حمى بوتوماك الخيلية: دليل شامل لفهم المرض وأفضل طرق العلاج والوقاية

حمى بوتوماك الخيلية (Potomac Horse Fever – PHF) من الأمراض الجرثومية الحادة التي تصيب الجهاز الهضمي لدى الخيول، وقد تؤدي في حال عدم التدخل السريع إلى مضاعفات تهدد حياة الحيوان. في هذا الدليل المبسّط والشامل، نضع بين يديك كل ما تحتاج معرفته عن المسبِّب، الأعراض، خيارات العلاج، واستراتيجيات الوقاية الفعّالة.

ما هي حمى بوتوماك الخيلية؟

اكتُشفت حمى بوتوماك الخيلية لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي بالقرب من نهر بوتوماك في الولايات المتحدة، لكن المرض ينتشر اليوم في معظم أنحاء أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى مناطق متفرقة حول العالم حيث تتوفّر الظروف الملائمة للحشرة الناقلة.

المسبِّب الرئيسي

تحدث الإصابة عندما تدخل بكتيريا Neorickettsia risticii إلى جسم الحصان، وغالبًا ما يُحمَل هذا الكائن الدقيق داخل الطور اليرقي لبعض الحشرات المائية، مثل ذباب مايو ويعسوب البحيرات.

تشير الدراسات إلى أن العدوى لا تنتقل من حصان لآخر بشكل مباشر، ما يجعل السيطرة على البيئة هي خط الدفاع الأول.

طرق انتقال العدوى

  • ابتلاع الحصان لحشرات مائية مصابة أثناء الرعي أو شرب المياه من مصادر مفتوحة.
  • وصول الحشرات إلى أعلاف أو مياه الشرب في الإسطبل.
  • احتمالية انتقال غير مباشرة عبر القواقع المائية التي تأوي Neorickettsia risticii.

الخيول الأكثر عرضة للإصابة

لا يقتصر المرض على فئة عمرية أو سلالة معينة، لكن:

  1. الخيول التي ترعى قرب الأنهار والجداول والبرك أكثر عرضة.
  2. الأفراس الحوامل قد تواجه خطر الإجهاض في حال الإصابة.
  3. الخيول الأكبر من 5 سنوات تُظهر معدلات إصابة أعلى.

أعراض حمى بوتوماك الخيلية

تظهر العلامات عادة بعد 9–14 يومًا من التعرض للبكتيريا، وقد تختلف حدتها حسب الحالة الصحية للحصان وسرعة التدخل:

  • حمّى مفاجئة تصل إلى 41° مئوية
  • إسهال مائي حاد ذو رائحة نفّاذة
  • فقدان الشهية وخمول عام
  • تقلصات عضلية خفيفة أو مغص
  • تسارع نبضات القلب والتنفس
  • تورم أطراف بسيطة في الحالات المتقدمة

متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟

إذا ارتفعت حرارة الحصان فوق 39.5° مئوية أو ظهرت علامات الإسهال الحاد، يُعد التواصل الفوري مع الطبيب البيطري أمرًا حاسمًا لتقليل خطر الجفاف والصدمة.

تشخيص المرض

يعتمد التشخيص على توليفة من الفحص السريري والفحوص المخبرية:

  • اختبار PCR لكشف الحمض النووي للبكتيريا في عينات الدم أو البراز.
  • فحص تعداد الدم الكامل لتقييم الجفاف والالتهاب.
  • تحليل شوارد الدم لتحديد اختلالات الصوديوم والبوتاسيوم.

خطة العلاج

العلاج المبكّر يرفع من نسب النجاة إلى أكثر من 80٪:

  1. المضادات الحيوية: دوكسيسيكلين أو أوكسيتتراسيكلين بجرعات يحددها الطبيب لمدة 5–10 أيام.
  2. السوائل الوريدية: لتصحيح الجفاف وتعويض الإلكترولايتات.
  3. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: للسيطرة على الحمى والالتهاب.
  4. مراقبة مستمرة: قياس الحرارة، معدل النبض، ووضعية الأمعاء كل 4 ساعات.

الرعاية المنزلية والمتابعة

  • توفير مكان مظلل وهادئ بعيد عن الحشرات.
  • تقديم علف سهل الهضم وكميات وفيرة من الماء النظيف.
  • متابعة جدول الأدوية والحقن دون تأخير.
  • التواصل مع الطبيب فور ملاحظة أي تغير في سلوك الحصان.

الوقاية: درعك الأول ضد المرض

رغم أن اللقاح المتوفر حاليًا لا يضمن حماية كاملة لجميع سلالات البكتيريا، إلا أنه يقلل حدة الأعراض ومعدل الوفيات بشكل ملحوظ.

خطوات وقائية إضافية

  • تركيب مصائد للحشرات حول الإسطبل.
  • تفريغ وتعقيم أحواض المياه بشكل دوري.
  • تخزين الأعلاف بعيدًا عن مناطق المياه الراكدة.
  • قص الأعشاب الطويلة حول الإسطبل لتقليل تجمع الحشرات.
  • استخدام أغطية الحصان المقاومة للحشرات في موسم الذروة (يونيو–سبتمبر).

أسئلة شائعة

هل يمكن أن ينتقل المرض إلى البشر؟

لا، لم تُسجَّل أي حالات انتقال مباشر إلى البشر.

هل الخيول المصابة تظل ناقلة للعدوى؟

لا، فالخيول تعتبر «مصاديف ميتة» للبكتيريا ولا تنقلها مباشرة للخيول الأخرى.

ما نسبة الإجهاض في الأفراس الحوامل؟

تتراوح بين 30–40٪ عند الإصابة في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.

خلاصة

حمى بوتوماك الخيلية مرض خطير، لكن فهمنا المتزايد لطرق الانتقال والتشخيص السريع والعلاج المناسب جعل فرص النجاة والتحسن مرتفعة. باتباعك التدابير الوقائية وتوفير الرعاية البيطرية العاجلة، يمكنك حماية خيولك والحد من انتشار المرض في مزرعتك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version