يُعدُّ انطواء الجفن (أو الانتروبيون) من المشكلات العينية المؤلمة التي قد تُصيب الخيول من مختلف الأعمار، ويحدث عندما يلتف طرف الجفن إلى الداخل ملامسًا القرنية. هذا الاحتكاك المستمر قد يؤدي إلى التهابات، تقرُّحات، بل وحتى فقدان الرؤية إذا لم يُعالج سريعًا. في هذا الدليل المفصّل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن الحالة وكيفية التعامل معها للحفاظ على صحة عيون خيلك.
ما هو الانطواء الجفني (انتروبيون)؟
الانتروبيون هو حالة ينقلب فيها حافّة الجفن نحو داخل العين، فتفرك الرموش والجلد السطحي للعين. في الخيول، غالبًا ما يُلاحظ في الجفن السفلي وقد يكون خلقيًّا (يظهر عند الولادة) أو مكتسبًا لاحقًا نتيجة عوامل مختلفة.
الأسباب والعوامل المؤدية
١. الأسباب الخلقية
- عدم اكتمال نمو عضلات وأربطة الجفن لدى المهر حديث الولادة.
- عيوب تشريحية في شكل الجمجمة أو الوجه تؤثر في استقامة الجفن.
٢. الأسباب المكتسبة (الثانوية)
- تقلصات الألم العيني: أي إلتهاب أو قرحة في القرنية قد يدفع الخيل لإغلاق العين بقوة، ما يُحدِث طيًّا مؤقتًا للجفن.
- الجفاف والهزال: فقدان الدهون تحت الجلد حول العين يجعل الجفن يرتخي وينقلب للداخل.
- ندبات أو إصابات سابقة: الحروق الكيميائية أو الجراحات حول الجفن قد تترك ندبة تشد الجفن إلى الداخل.
- التخدير أو المهدئات: ارتخاء العضلات أثناء التخدير قد يؤدي إلى طيٍّ مؤقت للجفن، خصوصًا في المهرات.
- مشكلات عصبية: إصابة العصب الوجهي قد تُضعف عضلات الجفن، فتسهل انقلابه.
علامات وأعراض تستدعي القلق
أحيانًا يكون من السهل تجاهل الأعراض المبكرة، لكن الانتباه السريع يُحدث فرقًا كبيرًا:
- إفراز مائي أو مدمَّع باستمرار من إحدى العينين أو كلتيهما.
- حكّ أو فرك الخيل عينه بقدمه أو بالأجسام المحيطة.
- تدلي الجفن السفلي أو التفافه للداخل بوضوح.
- تشنّج الجفن (رمش متكرر أو إغلاق العين جزئيًا).
- ضبابية أو تقرّح في القرنية يمكن ملاحظتها عند الفحص القريب.
كيف يتم التشخيص؟
يجب استشارة الطبيب البيطري فور ملاحظة الأعراض. غالبًا ما يتبع الخطوات الآتية:
- الفحص العيني الكامل: تقييم وضعية الجفن ومدى احتكاكه بالقرنية.
- اختبار صبغة الفلورسئين: للتأكد من وجود قرحة أو خدش على سطح القرنية.
- تقييم المنعكسات العصبية: فحص استجابة الجفن والقرنية للتأكد من سلامة الأعصاب.
- بحث عن الأسباب الثانوية: مثل التهاب القزحية أو أي حالة أخرى سببت الألم للعين.
استراتيجيات العلاج
١. التدابير الفورية (المؤقتة)
تهدف إلى حماية القرنية وتقليل الألم ريثما يُحدَّد العلاج الدائم:
- تقطير مراهم مُزلِّقة ومرطِّبة داخل العين لتقليل الاحتكاك.
- وضع قطرة مضاد حيوي موضعي إذا وُجدت قرحة.
- تسكين الألم بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية عن طريق الفم أو الحقن.
- استخدام الخيوط التجميلية المؤقتة (tacking sutures) لرفع الجفن بعيدًا عن القرنية، خاصة لدى المهرات.
٢. التدخل الجراحي (الدائم)
إذا كان الانتروبيون دائمًا أو عائدًا بشكل متكرر، يلجأ الطبيب إلى جراحة Hotz-Celsus الشائعة، والتي تتضمن:
- إزالة شريط بيضاوي صغير من الجلد تحت خط الرموش.
- تقريب حافتي الجرح بخيوط دقيقة لإعادة الجفن إلى وضعه الطبيعي.
- إزالة الخيوط بعد 10–14 يومًا، مع متابعة لشفاء القرنية.
نسبة نجاح هذا الإجراء مرتفعة جدًا، وغالبًا ما لا يحتاج الخيل إلى جراحة إضافية إذا عُولجت الأسباب الثانوية بصورة صحيحة.
فترة النقاهة والعناية اللاحقة
بعد التداخل الجراحي أو وضع الخيوط المؤقتة، يحتاج الخيل إلى رعاية دقيقة:
- المحافظة على نظافة منطقة العين ومسح الإفرازات بلطف.
- استخدام طوق واقٍ (إن أمكن) لمنع فرك العين.
- تكملة دورة المضاد الحيوي ومضادات الالتهاب كما وصفها الطبيب.
- مراقبة علامات العدوى مثل التورم أو الاحمرار غير الطبيعي.
- فحص متابعة بعد أسبوع إلى أسبوعين للتأكد من التئام القرنية والجفن.
الوقاية وخطوات الحفاظ على صحة عيون الخيل
إليك بعض النصائح العملية لتقليل مخاطر الإصابة بالانتروبيون ومضاعفاته:
- فحص عيون المواليد خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة.
- معالجة أي التهاب أو إصابة في العين بسرعة لتجنّب الألم المزمن.
- ضمان تغذية متوازنة تمنح الخيل وزنًا صحّيًا ودعمًا لعضلات الجفن.
- توفير مأوى خالٍ من المسامير أو الأسلاك التي قد تجرح الجفن.
- إبعاد المواد الكيميائية أو الأعلاف المُهيِّجة عن مكان إطعام الخيل.
أسئلة شائعة
- هل يمكن أن يختفي الانتروبيون من تلقاء نفسه؟
- في بعض المهرات الخفيفة قد يتحسن مع نمو الجمجمة والعضلات، لكن التدخل المبكر يُقلل المخاطر ويُسرّع الشفاء.
- ما مدة التعافي بعد الجراحة؟
- تلتئم الأنسجة السطحية عادة خلال أسبوعين، لكن القرنية قد تحتاج لوقت أطول إذا كانت متضررة.
- هل يُمكن تكرار الحالة بعد العلاج؟
- إذا عُولِج السبب الأساسي واُجريَت الجراحة بشكل صحيح، فإن احتمال التكرار ضئيل للغاية.
“الفحص اليومي السريع لعيون خيلك يمكنه أن يُجنّبك أشهرًا من العلاج المكلف والمعاناة غير الضرورية” – طبيب بيطري خيول.
