الوذمة عند القطط: الأسباب، الأعراض وخيارات العلاج الشامل

إذا لاحظت تورماً غير مألوف في أطراف قطك أو حول عينيه أو حتى صعوبة في التنفس دون سبب واضح، فقد تكون الوذمة هي المشكلة. يتجاهل كثير من أصحاب القطط هذا العَرَض أو يربطونه بزيادة الوزن، بينما تعكس الوذمة في الحقيقة تراكم سوائل غير طبيعي داخل الأنسجة أو الأجواف الجسدية، وهي حالة قد تشير إلى مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً بيطريّاً سريعاً.

ما هي الوذمة؟

الوذمة هي تجمع للسوائل خارج الأوعية الدموية في أنسجة الجسم. يمكن أن تظهر موضعية في منطقة محددة أو عامة في أنحاء الجسم. عندما تزداد كمية السوائل بحيث تتجاوز قدرة الجهاز اللمفاوي على تصريفها، يبدأ التورم بالظهور.

الوذمة الموضعية

تظهر في منطقة واحدة مثل كفّ أو جفن أو ذيل القطة. غالباً ما تكون ناتجة عن التهابات، رضوض، لسعات حشرات أو انسداد موضعي في الأوعية اللمفاوية.

الوذمة العامة (الاستسقاء)

تتضمن تراكم السوائل في عدة مناطق مثل البطن (الاستسقاء البطني)، الصدر (الانصباب الجنبي) أو الرئتين (الوذمة الرئوية). ترتبط بأمراض جهازية كالقلب أو الكبد أو الكِلى.

الأعراض الشائعة للوذمة عند القطط

  • تورم ملحوظ أو «انتفاخ إسفنجي» في الأطراف، الوجه أو البطن
  • علامة انطباع الإصبع (Pitting) عند الضغط الخفيف على الجلد
  • صعوبة أو سرعة في التنفس في حال تراكم السوائل في الصدر أو الرئتين
  • خمول وفقدان الشهية
  • ألم أو حساسية عند لمس المنطقة المتورمة
  • سعال أو صفير تنفسي
  • برودة الأطراف أو ازرقاق الأغشية المخاطية عند نقص الأكسجين

الأسباب المحتملة للوذمة

  • الأمراض القلبية مثل اعتلال عضلة القلب الذي يسبب احتقان السوائل في الصدر أو الرئتين.
  • قصور الكبد أو تليّف الكبد الذي يخفض مستوى الألبومين ويؤدي لتسرب السوائل.
  • فشل الكِلى الذي يغيّر ضغط الدم وتوازن السوائل.
  • الالتهابات الشديدة أو الخرّاجات التي تصيب الأنسجة بشكل مباشر.
  • صدمة أو إصابة تؤدي إلى تمزق الأوعية أو انسداد اللمف.
  • ردود الفعل التحسسية من لسعات الحشرات أو الأدوية.
  • الأورام التي تضغط على الأوعية الدموية أو اللمفية.
  • الإصابة بالدودة القلبية أو الطفيليات الداخلية الأخرى.
  • المشكلات الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية الحاد.
  • سوء التغذية أو نقص البروتين (نقص الألبومين) في الدم.

كيف يشخص الطبيب البيطري الوذمة؟

  1. الفحص السريري المفصّل: قياس التورم، البحث عن «الطابع» عند الضغط على الجلد، تقييم لون الأغشية المخاطية والتنفس.
  2. تحليل عينة من السائل المتجمّع: يتم سحب السائل بإبرة دقيقة لتحديد طبيعته (دم، ليمف، صديد، أو سائل مصلي).
  3. تحاليل مخبرية: عدُّ دمٍ شامل، كيمياء الدم، تحليل بول للكشف عن قصور الكِلى أو الكبد.
  4. الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لتحديد مناطق تراكم السوائل في الصدر أو البطن.
  5. تخطيط وفحص القلب (إيكو): لاستبعاد أمراض القلب الكامنة.
  6. اختبارات متقدمة: التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية عند الاشتباه في أورام أو انسداد ليمفي.

خيارات العلاج المتاحة

العلاجات الدوائية

أبرزها مُدرّات البول مثل Furosemide لتقليل حجم السوائل. قد تُضاف موسعات أو أدوية قلبية مثل Pimobendan أو مثبّطات ACE عند وجود قصور قلبي. في حالات الحساسية تُستخدم مضادات الهيستامين أو الستيرويدات.

إجراءات تصريف السوائل

يقوم الطبيب البيطري بسحب السوائل مباشرة من التجويف الصدري (Thoracocentesis) أو البطني (Abdominocentesis) لتخفيف الضغط وتحسين التنفس.

الدعم التنفسي والسريري

قد تحتاج القطة إلى أكسجين إضافي، وضعها داخل خيمة أكسجين أو تركيب أنبوب أنفي. في الحالات الحرجة تُعطى سوائل وريدية مضبوطة بعناية لتصحيح اختلالات الكهارل.

التعديلات المنزلية والغذائية

  • تقليل الملح في النظام الغذائي لتخفيف احتباس السوائل.
  • استخدام أغذية عالية البروتين لدعم مستويات الألبومين.
  • المحافظة على وزن مثالي لتقليل العبء على القلب.

فترة التعافي والمتابعة

تختلف مدة التعافي على حسب المسبب. في حالات القصور القلبي أو الكلوي المزمن، قد يلزم العلاج مدى الحياة والمتابعة الدورية كل 4–6 أسابيع لتعديل الجرعات الدوائية. يُنصح بقياس وزن القطة بانتظام؛ أي زيادة مفاجئة في الوزن قد تعني إعادة تراكم السوائل.

كيف يمكن الوقاية من الوذمة؟

  • الالتزام باللقاحات السنوية وبرامج الوقاية من الطفيليات، خصوصاً الدودة القلبية.
  • إجراء فحوص دورية للدم والكِلى والقلب، لا سيما للقطط الأكبر من سبع سنوات.
  • توفير تغذية متوازنة غنية بالبروتينات وبكمية صوديوم معتدلة.
  • منع القط من الخروج غير المُراقَب لتقليل خطر الإصابات أو السموم.
  • التدخل المبكر عند ملاحظة أي تورم أو زيادة سريعة في الوزن.

تنبيه: الوذمة عَرَض وليست مرضاً بحد ذاته؛ التشخيص والعلاج المبكران قد ينقذان حياة قطك.

أسئلة يطرحها المربّون كثيراً

هل يمكن معالجة الوذمة في المنزل فقط؟

لا، لا بد من فحص بيطري لمعرفة السبب الأساسي. التأخير قد يفاقم الحالة.

هل تعود الوذمة بعد العلاج؟

إذا كان السبب مزمنًا كقصور القلب، فقد تعود. الالتزام بالأدوية وانخفاض الملح يساعد على السيطرة.

هل الوذمة معدية؟

الوذمة نفسها ليست معدية، لكن بعض أسبابها مثل العدوى الطفيلية قد تنتقل إذا لم تُتخذ إجراءات الوقاية.

في النهاية، تبقى ملاحظة التغييرات الجسدية والسلوكية لقطك والتواصل الفوري مع الطبيب البيطري أفضل وسيلة لحمايته من المضاعفات الخطيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version