مرض الخط الأبيض في الخيول: ما يجب أن يعرفه كل مُربٍّ ومالك حصان

يُعدُّ مرض الخط الأبيض من أكثر المشكلات الشائعة التي تصيب الحافر وتؤثر مباشرة على أداء الخيل وصحته العامة. وعلى الرغم من أنّه قد يبدو بسيطًا في بدايته، فإنّ إهماله قد يُفضي إلى تفكك جدار الحافر، والشعور بألم شديد، بل وقد يصل الأمر إلى العرج. في هذا المقال سنأخذك في جولة شاملة نتعرّف خلالها على أسباب المرض، وأعراضه، وطرق التشخيص الحديثة، وأفضل الأساليب العلاجية والوقائية لضمان حافر قوي وصحي.

ما هو مرض الخط الأبيض؟

مرض الخط الأبيض (White Line Disease) هو تدهور تدريجي للمنطقة البيضاء الرقيقة التي تربط جدار الحافر بالحذاء الداخلي (القدم الحقيقية). تحدث الإصابة عندما تتراكم الفطريات أو البكتيريا في هذا الفراغ فتتغذى على الكيراتين، مُسبِّبة فصل الطبقات وانهيار البنية الداعمة للحافر.

أصل التسمية

سُمّي بهذا الاسم لأنّ الخط الأبيض يمثل الحدّ الفاصل بين الجدار الخارجي للحافر والنعلة الداخلية. عند التهابه أو تآكله، يظهر على شكل خط أو منطقة مصفرة إلى رمادية اللون، ما يُسهِّل التعرف عليه بالعين المجرّدة عند الفحص الدوري.

الأعراض والعلامات التحذيرية

  • انفصال واضح أو فجوة بين الجدار الخارجي للحافر والنعلة.
  • تحول لون الخط الأبيض من الأبيض المصفر إلى الرمادي أو الأسود.
  • رائحة كريهة عند تنظيف الحافر.
  • تفتت أو سقوط أجزاء من جدار الحافر عند التقليم.
  • عرج خفيف أو متوسط يزداد مع تقدم الحالة.
  • حساسية وألم عند استخدام المسمار أو الضغط على المنطقة المصابة.

الأسباب وعوامل الخطر

  • البيئة الرطبة: الإقامة في حظائر موحلة أو رطبة تشجّع نمو الفطريات والبكتيريا.
  • نقص العناية بالحوافر: تأخر مواعيد القص والتقليم يزيد من فرص تراكم الأوساخ.
  • إصابات سابقة: أي شقوق أو ثقوب تفتح الطريق للكائنات الدقيقة.
  • التغذية غير المتوازنة: نقص الزنك أو البيوتين يضعف بنية الكيراتين في الحافر.
  • أحذية غير ملائمة: الحدوة الضيّقة أو الطويلة قد تضغط على الخط الأبيض وتحدث شروخًا.

التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري أو البيطار (الفَرّان) على الفحص البصري واللمسي للحافر، بالإضافة إلى:

  1. طرق المطرقة: النقر الخفيف لتحديد أماكن التجويف أو الفراغ.
  2. مسبار الحافر: لاختبار العمق ومدى الانفصال.
  3. الأشعة السينية: للكشف عن مدى تأثر العظام الداخلية في الحالات المتقدمة.

خيارات العلاج

  1. إزالة الأجزاء المصابة (التجريف): يقوم البيطار بإزالة الطبقات المنفصلة حتى الوصول إلى نسيج صحي.
  2. التطهير الموضعي: استخدام محاليل مضادة للفطريات مثل اليود أو كلورهيكسيدين.
  3. الحذاء الداعم (Horseshoe Support): تركيب حدوات خاصة أو لفائف أكريليك لملء الفراغ ودعم الجدار.
  4. المضادات الحيوية أو الفطرية: موضعية أو نظامية عند الحالات الشديدة وعدوى الأنسجة الرخوة.
  5. الراحة والبيئة الجافة: إبقاء الحصان في حظيرة نظيفة وجافة لتسريع التعافي.

خطوات الوقاية والعناية المستمرة

  • تقويم الحوافر دوريًا كل 4–6 أسابيع.
  • الحفاظ على أرضية جافة، مع استخدام نشارة تمتص الرطوبة.
  • توفير تغذية متوازنة غنية بالبيوتين والميثيونين والزنك.
  • فحص الحوافر يوميًا، خاصة بعد التمارين أو تعرضها للماء.
  • استخدام معقمات معتدلة بعد الشطف لمنع تراكم الكائنات الدقيقة.
  • اختيار حدوات تناسب الحافر ولا تضغط على الخط الأبيض.

“الوقاية تبدأ من الحافر؛ فالحافر السليم يعني حصانًا قادرًا على الأداء بثقة.” – د. سامي الحربي، طبيب بيطري مختص بالأمراض العضلية الهيكلية للخيول

أسئلة شائعة (FAQ)

هل يمكن لحصاني الشفاء تمامًا من مرض الخط الأبيض؟

نعم، إذا تم اكتشاف الحالة مبكرًا، واتُّبِعت خطة علاج متكاملة مع بيئة جافة وعناية مستمرة بالحافر.

كم يستغرق العلاج عادة؟

يتراوح من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، حسب عمق الانفصال ومدى الالتهاب.

هل يمكن ركوب الحصان أثناء فترة العلاج؟

يعتمد ذلك على شدة الحالة. في الإصابات الخفيفة قد يُسمح بالتمرين الخفيف، أما في الحالات المتقدمة فيُفضَّل الراحة حتى تلتئم الأنسجة تمامًا.

الخلاصة

مرض الخط الأبيض ليس حُكمًا نهائيًا على قدرة حصانك، بل هو إنذار يستدعي تحركًا سريعًا. بالعناية الدورية، والبيئة النظيفة، والتعاون الوثيق بين المالك والبيطار والطبيب البيطري، يمكنك حماية حافر حصانك واستعادة قوته وحيويته بسرعة.

المراجع

  1. د. عائشة خليل. “أسباب مرض الخط الأبيض وعلاجه.” , 2023-03-22. www.animalhealthnetwork.com


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version