حساسية الضوء في الخيول (Photosensitization)

تُعد حساسية الضوء من المشاكل الجلدية الشائعة التي تُصيب الخيول عندما تتعرّض مركّبات حساسة للضوء داخل جلدها لأشعة الشمس فوق البنفسجية، فتحدث تفاعلات التهابية مؤلمة قد تتطور إلى تقشّر أو تقرّح. على الرغم من التشابه الكبير بينها وبين حروق الشمس العادية، إلا أنّ حساسية الضوء غالبًا ما تكون مرتبطة بعوامل داخلية كالنظام الغذائي أو أمراض الكبد. في هذا الدليل الشامل سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته لحماية خيلك وإبقائه بأمان تحت أشعة الشمس.
كيف تحدث حساسية الضوء؟
عند تناول الخيل نباتات أو أدوية تحتوي على مركّبات تُسمّى “عوامل حسّاسة للضوء”، أو عند تعرّض الكبد لخلل يمنع التخلّص من نواتج التمثيل الغذائي، تتراكم هذه المركّبات في الجلد. وعند تعرّضها للضوء فوق البنفسجي تُنتِج جذورًا حرّة تسبّب التهابًا حادًا في الأنسجة السطحية.
أنواع حساسية الضوء
- حساسية ضوء أولية: نتيجة ابتلاع أو ملامسة مواد حساسة للضوء دون أي مرض كبدي مرافق.
- حساسية ضوء ثانوية (كبدية): بسبب تلف الكبد وتراكم مادة phylloerythrin، وهي ناتج ثانوي لتحلل الكلوروفيل.
- حساسية ضوء وراثية: اضطرابات نادرة في استقلاب porphyrin تؤدي إلى تكدّس أصباغ حساسة للضوء.
الأسباب الشائعة
تتعدّد المُسبِّبات، لكن أبرزها:
- نباتات مثل Hypericum perforatum (نبتة العرن المثقوب)، البرسيم الأبيض والأحمر، Polygonum (العصفُر البري)، الحنظل، حشيشة الهرمة، وغيرها.
- أدوية: التتراسيكلينات، السلفوناميدات، الفينوثيازينات، بعض المدرّات.
- مواد كيميائية سامة للكبد أو أعلاف فاسدة تحتوي على سموم فطرية.

الأعراض والعلامات السريرية
تظهر الأعراض عادةً على المناطق الفاتحة أو قليلة الشعر مثل الخطم، الأذن، الجفن، و«الجراب» الأبيض في الأرجل:
- احمرار وانتفاخ الجلد (التهاب حاد).
- ألم شديد، حكّة، ومحاولات مستمرة للفرك أو العضّ.
- تكوّن قشور أو فقاقيع قد تتقرّح وتسقط، تاركة جلدًا مكشوفًا ومؤلمًا.
- نفور الخيل من ضوء الشمس، اضطراب الشهية أو الخمول.
- في الحالات الكبدية: اصفرار الأغشية المخاطية، فقدان وزن، تغيّر في السلوك.
التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على:
- التاريخ المرضي: نوع العلف، ظهور نباتات غريبة في المرعى، أدوية أُعطيت مؤخرًا.
- الفحص السريري الدقيق للجلد والكبد والعيون.
- اختبارات دم لقياس إنزيمات الكبد ووظائفه.
- خزعة جلدية أو كبدية عند الحاجة.
- الفحص تحت إضاءة Wood’s lamp للكشف عن الفلورة المميزة.

تنبيه: كلما كان التشخيص مبكرًا، تقلّ احتمالية حدوث تندّب دائم أو إصابة كبدية لا رجعة فيها.
العلاج الفوري
- عزل الخيل عن أشعة الشمس: إبقاؤه في إسطبل مظلم أو عرضه للمرعى ليلًا فقط.
- إيقاف المصدر: منع الوصول إلى النباتات السامة أو إيقاف الدواء المسبِّب.
- علاج موضعي: كمادات باردة، مراهم مهدئة مثل أكسيد الزنك أو هلام الألوفيرا.
- مضادات التهيّج: مسكنات (مثال: فلونكسين)، أو كورتيكوستيرويدات في الحالات الشديدة.
- مضادات حيوية: عند وجود عدوى ثانوية بعد تشقّق الجلد.
- دعم الكبد: باستخدام سيليمارين، فيتامين E، واتباع حمية منخفضة البروتين والدهون.
الرعاية المنزلية وخطوات المتابعة
بعد خروج الخيل من المرحلة الحادّة يجب:
- مراقبة التجديد الجلدي وتنظيف المناطق المتقشّرة بلطف.
- تقديم نظام غذائي عالي الجودة وخالٍ من الأعشاب الضارة.
- إعادة تعريض الخيل للشمس تدريجيًا مع وسائل وقاية.

الوقاية أفضل من العلاج
إدارة المراعي
- إزالة النباتات الضارة دوريًا، خاصةً بعد الفيضانات أو فترات الجفاف.
- تقليم الأعشاب الطويلة التي تخفي نباتات سامة.
- تناوب المراعي لمنع الرعي المفرط وتعرية التربة.
الحماية الفردية
- استخدام واقي شمس مخصّص للخيول على الأنف والوجه الأبيض.
- تلبيس fly sheet أو قناع واقٍ من الأشعة فوق البنفسجية.
- توفير مأوى ظليل كافٍ في الحقل.
- تجنّب إعطاء أدوية حساسة للضوء في المواسم المشمسة إن أمكن.

التشخيص المُستقبلي (Prognosis)
يكون إنذار الشفاء جيدًا عادةً إذا جرى التدخل مبكرًا وأُزيلت العوامل المسبِّبة. لكن في الحالات الكبدية المزمنة قد يصبح العلاج صعبًا، ويحتاج المربّي إلى التزام طويل الأمد بالعناية والتغذية المناسبة.
متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
اتصل فورًا إذا لاحظت واحدًا أو أكثر مما يلي:
- انتفاخ شديد وسريع في الوجه أو الأطراف.
- نزول سائل مدمّى أو صديدي من الجلد المصاب.
- تغيّرات سلوكية تدل على ألم حاد أو اكتئاب.
- اصفرار الأغشية المخاطية أو اصطباغ البول بلون بني غامق.
أسئلة شائعة
هل حساسية الضوء معدية إلى خيول أخرى؟
لا، فهي مرتبطة بعوامل غذائية أو صحية فردية، وليست مرضًا فيروسيًا أو بكتيريًا.
كم يستغرق التعافي؟
قد تتلاشى الآفات الخفيفة خلال أسبوعين، بينما الحالات الشديدة قد تتطلّب شهورًا من المتابعة.
هل يمكن استخدام واقيات الشمس البشرية؟
يُفضل استخدام منتجات مُخصّصة للحيوانات تفاديًا للمكوِّنات السامّة إذا تم لعقها.
تنويه: المعلومات الواردة في هذه التدوينة تثقيفية ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.
المراجع
- جمال المحمدي. “أعراض الحساسية وأسبابها…” , 2022-11-05. www.aaep.org
- نورة السليمان. “تشخيص الحساسية الجلدية في الخيول…” , 2022-12-15. www.ncbi.nlm.nih.gov