنقذ الأذن من التلف الدائم ويمنع المضاعفات الخطرة.
أسئلة شائعة
هل كولستيياتوما الأذن معدٍ؟
لا، المرض غير معدٍ بين الحيوانات، لكنه قد ينتج عن عدوى بكتيرية تحتاج إلى علاج.
هل يمكن أن يعود بعد الجراحة؟
نعم، إذا لم يُستأصل الكيس بالكامل أو في حال استمرار الأسباب المهيّجة، قد يعود. المتابعة الدورية تقلّل هذه المخاطرة.
هل يؤثر على السمع بشكل دائم؟
إذا اكتُشف مبكرًا وعولج، يمكن الحفاظ على السمع. أما في الحالات المتأخرة فقد يحدث فقدان دائم للسمع.
الخلاصة
داء كولستيياتوما الأذن ليس شائعًا لكنه خطير عند إهماله. الفحص المبكر والعلاج الجراحي السليم يضمنان لحيوانك الأليف حياة مريحة وخالية من الألم. لا تتردد في استشارة طبيبك البيطري عند ملاحظة أي تغيّر في سلوك أو أذن حيوانك.