تشنج أوتار الخيول (سترينغهالت): دليل شامل للأسباب والأعراض وخيارات العلاج

يُعَدّ تشنج الأوتار أو ما يُعرف بــ‎Stringhalt ‎إحدى أكثر المشكلات العصبية-العضلية غموضًا في عالم الخيول. تتمثل هذه الحالة في انقباض مفاجئ ومبالَغ فيه لوتر أوتار الطرف الخلفي، ما يُسبب رفع الساق إلى أعلى بشكل غير طبيعي أثناء الحركة. قد يظهر التشنج بدرجات متفاوتة؛ من حركات طفيفة بالكاد تُلاحظ، وصولًا إلى قفز الساق إلى مستوى البطن مع كل خطوة.

ما هو تشنج الأوتار (سترينغهالت)؟

التعريف العلمي

يُصنَّف سترينغهالت كاضطراب عصبيّ يؤثر في المسار العصبي للعضلات القابضة للساق، فينتج عن ذلك فرط استجابة انعكاسية، تُترجَم إلى حركة غير طبيعية للساق الخلفية. رغم ارتباطه بالجهاز العصبي، يُصنَّف أحيانًا ضمن أمراض الجهاز العضلي-الهيكلي نظرًا لارتباط الأوتار والعضلات الوثيق بصورة الأعراض.

الأنواع المختلفة لتشنج الأوتار

1. النوع الكلاسيكي

يحدث غالبًا في ساق واحدة نتيجة إصابة أو تلف بالعصب المحيطي (مثل العصب الفخذي أو العقبي الجانبي). قد يتطوّر بعد جرح رضّي في منطقة الركبة أو الورك.

2. سترينغهالت المرتبط بالمراعي (الأسترالي)

يظهر هذا النوع بصورة مفاجئة في أكثر من ساق، وغالبًا ما يرتبط برعي الخيول لنباتات معيّنة سامة للأعصاب مثل Hypochaeris radicata (نبات الفلاتويد). يمكن أن يتحسن بعد إبعاد الحصان عن المرعى المُلوَّث.

الأسباب المحتملة وعوامل الخطورة

لا يزال السبب المباشر غير محسوم، لكن الدراسات البيطرية حدّدت مجموعة من العوامل المساعدة:

  • التسمم النباتي: تناول أعشاب أو نباتات تحتوي سمومًا تؤثر في الموصلات العصبية، وأبرزها الفلاتويد.
  • إصابات الأعصاب: صدمات أو التواءات حادّة قد تمس العصب القابض للساق الخلفية.
  • نقص بعض العناصر الغذائية: مثل فيتامينات مجموعة B أو مضادات الأكسدة.
  • عوامل وراثية محتملة: وُثِّقت حالات أعلى في سلالات معينة مثل الخيل القيقب الأسترالي، ما يطرح فرضية الاستعداد الوراثي.
  • الالتهابات والعدوى: بعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية قد تؤثر في الأعصاب محيطية.

العلامات السريرية وكيفية ملاحظتها

يمكن للمربين أو الفرسان اكتشاف سترينغهالت عند ملاحظة واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  1. رفع مبالغ فيه للساق الخلفية عند المشي أو عند الدوران المفاجئ.
  2. تفاقم الحركة غير الطبيعية عند التوتر أو السير على أرض صلبة.
  3. اختفاء أو تحسّن ملحوظ بعد الانطلاق في العدو السريع، ثم عودة الأعراض عند التوقف.
  4. في الحالات الشديدة، قد تتشنج الساق الأمامية كذلك، أو تظهر حركات اهتزازية في عضلات الردفين.

طرق التشخيص البيطري

الفحص السريري

يبدأ الطبيب البيطري بمراقبة الحصان في خطوة المشي والهرولة، مع تدوير الحصان إلى اليمين واليسار لاستنباط أي زيادة في شدة التشنج. تُفحَص الساق المصابة جسديًا لاكتشاف أي إصابات أنسجة رخوة أو تلف للعصب.

الفحوصات التشخيصية المتقدمة

  • تخطيط كهربية العضلات (EMG): يُسجِّل نمط الإشارات العصبية في العضلات لتأكيد فرط النشاط التقلّصي.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن تمزق أو سماكة الأوتار.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يُفيد في الحالات المتقدمة لاستبعاد مشكلات في العمود الفقري القطني أو الحوض.

“التشخيص الدقيق يوفر نصف العلاج، لذلك لا تتردد في استشارة مختص بالأعصاب البيطرية إذا لاحظت أي خلل في حركة حصانك.” — طبيب بيطري مختص بالخيل

الخيارات العلاجية والإدارة اليومية

أولًا: العلاجات غير الجراحية

  • إزالة مصدر السُمّية: نقل الخيل فورًا إلى مرعى خالٍ من الأعشاب السامة.
  • مكملات فيتامين B1 وE: تُعزّز التوصيل العصبي وتُقلل الإجهاد التأكسدي.
  • الأدوية المضادة للتشنج: مثل الفينيتوين أو الباكليفين تحت إشراف الطبيب.
  • العلاج الطبيعي: تمارين إطالة خفيفة على سطح لين لتحسين المرونة العصبية-العضلية.

ثانيًا: العلاجات الجراحية

في الحالات المزمنة التي لا تستجيب للأدوية، قد يُوصِي الجراح البيطري بعملية قطع الوتر الباسط الرقمي الجانبي (Lateral digital extensor tenectomy). تُحسّن هذه العملية من نمط الحركة بنسبة قد تصل إلى 80٪.

ثالثًا: برامج التأهيل وإعادة التأهيل

  1. مرحلة الراحة الأولية مع مراقبة الجرح الجراحي إن وُجِد.
  2. تمارين مشي مُقيَّد بالحبل لمدة 10-15 دقيقة يوميًا.
  3. إضافة تمارين سير على منحدرات معتدلة لتحفيز السيطرة العصبية.
  4. عودة تدريجية للركوب بعد تقييم الطبيب.

الوقاية وتقليل مخاطر الإصابة

  • فحص المراعي بانتظام والتخلُّص من النباتات السامة.
  • تزويد الخيل بنظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
  • تطبيق برامج تدريب معتدلة وتجنب إجهاد الساقين بشكل مفاجئ.
  • إجراء فحص دوري لدى طبيب بيطري مختص بالأعصاب.

الأسئلة الشائعة

هل يختفي سترينغهالت تلقائيًا؟

في حالات سترينغهالت المرتبط بالمراعي، قد تختفي الأعراض تدريجيًا خلال أشهر بعد إزالة العامل السُمي. أما النوع الكلاسيكي فغالبًا يتطلب تدخلًا طبيًا أو جراحيًا.

هل يمكن للحصان العودة إلى المنافسات؟

نعم، كثير من الخيول تعود إلى أدائها الطبيعي بعد الجراحة والتأهيل، لكن الأمر يعتمد على شدة الحالة ومدة الإصابة قبل العلاج.

ما تكلفة العلاج الجراحي؟

تختلف التكلفة تبعًا للموقع الجغرافي والمستشفى البيطري، وتتراوح عادة بين 1,500 و3,000 دولار أمريكي شاملة الجراحة والرعاية اللاحقة.

الخلاصة: تشنج الأوتار قد يبدو مربكًا، إلا أن فهم طبيعته والتصرف السريع عند ملاحظة أولى العلامات يرفع من فرص الشفاء ويُعيد للحصان حركته الطبيعية. استشر طبيبك البيطري دائمًا ولا تتردد في طلب تقييم متخصص للأعصاب عند الحاجة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version