خمسة سلوكيّات غريبة لدى القطط وتفسيرها العلمي
القطط معروفة بطبيعتها المُستقلّة وأسرارها الكثيرة، وغالباً ما تُفاجئنا بسلوكيّات تبدو غريبة أو حتى غير مفهومة. في هذا المقال، نستعرض خمس عادات مُحيّرة لدى القطط مع التفسيرات العلميّة والنصائح العمليّة للتعامل معها.
١. الهرولة المفاجئة بعد استخدام صندوق الفضلات (الـ «Zoomies»)
قد تُلاحظ أن قطّك ينطلق راكضاً كالصاروخ فور الانتهاء من استخدام صندوق الفضلات. يبدو المشهد عبثياً، لكن الخبراء يُرجّحون عدّة أسباب:
- شعور بالراحة الفسيولوجيّة: التخلّص من الفضلات يُحرّر القطّ من ضغطٍ داخليّ فيشعر بطاقةٍ مفاجئة.
- غريزة الهروب: في الطبيعة، قد يحاول القطّ الابتعاد سريعاً عن مكان الفضلات لتجنّب جذب الحيوانات المفترسة.
- تنشيط الجهاز العصبي: إثارة الأعصاب حول فتحة الشرج قد تُطلق دفعة من الأدرينالين.
نصيحة: تأكّد من نظافة الصندوق دائماً، واختر رملًا خاليًا من العطور الثقيلة حتى لا يتحوّل الأمر إلى تجربة مزعجة تدفع قطّك للهرب.
٢. الدندنــة بالفك أو «الثرثرة» عند رؤية الطيور
عندما يلمح القطّ طائراً عبر النافذة قد يبدأ في إصدار أصوات قضم أو «دندنــة» بالفك. يُفَسَّر هذا السلوك بـ:
- غريزة الصيد: الصوت يُشبه حركة كسر الفقـر لدى الفريسة الصغيرة في حالة الصيد الفعلي.
- الإحباط: عدم القدرة على الوصول إلى الطائر يُولِّد توتُّرًا يتفجّر بهذا الصوت.
- تجهيز العضلات: يُعتقد أنّ الحركة تساعد على «تسخين» عضلات الفك قبل الانقضاض.
نصيحة: قدّم لقطّك ألعاب صيد تفاعليّة (عصا مع ريش مثلًا) تُشبع غريزته بأمان داخل المنزل.
٣. العجن (الـ «Biscuit-Making»)
يقوم القطّ بضغط كفّيه الأماميّين بالتناوب على بطّانية أو على حضنك، وكأنّه يخبِز. هذه الحركة اللطيفة تعود جذورها إلى مرحلة الرضاعة:
- ذكرى مُبكرة: يَعجَن القطّ ثدي أمّه لتحفيز نزول الحليب. عند البلوغ، تُصبح الحركة مرادفاً للشعور بالأمان.
- وضع علامات بالرائحة: توجد غدد رائحة في وسائد الكف؛ بالعجن يطبَع القطّ رائحته ليدّعي «الملكيّة».
- استرخاء عضلي: العجن يحفّز إفراز الأندورفين فيُدخل القطّ في حالة استرخاء ورضا.
نصيحة: ضع بطّانية ناعمة في المكان المفضّل لقطّك، وقصّ أظافره دوريّاً لمنع الخدوش.
٤. جلب «هدايا» غير مرغوبة (حشرات أو قوارض)
لا شيء يفوق دهشة الاستيقاظ على «هدية» من الفرو أو الريش عند باب غرفة النوم! لماذا يجلب القطّ فرائسَه إلينا؟
تشترك تفسيرات العلماء في أنّ القطّ يرى العائلة البشريّة «جزءاً من القطيع» ويحمّل نفسه مسؤوليّة تعليمنا الصيد أو مشاركة الطعام.
- غريزة أمومة/أبوّة: القطط الأمّهات تُحضِر الفرائس لصغارها للتدريب، وينتقل هذا السلوك للذكور أيضاً.
- التقدير والولاء: القطّ يراك فرداً مهمّاً؛ فيجلب الغنائم كتعبير عن المودّة.
- تنفيذ الدافع الصيّادي: حتّى القطط المُربّاة داخل المنزل تحتاج إلى تنفيس غريزتها.
نصيحة: احرص على إغلاق النوافذ ليلاً، وقدّم ألعاباً تُحاكي الصيد لتقليل الحاجة إلى جلب فرائس حقيقيّة.
٥. النوم في أماكن ضيّقة جدّاً
صندوق أحذية، حقيبة يد، أو حتّى حوض مغسلة؛ لا يُفرّق القطّ ما دام المكان ضيّقاً! التفسيرات تشمل:
- الإحساس بالأمان: المساحات الصغيرة تُتيح نقاط تماس كثيرة مع الجسم، فيشعر القطّ أنه مُحْكَم الحماية.
- تنظيم الحرارة: في الشتاء، يقلّل المكان الضيّق فاقد الحرارة؛ وفي الصيف قد يختار حوض السيراميك لبرودته.
- الفضول الطبيعي: الصناديق والأكياس تُصدر أصواتاً وروائح مثيرة للاهتمام.
نصيحة: وفّر لقطّك «كهفاً» قماشيّاً أو سريراً على شكل نفق؛ سيُفضّل ذلك على أشياءك الشخصيّة.
خاتمة
قد تبدو هذه السلوكيّات غريبة لنا نحن البشر، لكنّها بالنسبة إلى القطط امتدادٌ لغرائز بدائيّة أو استجابات فسيولوجيّة طبيعيّة. بفهم الدوافع، يُصبح التعامل مع القطط أكثر سهولة ومتعة، ويزداد ترابطنا معها عمقاً. شاركنا في التعليقات أكثر السلوكيّات العجيبة التي تقوم بها قطّتك!
المراجع
- سارة دايل. “لماذا تجلب القطط هدايا لمالكيها؟.” , 2020-11-21. www.aarp.org