تلوين صيصان عيد الفصح: مخاطر صحية وقانونية وحلول إنسانية

مع اقتراب عيد الفصح، تنتشر في الأسواق وأمام المتاجر صيصان صغيرة بألوان قوس قزح بهدف جذب الأطفال والآباء على حدّ سواء. وعلى الرغم من مظهرها اللطيف، إلا أن هذه الممارسة تخفي وراءها مشكلات صحية وسلوكية خطيرة للصيصان، بالإضافة إلى تبعات قانونية وأخلاقية للبشر.

كيف يتم تلوين الصيصان؟

يتم تلوين الصيصان بواحدة من طريقتين رئيسيتين، وكلتاهما تحمل مخاطر جمّة على صحة الطائر:

الطريقة الأولى: حقن الصبغة داخل البيضة

يقوم بعض المربيّين بحقن صبغة صناعية في البيضة خلال اليوم العاشر تقريباً من التطور الجنيني. تخترق الإبرة قشرة البيضة وتصل إلى الجنين مباشرة لتلوينه من الداخل. هذا الأسلوب يؤدي إلى:

  • إدخال بكتيريا أو فطريات إلى داخل البيضة، ما يزيد من خطر العدوى وموت الجنين.
  • تعرّض الجنين لمواد كيميائية قد تكون سامة أو مهيّجة لجهازه التنفسي لاحقاً.
  • إتلاف غشاء البيضة، الأمر الذي يعيق تبادل الأكسجين الضروري لبقاء الجنين حيّاً.

الطريقة الثانية: رش أو غمر الصوص بالصبغة بعد الفقس

بعد خروج الصوص إلى الحياة، يُمسَك غالباً بطريقة عنيفة ويُرَشّ أو يُغمَر في حوض صبغة ملوَّنة. هذا الإجراء السطحي يبدو أقل خطورة للوهلة الأولى، لكنه يسبّب عدداً من الإشكالات:

  • استنشاق الأصباغ السائلة والأبخرة، ما يؤدي إلى تهيّج الجهاز التنفسي.
  • ابتلاع الصوص جزءاً من الصبغة أثناء تنظيف ريشه، ما يعرّضه للتسمم.
  • فقدان الطبقة الدهنية العازلة عند تبلل الريش، فيدخل الصوص في حالة انخفاض حرارة حاد.

لماذا يشكّل التلوين خطراً على صحة الصيصان؟

  • سُميّة الأصباغ: غالبية الأصباغ ليست مخصّصة للاستخدام الحيواني وقد تحتوي على معادن ثقيلة أو مذيبات عضوية سامة.
  • ضعف تنظيم الحرارة: الصوص بحاجة إلى درجة حرارة تبلغ نحو 35°م في أسبوعه الأول، وأي تبلّل أو إجهاد يؤدّي لانخفاض حرارة الجسم سريعاً.
  • مشكلات تنفّسية: جزيئات الصبغة الدقيقة والأبخرة الكيميائية قد تُحدث التهاباً في الحويصلات الهوائية الرقيقة.
  • صعوبة تعرّف الأم على صيصانها: اللون غير الطبيعي قد يدفع الدجاجة الأم إلى رفض صيصانها أو مهاجمتها.
  • الإجهاد الحاد: مسك الصوص بقوة، وتعرّضه للإضاءة القوية والمواد الكيميائية يرفع معدل هرمون الكورتيزول، ما يضعفه أمام الأمراض.

عواقب أكبر من مجرد الألوان الزاهية

لا يتوقّف الأمر عند حدود الخطر الصحي فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب السلوكية والاجتماعية:

زيادة حالات الإهمال والتخلي

غالبية المشترين يتعاملون مع الصوص الملوَّن على أنه «لعبة موسمية» سرعان ما يُملّ منها. بعد زوال لون الصبغة في غضون أسابيع، يُترك الطائر أو يُطلق في الحدائق العامة ليموت جوعاً أو يفترسه حيوان آخر.

معاناة مراكز الإنقاذ والعيادات البيطرية

تُجبر مراكز إنقاذ الحيوانات على استقبال أعداد هائلة من الصيصان والدجاج غير المرغوب فيه، ما يرهق مواردها المحدودة. كما يتوجّه كثير من المُربين الجدد إلى العيادات البيطرية عقب ظهور أعراض تنفّسية أو هضمية مرتبطة بالتلوين.

«تشير تقارير الأطباء البيطريين المتخصصين بالطيور إلى أن عدد الصيصان الملوَّنة التي تحتاج إلى رعاية طارئة يرتفع بنسبة قد تصل إلى 70٪ خلال الأسابيع الثلاثة التي تلي عيد الفصح.»

ماذا يقول القانون؟

أدركت عدة ولايات أمريكية خطورة هذه الممارسة، فسنّت قوانين تمنع بيع أو توزيع الطيور والأرانب الملوَّنة صناعياً. على سبيل المثال، يُحظَر ذلك في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا ونيفادا وماريلاند. ورغم تباين العقوبات من غرامات مالية إلى الحبس، إلا أن الهدف الأساسي هو حماية الحيوان والحد من عمليات الشراء العشوائية.

إذا كنت ترغب في تربية دجاج: التزام طويل الأمد

قبل شراء صوص ـ ملوناً أو غير ملوَّن ـ فكّر في أنه قد يعيش 7 إلى 10 أعوام، وأن تربيته تشبه تربية أي حيوان أليف آخر من حيث الوقت والتكاليف:

  1. إعداد حضّانة بدرجة حرارة مناسبة مع فرشة نظيفة ومصدر حرارة قابل للتعديل.
  2. تقديم علف مُخصّص للصيصان غني بالبروتين والفيتامينات، مع توفير ماء نظيف باستمرار.
  3. الالتزام بزيارات بيطرية دورية وفحوصات طفيليات.
  4. استيعاب القوانين المحلية التي قد تقيّد تربية الدجاج داخل المدن.

بدائل آمنة واحتفالات بلا أذى

  • اكتفِ بتلوين البيض المسلوق أو البلاستيكي بمواد طبيعية غير سامة.
  • اصنع صيصاناً ورقية أو من الصوف مع الأطفال لتعليمهم الحرف اليدوية.
  • تبرّع لملاجئ الطيور أو شارك في برامج تبنّي الدجاج البالغ بدلاً من شراء صوص صغير.

خلاصة

قد يبدو تلوين الصيصان في عيد الفصح فكرة بريئة تدخل البهجة إلى قلوب الصغار، لكن الأضرار الصحية والنفسية التي يتعرّض لها الطائر، فضلاً عن التبعات القانونية والأخلاقية للبشر، تجعل من هذه العادة خطراً حقيقياً. اختر بدائل إنسانية تسعد أطفالك وتحافظ في الوقت ذاته على رفاهية الكائنات الحيّة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version