داء الأنابلازما في القطط: دليل شامل لحماية قطتك

تُعَدُّ الأمراض التي تنقلها القراد من أخطر المشكلات الصحية التي تهدّد القطط في كثير من المناطق حول العالم، ويأتي داء الأنابلازما في مقدّمتها. في هذه المقالة ستتعرّف على كل ما تحتاج إليه لحماية رفيقك المكسوّ بالفراء: من التعريف بالمرض وأسبابه، مرورًا بالأعراض والتشخيص، وصولًا إلى العلاج والوقاية الطويلة الأمد.

ما هو داء الأنابلازما؟

داء الأنابلازما هو عدوى بكتيرية تسبّبها بكتيريا Anaplasma phagocytophilum، وهي نوع متطفّل يعيش داخل كريات الدم البيضاء (خصوصًا العَدِلات). تُعرف هذه البكتيريا أيضًا باسم «الأنابلازما الجرانولوسيتية». عند دخولها إلى مجرى دم القط، تُعطِّل الخلايا المناعيّة وتُحدث سلسلة من الاضطرابات الجهازية.

أنواع البكتيريا وأهميتها

  • Anaplasma phagocytophilum: النوع الأكثر شيوعًا في إصابة القطط والكلاب وحتى البشر.
  • Anaplasma platys: يصيب الكلاب غالبًا ونادرًا ما يُسجَّل في القطط.

كيف تنتقل العدوى؟

تنتقل بكتيريا الأنابلازما إلى القطط عن طريق لدغة قراد Ixodes (مثل قراد الأرْيَع «Deer tick» في شرق أمريكا الشمالية وقراد Ixodes pacificus على الساحل الغربي). تستغرق القرادة عادةً 24–48 ساعة من الالتصاق بالجلد قبل نقل البكتيريا، لذا يُعَدُّ الفحص اليومي للفراء خطوةً حاسمة.

دورة حياة القرادة الناقلة

تمر القرادة بأربع مراحل (بيضة، يرقة، حورية، بالغة). تحتاج كل مرحلة إلى وجبة دم لتتحوّل إلى المرحلة التالية، وهنا تكمن فرصة انتقال العدوى من حيوان مُصاب إلى آخر.

المناطق الموبوءة ومواسم الخطر

يشيع المرض في مناطق الغابات الرطبة والسهول العشبية حيث يكثر الغزال الأبيض (العائل الرئيسي للقراد). يبلغ نشاط القراد ذروته في الربيع والخريف، إلا أنّ التغير المناخي جعل الانتشار الآن ممتدًّا على مدار العام في كثير من المناطق.

الأعراض والعلامات السريرية

تختلف حِدّة الأعراض حسب مناعة القط، وقد تمر العدوى من دون ملاحظتها في بعض الحالات. لكن عند ظهور الأعراض، فإن أكثرها شيوعًا هو:

  • حمّى متقطّعة أو مستمرة.
  • فقدان الشهية وخمول واضح.
  • نقص الوزن أو عدم زيادة الوزن كما هو متوقّع.
  • تيبُّس المفاصل أو ألم عند الحركة قد يُشبه التهاب المفاصل.
  • تضخّم الغدد اللمفاوية.
  • شحوب اللثة أو اصفرارها (يرقان) في الحالات المتقدّمة.
  • نزيف من الأنف أو ظهور كدمات بسهولة بسبب قلة الصفيحات الدموية.
  • أعراض هضمية مثل القيء أو الإسهال.
  • أعراض عصبية (نادرة) مثل الترنّح أو التشنجات.

التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الاختبارات للوصول إلى تشخيص دقيق:

  1. التاريخ المرضي والفحص السريري: بحثًا عن اتصال سابق بالبيئة الخارجية أو وجود قراد على الحيوان.
  2. صورة دم كاملة (CBC): للتحقق من انخفاض الصفيحات وأنواع خلايا الدم البيضاء.
  3. لطاخة دموية: يُفحص شريحة دم تحت المجهر لرؤية «المورولات» داخل الخلايا.
  4. الاختبار الجزيئي (PCR): للكشف المباشر عن المادة الوراثية للبكتيريا، ويُعَدّ الأكثر حساسية.
  5. اختبارات الأجسام المضادة (ELISA أو IFA): تؤكّد التعرّض السابق لكن قد تعجز عن التمييز بين العدوى النشطة والقديمة.
  6. تحاليل كيمياء الدم: قد تظهر ارتفاع إنزيمات الكبد، نقص الألبومين أو زيادة الجلوبيولين.

العلاج

لحسن الحظ، تستجيب بكتيريا الأنابلازما جيدًا للمضادات الحيوية من عائلة التتراسيكلين:

  1. دوكسيسايكلين: 4 ملغم/كغ كل 12 ساعة أو 10 ملغم/كغ مرة واحدة يوميًا لمدة 14–30 يومًا. يبدأ التحسّن غالبًا خلال 24–48 ساعة.
  2. مينوسايكلين: بديل محتمل عند عدم توفر الدوكسيسايكلين.

اختفاء الأعراض لا يعني شفاء كاملًا؛ من الضروري إكمال الدورة العلاجية لمنع الانتكاس.

الرعاية الداعمة

  • السوائل الوريدية لعلاج الجفاف والحمّى العالية.
  • نقل دم عند فقر الدم أو النزيف الشديد.
  • مسكّنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية بحذر.

هل يُعَدّ داء الأنابلازما خطرًا على البشر؟

نعم، فالبكتيريا قادرة على إصابة البشر، لكن العدوى لا تنتقل مباشرةً من القطط، بل عبر لدغة القراد ذاته. لذلك، اتخاذ تدابير الوقاية يحمي القط وصاحبه معًا.

تنبيه: وجود قط مُصاب لا يزيد خطر إصابة الأسرة مباشرةً، لكن يعني بالضرورة وجود قراد في البيئة يجب القضاء عليه.

التنبؤ بمآل المرض

مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يكون المآل ممتازًا في معظم القطط. في حال تأخُّر العلاج أو وجود مشاكل مناعية، قد تتحول العدوى إلى حالة مزمنة يصعب استئصالها تمامًا.

الوقاية: خط الدفاع الأول

  • استخدام أدوية الوقاية من القراد على مدار العام (أطواق، نقط موضعية، أقراص).
  • إبقاء القطط داخل المنزل أو مراقبتها في الهواء الطلق.
  • فحص الفراء يوميًا وإزالة القراد بأداة مخصّصة.
  • تنظيف حديقة المنزل وقصّ الأعشاب العالية لتقليل موائل القراد.
  • تجنب اصطحاب القط إلى مناطق معروفة بانتشار القراد خلال موسم الذروة.

أسئلة شائعة

كم يستغرق الشفاء التام؟

تختفي الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام عادةً، لكن اختبارات الدم قد تحتاج أسابيع كي تعود إلى طبيعتها.

هل القطة المنزلية مهدَّدة؟

قد تكون نسب الخطر أقل، لكن أي قطة يمكن أن تلتقط قرادًا عالقًا بملابس أو أحذية أصحابها. لذا الوقاية ضرورية للجميع.

هل يوجد لقاح ضد الأنابلازما؟

لا يتوفر حاليًّا أي لقاح تجاري للقطط.

الخلاصة

داء الأنابلازما قد يبدو معقّدًا، لكنه قابل للعلاج والوقاية تمامًا. الاهتمام اليومي بالقط، ومراقبة وجود القراد، واللجوء إلى الطبيب البيطري فور ظهور أيّ أعراض هي مفاتيح الحماية الأساسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version