خمسة خرافات شائعة حول تبنّي الحيوانات من الملاجئ – الحقائق التي يجب أن تعرفها
يبحث الكثيرون عن رفيق أليف يشاركهم الحياة، لكن شائعات متوارثة قد تجعلهم يستبعدون فكرة التبنّي من الملجأ. في هذا المقال نسلّط الضوء على أكثر الخرافات شيوعًا حول حيوانات الملاجئ، ونفندها بالحقائق، لنمنحك صورة واضحة تساعدك على اتخاذ قرار واعٍ ومسؤول.

لماذا تنتشر الخرافات حول الملاجئ؟
ترجع هذه الخرافات غالبًا إلى معلومات قديمة، أو تجارب فردية سلبية تم تعميمها، أو حتى حملات تسويقية مضلِّلة من بعض متاجر الحيوانات. إلا أنّ الإحصاءات والدراسات الحديثة، إلى جانب الخبرة العملية للعاملين في رعاية الحيوانات، تُظهر واقعًا مختلفًا تمامًا.
الخرافة الأولى: «حيوانات الملاجئ مريضة أو لديها مشكلات سلوكية»

يظن البعض أنّ وجود الحيوان في الملجأ يعني بالضرورة معاناته من أمراض أو اضطرابات سلوكية، بينما الحقيقة أنّ معظم حيوانات الملاجئ سلمية وصحيّة. بل إنّ 85٪ من الملاجئ في الولايات المتحدة تُجري فحوصًا بيطرية شاملة، وتقدّم اللقاحات الأساسية، وتقوم بعمليات التعقيم/الإخصاء قبل عرض الحيوان للتبنّي.
- الأسباب الشائعة لوصول الحيوان إلى الملجأ لا تتعلق بصحته، بل بظروف المالك (انتقال، طلاق، أزمة مالية).
- تتلقّى الحيوانات تقييمًا سلوكيًّا، ويجري تدريبها على التعامل مع البشر والحيوانات الأخرى.
- تحصل على رعاية طبية وقائية قد لا يحصل عليها حيوان مشتَرًى من متجر.
إذا كنت قلقًا، اطلب الاطلاع على السجل البيطري وتقارير التقييم السلوكي قبل إتمام التبنّي.
الخرافة الثانية: «لا يمكن العثور على السلالات الأصيلة في الملاجئ»

تقدّر «الجمعية الأمريكية لمنع القسوة على الحيوانات» أنّ ربع الحيوانات الموجودة في الملاجئ من سلالات أصيلة. السبب؟ يستسلم بعض المُربين أو أصحاب الحيوانات الأصيلة لظروف مادية أو صحية أو لانشغالهم، فيضطرون إلى تسليم حيواناتهم.
إذا كنت تبحث عن سلالة محددة:
- تابع مواقع الملاجئ وصفحات التواصل الاجتماعي بانتظام.
- سجّل في قوائم الانتظار، فبعض الملاجئ تُبلغك حال توفّر السلالة المطلوبة.
- تواصل مع جمعيات الإنقاذ المتخصصة في السلالة.
الخرافة الثالثة: «الملاجئ لا تقدّم الحيوان المناسب لاحتياجاتي»

تضم الملاجئ حيوانات من مختلف الأعمار والأحجام ومستويات الطاقة، بدءًا من الجراء الصغيرة، مرورًا بالبالغين الهادئين، وانتهاءً بالحيوانات المسنّة التي تبحث عن بيت دافئ تقضي فيه سنواتها الذهبية.
«المفتاح هو التواصل مع موظّفي الملجأ؛ فهم يعرفون شخصية كل حيوان، ويمكنهم مساعدتك في العثور على الرفيق المثالي.»
يمكنك أيضًا طلب جلسة تعارف أو استضافة تجريبية (Foster) قبل اتخاذ القرار النهائي.
الخرافة الرابعة: «تدريب حيوانات الملاجئ البالغة صعب جدًّا»

الحقيقة أنّ العديد من الحيوانات البالغة تمتلك بالفعل أساسيات التدريب (التبرّز في المكان الصحيح، المشي على المقود)، ما يجعل دمجها في المنزل أسرع. وإليك الأسباب:
- الحيوان البالغ يتمتّع بقدرة أطول على التركيز مقارنةً بالجراء.
- تكون طاقته أكثر استقرارًا، ما يسهّل عملية التعزيز الإيجابي.
- خبراء السلوك في الملاجئ يقدّمون دليل تدريب أو جلسات مجانية للمُتبنّي الجديد.
الخرافة الخامسة: «تبنّي حيوان من الملجأ مكلف ومعقَّد»

على عكس الشائع، تكون رسوم التبنّي أقلّ بكثير من شراء حيوان من متجر أو مُربٍّ خاص، وتشمل عادةً:
- التعقيم/الإخصاء (قد يكلّف وحده مئات الدولارات في العيادات الخاصة).
- اللقاحات الأساسية وفحص الطفيليات.
- الشريحة الإلكترونية (Microchip) للتعريف.
إجراءات التبنّي قابلة للإنجاز في زيارة واحدة أو زيارتين على الأكثر، ويتكفّل الملجأ بمعظم الأعمال الورقية.
نصائح عملية لزيارة الملجأ واختيار الحيوان المناسب
- دوّن احتياجاتك (المساحة المتوفرة، وقت الفراغ، أفراد الأسرة).
- تواصل مع الموظّفين واطلب مقابلة الحيوانات في منطقة هادئة لتقييم شخصيتها.
- أحضِر جميع أفراد الأسرة للتأكّد من الانسجام المتبادل.
- اسأل عن برامج ما بعد التبنّي مثل جلسات التدريب أو الاستشارات البيطرية.
ختامًا: اجعل التبنّي خيارك الأوّل
بتبنّيك حيوانًا من الملجأ، لا تنقذ حياة واحدة فحسب، بل تفسح مكانًا لحيوان آخر محتاج. تجاوز الخرافات، وثق بأنّك ستجد الرفيق الذي يستحقّك وتستحقّه. ابدأ رحلتك اليوم بزيارة أقرب ملجأ، فالحبّ الحقيقي ينتظرك خلف ذلك الباب.
المراجع
- منظمة بيت الحيوانات. “فوائد تبنّي الحيوانات من الملاجئ.” , 2023. www.animalhouseproject.org