السيلان اللعابي عند الخيول (Slobbers): دليل شامل لفهم المشكلة والتعامل معها

يُعد السيلان اللعابي (أو ما يُعرف بالإنجليزية Slobbers) حالة يفرز فيها الحصان كميات كبيرة من اللعاب المائي أو الرغوي بحيث يبتلّ صدره وأقدامه الأمامية وحتى أرض الحظيرة. على الرغم من أن المشهد قد يبدو مقلقًا لمالك الحصان، فإن المشكلة عادةً ما تكون بسيطة وسهلة الحل بمجرد تحديد السبب المباشر وإزالته.

أبرز النقاط السريعة

  • السبب الأكثر شيوعًا للسيلان اللعابي هو تناول البرسيم أو الفصفصة الملوثة بفطر Rhizoctonia leguminicola الذي يُفرز سمًّا يُدعى سلافامين.
  • تختفي الأعراض عادةً خلال 24–48 ساعة بعد إبعاد الحصان عن مصدر العلف الملوث.
  • من النادر أن يؤدي فرط إفراز اللعاب إلى مضاعفات خطيرة مثل الجفاف أو الاختناق، لكن المراقبة ضرورية.
  • إدارة المراعي وفحص التبن بانتظام هما الخط الدفاعي الأول للوقاية.

ما هو السيلان اللعابي؟

السيلان اللعابي هو استجابة فسيولوجية يحدث فيها تحفيز مفرط للغدد اللعابية، ما يؤدي إلى تدفق اللعاب خارج الفم باستمرار. يترافق ذلك أحيانًا مع رغوة بيضاء خفيفة على شفتي الحصان وقد تتبلل منطقة الصدر والرقبة. لا يُعد اللعاب بذاته خطيرًا، لكن فقدان السوائل والأملاح بكميات كبيرة قد يُسبب جفافًا إذا استمر لفترة طويلة.

معظم حالات السيلان اللعابي حميدة وتختفي سريعًا بعد إزالة العلف الملوث، لكن التشخيص السريع يمنع حدوث مضاعفات.

الأعراض الشائعة

  • سيلان مستمر للعاب المائي أو الرغوي
  • ابتلال شعر الذقن والصدر والأطراف الأمامية
  • انخفاض الشهية أو تردد في تناول العلف الجاف
  • سلوك فرك الفم أو محاولة التخلص من الانزعاج
  • أعراض هضمية خفيفة مثل المغص البسيط أو الإسهال (أقل شيوعًا)
  • في حالات نادرة: ارتفاع طفيف في حرارة الجسم أو خمول عام

الأسباب الرئيسية

بينما قد تتسبب مجموعة من المهيجات الفموية والمواد السامة في السيلان اللعابي، يظل العلف الملوث بالفطر هو السبب الأول. يحدث التلوث غالبًا في مواسم الدفء والرطوبة حين يتعرض البرسيم أو الفصفصة للفطر المعروف شعبيًا باسم الفطر الأسود أو بقعة السوداء. ينتج هذا الفطر مركب سلافامين الذي يستثير الأعصاب المُغذية للغدد اللعابية.

ما هو سم سلافامين؟

سلافامين هو ألكالويد نباتي يعمل على تحفيز مستقبلات الأستيل كولين في الجسم، فيؤدي إلى إفراز لعاب غزير. على الرغم من ارتباطه بالمصطلح سمّ، فإن تأثيره على الحصان يظل موضعيًّا إلى حد كبير ويزول سريعًا بعد التوقف عن تناوله.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الخطوات لتأكيد التشخيص:

  1. التاريخ المرضي والسؤال عن نوع العلف والمراعي المتوفرة للخيول.
  2. الفحص السريري والتركيز على الفم، الأسنان، واللثة للتأكد من عدم وجود تقرحات أو أجسام غريبة.
  3. الفحص المخبري لعينة من العلف أو العشب المشتبه في تلوثه بالفطر.
  4. استبعاد أمراض أخرى قد تؤدي إلى فرط اللعاب مثل التهاب الفم، التسمم بالمعادن الثقيلة، أو أمراض الجهاز العصبي.

خطة العلاج

يُعتبر العلاج في أغلب الحالات بسيطًا ويتمحور حول النقاط التالية:

  • إبعاد الحصان فورًا عن العلف أو الحقل الملوث.
  • توفير مياه شرب نظيفة لتعويض السوائل المفقودة.
  • تقديم علف بديل عالي الجودة مثل التبن الخالي من الفطريات.
  • مراقبة الحصان لساعات عدة للتأكد من توقف السيلان واستعادة الشهية.
  • في الحالات الشديدة جدًا يمكن أن يصف الطبيب البيطري أدوية مضادة للكولين مثل الأتروبين، لكن ذلك نادر.

فترة التعافي والتوقعات

غالبية الخيول تُظهر تحسّنًا واضحًا خلال 24–48 ساعة من إزالة مصدر السم، مع عودة كمية اللعاب للمستوى الطبيعي. لا تُسجل عادةً أي آثار بعيدة المدى أو تلف دائم في الغدد اللعابية.

الوقاية وإدارة المراعي

الوقاية هي الركن الأساسي لتجنّب عودة المشكلة:

  • فحص المراعي دوريًّا والعثور على بقع البرسيم أو الفصفصة ذات البقع السوداء وقطعها أو إبعاد الخيول عنها.
  • قصّ الحقول وحصاد العشب قبل أن يصبح طويلًا ورطبًا، إذ تزيد الرطوبة من فرصة نمو الفطر.
  • تدوير المراعي لمنع ازدحام التربة وإعطاء فرصة للشمس والهواء لتجفيف النباتات.
  • تخزين التبن في مكان جاف جيد التهوية وخالٍ من الرطوبة.
  • التخلص من بالات التبن التي تظهر عليها رائحة عفن أو تغير في اللون.

متى يجب استدعاء الطبيب البيطري؟

إذا استمر السيلان أكثر من يومين بعد إزالة العلف الملوث، أو إذا ظهر على الحصان علامات الخمول الشديد، صعوبة في البلع، أو أعراض عصبية، ينبغي طلب مساعدة بيطرية فورية لتشخيص أعمق واستبعاد مشاكل صحية أخرى.

الأسئلة الشائعة

  1. هل السيلان اللعابي معدٍ بين الخيول؟
    لا، لأنه مرتبط بالمصدر الغذائي وليس بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
  2. هل يمكن للخيول الصغيرة أن تتأثر أكثر من البالغة؟
    الخيول بجميع الأعمار معرضة، لكن الصغار قد يُظهرون علامات جفاف أسرع.
  3. هل تناول العلف الملوث مرة واحدة كافٍ لظهور الأعراض؟
    يعتمد على كمية السم في العلف، لكن في كثير من الحالات يؤدي تناول كمية صغيرة نسبيًا إلى بدء السيلان خلال ساعات.
  4. هل هناك اختبار دم للكشف عن سلافامين؟
    يُجرى التحليل عادةً على النبات نفسه وليس على دم الحصان، لأن السم لا يبقى لفترة طويلة في مجرى الدم.

باختصار، السيلان اللعابي عند الخيول مشكلة شائعة خلال أشهر الربيع والصيف، لكنها سهلة الإدارة والتعافي. يكمن سر النجاح في مراقبة المراعي، توفير علف نظيف، وملاحظة أي تغيّر في سلوك أو لعاب الحصان على الفور.

المراجع

  1. حسن، س.. “التقليل من السيلان اللعابي في الخيول: استراتيجيات فعالة.” , 2021-11-30. www.horsepasture.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version