تنفُّس القطة بفمٍ مفتوح (اللهاث): الأسباب، العلامات الخطيرة، ودليل العناية الشاملة
على عكس الكلاب، لا يُعَدّ اللهاث سلوكاً شائعاً لدى القطط. لذلك، عندما تُلاحظ قطتك تتنفّس بفم مفتوح، فقد يكون الأمر مُربكاً ومُقلقاً في الوقت نفسه. في هذا الدليل الشامل ستتعرّف على الحالات الطبيعية وغير الطبيعية لهذا السلوك، وكيفية التصرّف لحماية صديقتك المكسوّة بالفرو.
متى يكون اللهاث طبيعياً؟
قد يلهث بعض القطط لوقت قصير في مواقف معينة دون أن يدقَّ ناقوس الخطر. فيما يلي أبرز المواقف «الطبيعية»:
١. نشاط بدني مكثف
بعد مطاردة قطة لِكرَة أو لعبة، قد تُلاحظ تسارع أنفاسها مع فتح الفم لثوانٍ أو دقائق قليلة، ما يساهم في تبريد جسمها سريعاً.
٢. الحرارة المرتفعة أو الرطوبة
على الرغم من أن القطط بارعة في تنظيم حرارتها عبر اللعق والبحث عن أماكن باردة، إلا أنّ الأجواء الحارّة قد تدفعها إلى فتح الفم لطرد الهواء الساخن.
٣. التوتر أو الخوف
السفر، الأصوات العالية، أو وجود حيوان غريب قد يرفع معدل الأدرينالين لدى القطة، فتلجأ إلى اللهاث كآلية لموازنة نبضات القلب والتنفس.
متى يُصبح اللهاث إنذار خطر؟
اللهاث المتكرّر أو المُستمر الذي لا يهدأ بعد بضع دقائق يتطلّب تدخلاً بيطرياً سريعاً. الأسباب المحتملة تشمل:
أسباب مرضية شائعة
- اضطرابات الجهاز التنفسي: التهاب القصبات، الربو القططي، أو عدوى بكتيرية/فيروسية.
- مشكلات القلب: اعتلال عضلة القلب أو تراكم السوائل حول القلب (الانصباب التاموري).
- الطفيليات: ديدان القلب (Heartworm) التي تعيق تدفق الدم والأكسجين.
- الإنهاك الحراري: ارتفاع حرارة الجسم (Hyperthermia) أو ضربة الحرارة (Heatstroke).
- فقر الدم: نقص خلايا الدم الحمراء يضطر القطة للتنفس السريع لتعويض نقص الأكسجين.
- الألم الشديد أو الصدمة: حوادث السقوط، إصابة داخلية، أو نزيف.
- انسداد مجرى الهواء: جسم غريب في الحلق أو وذمة لسانية.
علامات مصاحبة تستدعي القلق الفوري
- تنفّس مُتقطّع أو صفير مسموع.
- لثة أو لسان بلون أزرق أو رمادي (دلالة على نقص الأكسجين).
- خمول، انهيار، أو عدم قدرة على الوقوف.
- انتفاخ الصدر أو البطن بشكل غير طبيعي.
- سعال متكرر أو تقيؤ رغوة وردية.
إذا لاحظت أياً من العلامات السابقة مع اللهاث، لا تنتظر وحمّل قطتك في صندوق النقل فوراً وتوجّه إلى أقرب عيادة بيطرية للطوارئ.
كيف يشخّص الطبيب البيطري اللهاث غير الطبيعي؟
يبدأ الطبيب البيطري بتاريخ دقيق للأعراض مع فحص بدني شامل، ثم قد يوصي بالفحوص الآتية:
- الأشعة السينية (X-ray): لقياس حجم القلب واكتشاف السوائل في الرئتين أو التجويف الصدري.
- الأشعة فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم عضلة القلب أو تحديد السوائل في التجويف البطني.
- تحاليل الدم: تشمل العدّ الكامل لخلايا الدم وقياس هرمون الغدّة الدرقية.
- فحص عينة البول: للكشف عن عدوى أو أمراض استقلابية.
- اختبار الديدان القلبية: بواسطة تحليل دم متخصص.
- تنظير القصبات أو الأشعة المقطعية (عند الحاجة): للحصول على رؤية داخلية دقيقة لمجرى الهواء.
خيارات العلاج
العلاج الطارئ
في الحالات الحادة، أول ما يقوم به الطبيب هو توفير أكسجين إضافي لقطتك وتثبيت حالتها.
- إعطاء أدوية موسّعة للشُعب الهوائية أو كورتيزون لحالات الربو.
- استخراج السوائل من الصدر (Thoracocentesis) عند وجود انصباب جنبي.
- إعطاء مضادات حيوية عند الاشتباه بعدوى بكتيرية.
- تبريد الجسم سريعاً إذا كان السبب ضربة حرارة.
العلاج السببي على المدى الطويل
يعتمد على التشخيص النهائي، وقد يشمل:
- أقراص أو رذاذات للتحكّم في الربو.
- حاصرات بيتا أو أدوية مدرّة للبول لأمراض القلب.
- برنامج مكافحة الطفيليات شهري لعلاج والوقاية من الديدان القلبية.
- حمية غذائية لإنقاص الوزن وتقليل العبء على القلب والرئتين.
الإسعافات الأولية في المنزل
حتى وصولك إلى الطبيب البيطري، اتبع الخطوات الآتية لتقليل الخطر:
- انقل القطة إلى غرفة هادئة ذات تهوية جيدة.
- قدّم ماءً بارداً وشجّعها برفق على الشرب.
- استخدم منشفة مبلّلة بالماء الفاتر لمسح الفراء، خاصة على البطن والأطراف.
- ضع مروحة معتدلة السرعة لتجديد الهواء—تجنب التبريد المفرط.
- لا تُعطِ أدوية بشرية أبداً؛ فبعضها سامّ للقطط.
كيف تقي قطتك من اللهاث المرضي؟
- حافظ على وزن القط عند الحد المثالي من خلال تغذية متوازنة ونشاط يومي.
- أبقِ قطتك داخل المنزل في أيام الحر الشديد، ووفّر أماكن ظلّ ومياه باردة دائماً.
- احرص على تطعيم القطط وفحصها دورياً ضد الطفيليات القلبية والرئوية.
- حدّد فحصاً بيطرياً دورياً كل 6–12 شهراً حتى لو بدت القطة بصحّة جيدة.
- راقب أي تغيّرات في سلوك التنفّس وأبلغ الطبيب فوراً.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فوراً؟
استند إلى قاعدة «5 دقائق ذهبية»؛ إذا استمرت القطة في اللهاث أكثر من خمس دقائق بعد التوقف عن اللعب أو الابتعاد عن مصدر الحرارة، أو ظهرت أي علامات مقلقة ذكرت أعلاه—فتوجّه مباشرة إلى العيادة.
خلاصة: اللهاث العرضي بعد اللعب قد يكون طبيعياً، لكن استمراره أو مصاحبته لأعراض أخرى قد يشير إلى مشكلة خطيرة تستوجب عناية بيطرية عاجلة. معرفتك المسبقة للأسباب وطرق الوقاية والعلاج تُعدّ الدرع الأول لصحة قطتك.