تسمم المبيّض (الكلور) عند الحيوانات الأليفة: دليل الوقاية والتعامل الفوري
يُعدُّ المبيّض (Bleach) واحداً من أكثر المنظفات المنزلية شيوعاً واستخداماً في منازلنا بفضل قدرته العالية على التعقيم وإزالة البقع. ومع ذلك، فإن هذا السائل القوي قد يُشكِّل خطراً كبيراً على كلابنا وقططنا إذا جرى ابتلاعه أو استنشاقه أو حتى ملامسته للجلد. في هذا الدليل الشامل، سنتعرّف على أنواع المبيّض المختلفة، وكيفية حدوث التسمم، وأهم العلامات التحذيرية، بالإضافة إلى خطوات الإسعاف السريع وطرق الوقاية.
لماذا يُعتبر المبيّض خطراً على الحيوانات الأليفة؟
المبيّض المنزلي يحتوي عادةً على مادة هيبوكلوريت الصوديوم بتركيز يتراوح بين 5.25% و8.25%، وهي مادة مُهيِّجة قد تسبب حروقاً كيماوية للأغشية المخاطية والجهاز الهضمي عند الابتلاع، أو تهيجاً حاداً للجهاز التنفسي عند استنشاق الأبخرة.
طرق التعرض الشائعة
- الابتلاع: شرب المبيّض من الدلو أو وعاء التنظيف.
- الاستنشاق: استنشاق الأبخرة أثناء عملية التنظيف أو مباشرة بعد التعقيم.
- التلامس الجلدي: المشي على أرضية لا تزال رطبة بالمبيّض أو انسكاب المنتج على الفراء والجلد.
أنواع المبيّض ومدى خطورتها
لا تُصنَّع كل منتجات المبيّض بالطريقة نفسها، إذ يختلف التركيب والتركيز باختلاف النوع:
- المبيّض المنزلي التقليدي: يحتوي على هيبوكلوريت الصوديوم بنسبة مرتفعة نسبيًّا، وهو الأخطر في حال ابتلعه الحيوان.
- المبيّض المركز: تركيز الكلور فيه أعلى من التقليدي، ما يزيد من شدة الأعراض.
- المبيّض عديم الرذاذ (Splash-less): غالباً ما يكون أكثر لزوجة، ما يجعل ابتلاعه أسهل للحيوانات.
- المبيّض الآمن للألوان (Color-safe): يعتمد على بيروكسيد الهيدروجين، وتبقى خطورته قائمة لكن عادةً تكون الأضرار أخف.
علامات وأعراض تسمم المبيّض عند الكلاب والقطط
تبدأ الأعراض عادةً خلال دقائق إلى ساعات من التعرّض، ويُعد التشخيص المبكر مفتاحاً لنجاة الحيوان:
- سَيَلان اللعاب المفرط أو رغوة حول الفم
- التقيّؤ وقد يكون مختلطاً بالدم
- احمرار أو تقرّحات في الفم واللثة واللسان
- ألم في البطن أو توجّع عند اللمس
- عطاس أو سعال وصعوبة تنفّس في حال الاستنشاق
- خمول شديد أو انهيار في الحالات المتقدمة
خطوات الطوارئ عند الاشتباه بتسمم المبيّض
كل دقيقة مهمة. لا تنتظر ظهور جميع الأعراض قبل طلب المساعدة البيطرية.
- إبعاد الحيوان عن مصدر المبيّض فوراً ووضعه في مكان جيد التهوية.
- بادر بغسل فم الحيوان عبر حقنة بلاستيكية مملوءة بالماء الفاتر (دون إجبار) لمدة 5–10 دقائق لتقليل تركيز المادة الكاوية.
- اشطف الجلد أو الفراء بالماء الجاري إذا لامس المبيّض جسد الحيوان.
- لا تُحاول تحفيز القيء فقد يسبب ضرراً أكبر للمريء.
- اتصل بالطبيب البيطري أو خط مساعدة السموم للحيوانات (Pet Poison Helpline أو ASPCA) ووفّر المعلومات التالية:
- اسم المنتج وتركيزه
- الكمية المشتبه بابتلاعها
- وقت حدوث التعرّض
كيف يتعامل الطبيب البيطري مع الحالة؟
سيُجري الطبيب فحصاً شاملاً وقد يوصي ببعض أو كل ما يلي:
- غسيل الفم والمريء بمحاليل خاصة لتخفيف آثار الكاوية
- علاجات مضادة للقيء وحماية المعدة (مثل السوكرافات والأوميبرازول)
- أدوية مسكنة للألم ومضادة للالتهاب
- سوائل وريدية للحفاظ على الترطيب ومعادلة الإلكتروليتات
- أكسجين إضافي أو موسِّعات قصبية إذا كان هناك تهيّج رئوي
- متابعة وظائف الكبد والكلى عبر تحاليل دم دورية
الوقاية أولاً: نصائح لتجنّب الحوادث
- تخزين آمن: ضع عبوات المبيّض في خزائن مرتفعة أو مغلقة بإحكام.
- التخفيف الصحيح: اتبع النسب الموصى بها (عادةً 1 جزء مبيّض إلى 32 جزء ماء عند التعقيم المنزلي).
- إبقاء الحيوانات خارج منطقة التنظيف حتى تجف الأسطح تماماً ويختفي البخار.
- استخدام بدائل صديقة للحيوانات الأليفة مثل الخل أو المنظفات الخالية من الكلور عند الإمكان.
أسئلة شائعة
هل المبيّض المعطّر أكثر أماناً من غيره؟
العطور لا تُقلل من سُميّة المبيّض، بل قد تُغري الحيوان بالشم أو اللعق، فتبقى الخطورة قائمة.
هل تكفي الرائحة وحدها لإصابة الحيوان؟
في الغالب تسبب الأبخرة تهيجاً في العيون والمجاري التنفسية فقط، لكن الجرعات العالية أو الأماكن المغلقة قد تؤدي إلى التهاب رئوي كيميائي.
متى أستطيع السماح لحيواني بدخول الغرفة بعد التنظيف؟
انتظر حتى تجف الأرضيات والأسطح تماماً، وأحكُم إغلاق عبوات المبيّض قبل السماح لها بالدخول.
خاتمة
على الرغم من أهمية المبيّض في إبقاء منازلنا خالية من الجراثيم، فإن الجرعة الزائدة أو الاستخدام غير الصحيح قد يُعرِّض حيواناتنا الأليفة لخطر حقيقي. باتّباع تعليمات الأمان المُوصى بها والتصرف السريع عند الطوارئ، تستطيع حماية صديقك الوفي من مضاعفات قد تكون مميتة. لا تتردد في الاتصال بالطبيب البيطري عند أي شك في التسمم؛ فالإجراء الفوري قد يصنع الفارق بين التعافي السريع والمضاعفات الخطيرة.
المراجع
- ASPCA. “Household Products Toxicity.” , 2023-01-15. www.aspca.org
- Veterinary Partner. “Household Cleaners and Poisons.” , 2023-06-21. veterinarypartner.com
- The Pet Health Network. “The Risks of Household Bleach to Pets.” , 2023-01-22. www.pethealthnetwork.com