حقائق مدهشة عن السلاحف: تعرف على أقدم سكان الكوكب
من منا لم يندهش يوماً من منظر سلحفاة تُخرج رأسها ببطء من صدفتها، أو سلحفاة بحرية عملاقة تشق طريقها وسط الشعاب المرجانية؟ على الرغم من مظهرها الهادئ، يحمل عالم السلاحف مزيجاً غير متوقَّع من الأسرار العلمية والسلوكية التي تجعلها من أكثر الكائنات إثارة للاهتمام. في هذه التدوينة سنبحر معاً عبر عشر حقائق مذهلة تُبرز عراقة السلاحف، تنوعها، دورها البيئي، بل وكيفية العناية بها كحيوانات أليفة.
1. السلاحف عاصرت الديناصورات وما تزال على قيد الحياة
تُظهر سجلات الحفريات أن أقدم سلحفاة معروفة عاشت قبل نحو 220 مليون سنة في العصر الترياسي، أي أنها أقدم من الكثير من الديناصورات التي انقرضت لاحقاً. وبفضل تكيفها العالي مع البيئات المتغيرة، نجت السلاحف من الانقراضات الجماعية الكبرى وظلت شاهداً حياً على تطور الحياة على كوكبنا.
2. الصدفة: أكثر من مجرد درع!
بعكس الاعتقاد الشائع، لا يمكن للسلحفاة أن تترك صدفتها خلفها وتمضي؛ إذ تتكون الصدفة من عظام مدمجة مع العمود الفقري والأضلاع، ويغطيها غلاف من الكيراتين (المادة نفسها التي تُكوِّن أظافرنا وشعرنا). هذا الهيكل العظمي الخارجي المُلتحم يحمي السلحفاة ويعمل بمثابة “بيت متنقل”.
كيف تنمو الصدفة مع نمو السلحفاة؟
كلما كبرت السلحفاة أضيفت طبقات جديدة إلى الصفائح الكيراتينية، ما ينتج عنه حلقات نمو تشبه حلقات الأشجار.
3. السلاحف تستطيع الشعور من خلال صدفتها
على الرغم من صلابة الصدفة، تحتوي عظامها على نهايات عصبية تجعل السلحفاة تشعر باللمس والضغط والحرارة. لذا، فالتربيت بلطف على ظهر السلحفاة يُمكن أن يكون تجربة حسية حقيقية لها!
4. ليست كل السلاحف بطيئة
صحيح أن السلاحف البرية تتسم بالبطء، لكن بعض الأنواع البحرية مثل سلحفاة ردلي الزيتونية قد تصل سرعتها إلى 35 كم/ساعة عند السباحة للهروب من المفترسات.
5. بعض السلاحف تتنفس من خلال العباءة!
خلال السبات الشتوي تحت الماء، تعتمد سلاحف مثل سلحفاة المريستكا على امتصاص الأكسجين عبر بطانة الحجرة المسماة بـ”العباءة” بالقرب من الذيل. هذه العملية تُعرف باسم التنفس العبائي وتمكّنها من البقاء لفترات طويلة دون الصعود لسطح الماء.
6. درجة حرارة العش تحدد جنس الصغار
في معظم الأنواع البحرية والبرمائية، يؤدي ارتفاع درجة حرارة الرمال (أعلى من 31°م) إلى إنتاج إناث، بينما تُنتِج درجات الحرارة المنخفضة ذكوراً. ومع تغيُّر المناخ العالمي، بات اختلال نسب الجنس تهديداً حقيقياً لاستمرارية بعض الأنواع.
7. لا تمتلك أسناناً لكنها تملك منقاراً حاداً
عوضاً عن الأسنان، تمتلك السلاحف منقاراً كيراتينياً صلباً يُمكّنها من تقطيع الطحالب، القشريات، أو حتى كسر عظام الفريسة في بعض الأنواع آكلة اللحوم. ولأن المنقار ينمو باستمرار، يجب على السلاحف المنزلية الحصول على غذاء قاسٍ للحفاظ على طوله.
8. تنوُّع يفوق التوقع: بحرية، برية، ونصف مائية
السلاحف البحرية
تضم سبعة أنواع رئيسية تتوزع في معظم البحار الدافئة، ولا تستطيع سحب رؤوسها إلى داخل الصدفة، كما تمتاز بزعانف أمامية تشبه المجاديف.
السلاحف البرية (الترتواز)
تكيّفت للعيش على اليابسة بالكامل، ولها صدفة قبة الشكل وأقدام تشبه الأعمدة تحمل وزن الجسم الثقيل.
سلاحف المياه العذبة
كالجالابو والكومون سنابر، تقضي معظم وقتها في الأنهار والبحيرات ويمكنها سحب رأسها وأطرافها دفاعاً عن النفس.
9. دور السلاحف في توازن النظم البيئية
تعمل السلاحف البحرية على ضبط أعداد قناديل البحر، بينما تساعد السلاحف البرية في نشر البذور عبر فضلاتها. أما قواقعها المتحللة فتضيف الكالسيوم إلى التربة، ما يدعم تنوُّع الكائنات الدقيقة.
10. التهديدات وجهود الحماية
تواجه السلاحف صيداً جائراً، فقدان المواطن الطبيعية، التلوث البلاستيكي، والاحتباس الحراري. وتشمل جهود الحماية اليوم برامج إعادة التأهيل، إنشاء محميات ومحاضن بيض، والتوعية المجتمعية للحفاظ على هذه الكائنات الفريدة.
كيف تعتني بسلحفاتك المنزلية؟
- مسكن مناسب: حوض مائي أو ترابي واسع (120 لتر أو أكثر) مع منطقة جافة للتشمُّس.
- إضاءة UVB: ضرورية لتكوين فيتامين D3 وامتصاص الكالسيوم.
- درجة حرارة مُنظَّمة: سخان ماء أو مصباح حراري للحفاظ على 24–28°م بحسب النوع.
- نظام غذائي متوازن: خضروات ورقية، بروتينات حيوانية أو حبوب مُدعّمة بالكالسيوم.
- ترشيح ماء فعال: للحفاظ على جودة المياه والتقليل من الأمراض.
- فحص دوري بيطري: للكشف عن نقص الفيتامينات أو أمراض الصدفة.
خاتمة
من عمرها الذي يضاهي عمر القارات، إلى قدرتها الفريدة على التنفس تحت الماء، تقدّم السلاحف مثالاً حياً على الإبداع البيولوجي. ومع أنّها نجت ملايين السنين، إلا أن مستقبلها اليوم بين أيدينا. لنحافظ معاً على هذه الكائنات العريقة حتى تستمر في إثراء تنوع كوكبنا للأجيال القادمة.
المراجع
- National Geographic. “حقائق عن السلاحف.” , 2023-03-12. www.nationalgeographic.com
- صندوق الحياة البرية العالمي. “التأثيرات البشرية على السلاحف.” , 2023-01-25. wwf.panda.org
- الموسوعة العالمية للحياة البحرية. “دليلك إلى السلاحف البحرية.” , 2022-08-21. www.marinespecies.org