دليل الهستوبلازما (الفطار البرعمي) لدى القطط
إذا لاحظت على قطتك علامات خمول أو سعال أو فقدان للوزن لا يختفي مع مرور الوقت، فقد يكون داء الهستوبلازما أحد الأسباب المحتملة. في هذا الدليل الشامل سنتناول كل ما تحتاج معرفته، بدءًا من ماهية المرض وكيفية انتقاله، وصولاً إلى التشخيص والعلاج وأفضل طرق الوقاية.
ما هو داء الهستوبلازما؟
الهستوبلازما هو عدوى فطرية تسببها فطريات Histoplasma capsulatum، وهي فطريات تعيش بشكل طبيعي في التربة الغنية بمخلفات الطيور أو الخفافيش. عند استنشاق القطط للأبواغ المحمولة جوًّا، يمكن أن تغزو الفطريات رئتيها ثم تنتشر عبر مجرى الدم إلى أعضاء مختلفة مثل الطحال والعقد اللمفاوية والعينين والجلد.
العامل المسبب
تكمن خطورة Histoplasma capsulatum في قدرتها على البقاء كامنة في التربة الرطبة، خصوصًا في المناطق القريبة من المياه أو الكهوف أو أماكن تجمّع الطيور. بمجرد دخول الأبواغ إلى جسم القطة، تتحول إلى شكل خمائري قادر على التكاثر داخل الخلايا المناعية، ما يجعل القضاء عليها أكثر صعوبة.
كيف تصاب القطط بالهستوبلازما؟
تحدث الإصابة عادةً عبر استنشاق الأبواغ الفطرية. القطط التي تتجوّل في الخارج أو تحفر في التربة الملوثة أكثر عُرضة للعدوى، لكن القطط المنزلية قد تُصاب أيضًا إذا كانت تعيش في منازل قريبة من بيئات ملوّثة.
- البيئات الرطبة: التربة الرطبة والمناطق الظليلة تشكّل بيئة مثالية لنمو الفطريات.
- أماكن تجمع الطيور أو الخفافيش: فضلات هذه الحيوانات تغذي الفطر.
- عمر القطة وجهازها المناعي: القطط الصغيرة أو التي تعاني من نقص المناعة أكثر عرضة.
أعراض داء الهستوبلازما لدى القطط
تختلف الأعراض باختلاف العضو المصاب وشدة العدوى، لكنها غالبًا ما تبدأ بأعراض تنفسية ثم تتطور إلى مشكلات جهازية.
- سعال أو تنفّس سريع ومتعب
- فقدان الشهية والوزن
- حمّى وخمول عام
- إسهال أو قيء إذا أصيب الجهاز الهضمي
- تقرّحات جلدية أو تورمات تحت الجلد
- تورم العقد اللمفاوية
- مشكلات عينية مثل الالتهاب أو العمى الجزئي
تنبيه: قد تتشابه أعراض الهستوبلازما مع أمراض أخرى كالسرطان أو العدوى البكتيرية، لذا يتطلب الأمر تقييمًا بيطريًا دقيقًا.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أيًا من الأعراض السابقة لأكثر من 48 ساعة، أو إذا ساءت حالة قطتك بسرعة، توجّه فورًا إلى الطبيب البيطري. التشخيص المبكر يوفّر فرص شفاء أعلى ويقلل من المضاعفات.
تشخيص الهستوبلازما لدى القطط
يعتمد التشخيص على الجمع بين التاريخ المرضي والفحص السريري والفحوصات المخبرية والصورية.
- الفحص البدني: تقييم التنفس، العقد اللمفاوية، العينين والجلد.
- اختبارات الدم: للتحقق من مؤشرات الالتهاب ووظائف الأعضاء.
- الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: للكشف عن التغيّرات في الرئتين أو الأعضاء الداخلية.
- اختبار المستضد في البول أو الدم: للكشف عن جزيئات الفطر.
- الزرع الفطري أو الخزعة: تأكيد التشخيص عبر رؤية الفطر تحت المجهر.
خيارات علاج الهستوبلازما
يتركّز العلاج على إعطاء أدوية مضادة للفطريات لفترة طويلة، إضافة إلى الرعاية الداعمة.
الأدوية المضادة للفطريات
- إيتراكونازول (Itraconazole) – العلاج الأكثر شيوعًا ويُعطى فمويًا لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر.
- فلوكونازول (Fluconazole) – خيار بديل خصوصًا إذا أصيبت العينان أو الجهاز العصبي.
- أمفوتيريسين ب (Amphotericin B) – يُستخدم في الحالات الشديدة وتحت مراقبة المستشفى نظرًا لآثاره الجانبية على الكلى.
الدعم التمريضي
قد تشمل الرعاية التمريضية إعطاء السوائل الوريدية، توفير غذاء عالي السعرات، ومراقبة الوزن ووظائف الكبد والكلى بانتظام.
مدة العلاج
يجب الاستمرار في العلاج المضاد للفطريات لمدة شهر واحد على الأقل بعد تلاشي الأعراض وعودة نتائج الاختبارات إلى طبيعتها، ما قد يعني علاجًا يمتد بين 4–12 شهرًا.
التنبؤ بالمآل (Prognosis)
إذا شُخّص المرض وعولج مبكرًا، فإن فرص التعافي جيدة، خصوصًا عندما يقتصر على الرئتين. أما في الحالات المتقدمة التي تصيب أعضاء متعددة، فقد ينخفض معدل النجاة ويحتاج الأمر لعناية مكثفة.
الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد لقاحات للهستوبلازما، لكن اتباع الخطوات التالية يقلل فرص الإصابة:
- منع القطة من التجوال الحر في المناطق الرطبة الملوثة.
- التخلّص الآمن من فضلات الطيور حول المنزل.
- الحفاظ على القطة داخل المنزل قدر الإمكان.
- ارتداء قفازات وقناع عند تنظيف مناطق قد تحتوي على مخلفات الطيور أو الخفافيش.
- إجراء فحوصات بيطرية دورية لاكتشاف أي مشكلة مبكرًا.
أسئلة شائعة حول داء الهستوبلازما لدى القطط
هل يمكن انتقال الهستوبلازما من القط إلى الإنسان؟
انتقال العدوى مباشرة من القطط نادر جدًا. الخطر الأكبر يأتي من استنشاق الأبواغ من البيئة نفسها.
هل يكفي العلاج لفترة قصيرة؟
لا، إذ يميل الفطر إلى الارتداد إذا أوقف العلاج باكرًا. اتبِع تعليمات الطبيب البيطري بدقة.
هل وضع القطة داخليًا يضمن عدم الإصابة؟
يقلّل من المخاطر بشكل كبير لكنه لا يلغيها تمامًا، خصوصًا إذا كانت الأبواغ موجودة في الهواء داخل المنزل.
الخلاصة
داء الهستوبلازما مرض خطير لكنه قابل للعلاج عند التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية صارمة. راقب قطتك جيدًا، ولا تتردد في استشارة الطبيب البيطري عند ظهور أي علامات غير طبيعية.