الوذمة الرئوية عند القطط: دليل شامل لحماية جهاز التنفّس لدى قطتك

تُعد الوذمة الرئوية إحدى أخطر الحالات التنفّسية التي قد تُصيب القطط، حيث يتراكم السائل داخل الحويصلات الهوائية وأنسجة الرئة، ما يعيق تبادل الأكسجين ويُعرِّض حياة القط لخطر حقيقي إذا لم يُعالج سريعًا. يهدف هذا الدليل إلى تزويدك بكل ما تحتاج معرفته عن الأسباب، والأعراض، وطرق التشخيص، وخيارات العلاج، وكيفية العناية المنزلية والوقاية.

ما هي الوذمة الرئوية؟

الوذمة الرئوية هي تجمّع غير طبيعي للسوائل في الرئتين، ويمكن تقسيمها بوجه عام إلى نوعين رئيسيين:

  • وذمة رئوية قلبية المنشأ (Cardiogenic): تحدث نتيجة فشل القلب في ضخ الدم بكفاءة، فيتراجع الدم داخل الرئتين ويتسرّب السائل إلى الحويصلات الهوائية.
  • وذمة رئوية غير قلبية المنشأ (Non-Cardiogenic): ناتجة عن عوامل أخرى لا علاقة لها بالقلب، مثل استنشاق الدخان، أو الصعق الكهربائي، أو الغرق، أو الصدمات الرأسية، أو التسمم.

كيف يتشكّل السائل في الرئة؟

ينتقل الدم المُحمَّل بالأكسجين من الرئتين إلى القلب ثم إلى باقي أجزاء الجسم. عندما يُصبح تدفّق الدم غير طبيعي—لسبب قلبي أو ضرر مباشر بأنسجة الرئة—يزيد الضغط في الأوعية الدموية الدقيقة، فيتسرّب السائل إلى أنسجة الرئة ويملأ الحويصلات الهوائية.

أسباب الوذمة الرئوية لدى القطط

من المهم معرفة السبب الدقيق، لأن خطة العلاج تعتمد عليه بشكل كبير. تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا:

أولاً: الأسباب القلبية

  1. اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM)، وهو أكثر أمراض القلب شيوعًا لدى القطط.
  2. خلل الصمامات القلبية أو اضطراب النظم القلبي.
  3. ارتفاع ضغط الدم غير المُعالَج.

ثانيًا: الأسباب غير القلبية

  1. الاستنشاق المفاجئ للدخان أو الغازات السامة.
  2. التعرّض لصعق كهربائي (مثل قضم أسلاك كهربائية).
  3. الغرق أو الشروع في الغرق.
  4. انسداد مجرى الهواء (نتيجة جسم غريب أو خناق طوق ضيق).
  5. العدوى الشديدة (مثل التهاب الرئة البكتيري أو الفيروسي).
  6. التسمم الدوائي (مثلاً بتناول أدوية بشرية خطيرة على القطط).
  7. التهاب البنكرياس الحاد أو تعرّض الجسم لصدمة جهازية (SIRS, sepsis).

علامات وأعراض الوذمة الرئوية

تتفاوت شدة الأعراض باختلاف كمية السائل وسرعة تراكمه، لكن من أبرز العلامات التي تستدعي تدخّلًا بيطريًا فوريًا:

  • صعوبة أو سرعة في التنفّس (أكثر من 40 نفسًا في الدقيقة في حالة الراحة).
  • فتح الفم أثناء التنفّس أو إصدار أصوات أزيز.
  • لثة مزرَقة أو شاحبة نتيجة نقص الأكسجين.
  • سعال أو صوت فرقعة عند الشهيق (يُسمَع بالسماعة).
  • خمول شديد، انهيار أو إغماء.
  • انخفاض الشهية وارتفاع درجة الحرارة أحيانًا.

كيف يشخِّص الطبيب البيطري الوذمة الرئوية؟

يعتمد التشخيص على مزيج من التاريخ المرضي والفحص السريري والفحوصات التكميلية:

  • الأشعة السينية: تُظهِر عتامة بيضاء في الرئتين تشير إلى تراكم السوائل.
  • الموجات فوق الصوتية للقلب (الإيكو): للكشف عن أمراض القلب الكامنة.
  • تخطيط القلب الكهربائي (ECG): لاكتشاف اضطرابات النظم.
  • تحاليل الدم: لقياس إنزيمات القلب، وكيمياء الدم، ومستويات الإلكتروليت.
  • قياس ضغط الدم: لأن فرط الضغط الشرياني من عوامل الخطر المهمة.
  • اختبار NT-proBNP: يساعد في التمييز بين الأسباب القلبية وغير القلبية.

خطة العلاج: كيف يُنقذ الطبيب قطك؟

يُعتبَر العلاج الفوري حاسمًا، ويشمل عادةً:

  1. العلاج بالأكسجين: يُوضع القط في قفص أكسجين أو يُزوَّد بالأكسجين عبر قناع.
  2. مدرّات البول (مثل الفوروسيميد): لتقليل السوائل الزائدة.
  3. موسّعات الأوعية (Nitroglycerin، ACE inhibitors): لتقليل الضغط في الأوعية الدموية الرئوية.
  4. المهدئات الخفيفة: لأن القلق يزيد حاجة الجسم للأكسجين.
  5. علاج السبب الأساسي: مثل أدوية القلب، المضادات الحيوية، أو إزالة الجسم الغريب.
  6. التهوية الاصطناعية: في الحالات الحرجة جدًا عند عدم استجابة القط للعلاج الأوّلي.

ملاحظة: الشفط المباشر للسوائل من الرئة غير ممكن، لذلك يعتمد الأطباء على أدوية تُعيد توزيع السوائل أو إخراجها عبر الكلى.

فترة النقاهة والرعاية المنزلية

  • الأدوية المزمنة: قد يحتاج القط إلى مدرّات البول أو أدوية قلب مدى الحياة.
  • الراحة وتقليل التوتر: وفِّر مكانًا هادئًا ودافئًا بعيدًا عن الضوضاء.
  • حمية منخفضة الصوديوم: تُقلّل احتباس السوائل وتحمي القلب.
  • مراقبة عدد الأنفاس: احسب عدد الأنفاس في الدقيقة أثناء النوم. إذا تجاوز 30–40 نفسًا، استشر الطبيب.
  • زيارات متابعة دورية: فحوصات بالأشعة واختبارات دم للتأكد من استقرار الحالة.

التوقعات المستقبلية (Prognosis)

تعتمد نسبة الشفاء على السبب:

  • إذا كان السبب قلبيًا، تبقى الحالة مزمنة وقد تتكرّر النوبات؛ لكن العلاج المُبكِّر يُحسّن الجودة العمرية.
  • في الوذمة غير القلبية، يكون الشفاء كاملًا غالبًا عند إزالة العامل المسبِّب.

تذكّر أن بعض القطط قد تحتاج إلى علاج طارئ أكثر من مرة، لذلك من الضروري الالتزام بخطة المتابعة.

طرق الوقاية وتقليل المخاطر

بينما لا يمكن منع جميع الحالات، تساعد الإجراءات التالية في خفض الاحتمالية:

  • اكتشاف أمراض القلب مبكرًا عبر فحص سنوي لدى الطبيب البيطري.
  • منع القط من قضم الأسلاك أو التعرض للصدمات الكهربائية.
  • إبقاء القطط داخل المنزل أو تحت إشراف لمنع حوادث الغرق أو استنشاق الدخان.
  • إبعاد الأدوية البشرية والمواد السامة عن متناول القطط.
  • علاج أي التهابات أو أمراض جهازية بسرعة.

متى يجب التوجّه إلى الطوارئ؟

إذا لاحظت صعوبة تنفّس واضحة، نفسًا سريعًا متواصلاً، تغيّر لون اللثة إلى الأزرق، أو انهيار القط، فاذهب فورًا إلى أقرب طبيب بيطري طوارئ. كل دقيقة تُحدث فرقًا.

أسئلة شائعة

هل السعال علامة أساسية على الوذمة الرئوية؟

قد يحدث السعال، لكن القطط غالبًا تُظهر صعوبة تنفّس مباشرة دون سعال ملحوظ، بخلاف الكلاب.

هل يمكن معالجة الوذمة الرئوية في المنزل؟

لا. تحتاج الحالة إلى معدات وأدوية طبية متخصصة قد لا تتوافر إلا في مستشفى بيطري.

ما المدة التي يحتاجها القط للتعافي؟

قد تتحسّن العلامات خلال 24–48 ساعة إذا استجاب القط جيدًا، لكن العلاج الدائم يعتمد على السبب الأساسي وقد يستمر مدى الحياة.

الخلاصة

الوذمة الرئوية حالة طارئة خطيرة، لكن التعرّف المبكر على الأعراض والحصول على رعاية بيطرية عاجلة يُنقِذ حياة قطك ويحسّن فرصه في التعافي. احفظ هذا الدليل وشاركه مع كل مُحبّي القطط لتعمّ الفائدة.

المراجع

  1. يينغ شاو. “Emergency Care for Pulmonary Edema in Cats.” , 2022-06-18. www.veterinarypartner.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version