الدليل الشامل للوقاية من البراغيث والقرّاد وعلاجها لدى القطط
لا شيء يفسد أوقات اللعب مع قطّك أسرع من رؤية برغوث يقفز على أريكتك أو العثور على قرّاد متشبث بجلد حيوانك الأليف. هذه الطفيليات الخارجية الصغيرة لا تُسبّب الحكة المزعجة فحسب، بل يمكنها أيضاً نقل أمراض خطيرة لكل من القطط والبشر. في هذا الدليل المفصّل ستتعرّف على كيفية اكتشاف الإصابة مبكراً، وأفضل وسائل الوقاية، وخيارات العلاج المتاحة، بالإضافة إلى نصائح للحفاظ على منزلك خالياً من البراغيث والقرّاد طوال السنة.
لماذا تشكّل البراغيث والقرّاد خطراً على قطّك؟
على الرغم من صغر حجمها، تمتلك البراغيث والقرّاد القدرة على إحداث أضرار صحية كبيرة للقطط. تتغذّى هذه الطفيليات على دم الحيوان، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقر دم حاد، خاصةً لدى القطط الصغيرة أو الضعيفة. إضافةً إلى ذلك، تعمل هذه الحشرات كناقل لأمراض بكتيرية وطُفيلية وفيروسية قد تنتقل إلى القطط وأحياناً إلى البشر.
الأمراض التي يمكن أن تنقلها البراغيث
- الدودة الشريطية (Dipylidium caninum): تنتقل عند ابتلاع القط لبرغوث حامل لليرقات.
- بكتيريا بارتونيلا (Bartonella henselae): المسببة لـ«حمّى خدش القط» لدى البشر.
- التهاب الجلد بالحساسية من لدغات البراغيث: رد فعل تحسّسي شديد تجاه لعاب البرغوث.
الأمراض التي يمكن أن تنقلها القرّاد
- داء لايم: أقل شيوعاً في القطط، لكن القرّاد لا يزال ناقلاً محتملاً.
- Anaplasmosis وEhrlichiosis: عدوى بكتيرية قد تؤدي إلى حمى وخمول وفقدان الشهية.
- Babesiosis: طُفيل يدمّر خلايا الدم الحمراء، مسبباً فقر الدم.
كيف تعرف أن قطّك مصاب؟
يُعد الاكتشاف المبكر أساسياً لتقليل الانزعاج ومنع تكاثر الطفيليات في منزلك. إليك أبرز العلامات:
- حكّ زائد أو عضّ أو لعق متواصل، خصوصاً عند قاعدة الذيل أو خلف الأذنين.
- بقع صلعاء أو تهيّج جلدي واحمرار.
- براز البراغيث «flea dirt»: نقاط سوداء تشبه الفلفل على الجلد أو الفراش.
- رؤية برغوث يقفز أو قرّاد ملتصق بالجلد (افحص منطقة الرأس والعنق والإبطين).
دورة حياة البرغوث والقرّاد: فهم العدو
لمواجهة الطفيليات بفعالية، من المهم فهم دورة حياتها:
- البيضة: تضع أنثى البرغوث ما يصل إلى 50 بيضة يومياً تسقط في البيئة المحيطة.
- اليرقة: تختبئ في الشقوق والسجاد وتتغذى على البقايا العضوية وبراز البراغيث.
- العذراء (الشرنقة): قد تظل كامنة لأسابيع أو أشهر، مقاومةً للمبيدات.
- الحشرة البالغة: تبحث فوراً عن عائل لتتغذى على دمه وتعيد الدورة.
أما القرّاد فيمر بأربعة أطوار (بيضة – يرقة – حورية – بالغة) ويحتاج إلى وجبة دم في كل طور لينتقل إلى الطور التالي.
الوقاية: خط الدفاع الأول
العلاجات الموضعية الشهرية (Spot-On)
تشمل منتجات شائعة مثل Selamectin وFipronil وImidacloprid. تُطبَّق نقطة واحدة على الجلد بين لوحي الكتف لضمان توزيع الدواء عبر الزيوت الجلدية. تمتاز بسهولة الاستخدام وتوفّر حماية تدوم من 30 إلى 90 يوماً بحسب المنتج.
العلاجات الفموية
الحبوب التي تحتوي على مركبات مثل Nitenpyram (فعّال خلال ساعات قليلة لكنه قصير الأمد) أو Spinosad (يوفّر حماية تصل إلى شهر). تُعد خياراً مثالياً للقطط التي لا تتحمل الأدوية الموضعية أو تعيش مع أطفال قد يلمسون موضع الدواء.
الأطواق الوقائية
تُطلق أطواق مثل Flumethrin/Imidacloprid المواد الفعّالة تدريجياً لتوفّر حماية قد تصل إلى ثمانية أشهر. اختر أطواقاً مُعَدّة خصيصاً للقطط؛ فمنتجات الكلاب تحتوي أحياناً على مواد سامة للقطط مثل البرمثرين.
الشامبو والبخاخات ومساحيق الغبار
مفيدة للتخلّص الفوري من الطفيليات، لكنها غالباً ما تتطلّب تكرار الاستخدام ولا توفّر حماية طويلة الأمد بمفردها. يمكن استخدامها كخطوة أولى تليها وسيلة وقائية أطول مفعولاً.
العلاجات الطبيعية: هل هي فعّالة؟
بعض أصحاب القطط يفضّلون الزيوت العطرية أو الخُلَطات العشبية. رغم أنّ اللافندر وسيدار وليمون الأوكاليبتوس تمتلك خصائص طاردة، إلا أن تركيز الزيت العطري قد يكون ساماً للقطط. استشر الطبيب البيطري قبل أي استخدام.
علاج الإصابة القائمة
- علاج القط: ابدأ بحمام باستخدام شامبو قاتل للبراغيث والقرّاد أو قرص فموي سريع المفعول للتخلّص من الحشرات البالغة.
- تنظيف البيئة الداخلية:
- مرّر المكنسة الكهربائية يومياً على السجاد والأثاث، وتخلّص من كيس المكنسة خارج المنزل.
- اغسل فراش القط وأغطية الأثاث بالماء الساخن مرة أسبوعياً.
- استخدم بخّاخات أو ضبوب (Foggers) تحتوي على Insect Growth Regulators مثل S-methoprene.
- معالجة البيئة الخارجية: قَلِّم العشب والشجيرات، واستخدم مبيدات مناسبة أو طفيليات نافعة مثل ديدان النيماتودا لخفض كثافة البراغيث.
اعتبارات السلامة والتحذيرات
- لا تستخدم أبداً منتجات مُعدّة للكلاب على القطط تجنباً للتسمّم بالبيرمثرين.
- التزم بالجرعة والجدول الزمني الموصى بهما؛ الجرعات الزائدة قد تسبّب تقيؤاً أو ارتعاشاً أو حتى نوبات عصبية.
- استشر الطبيب قبل معالجة القطط الحوامل أو المُرضعات أو القطط دون ثمانية أسابيع.
- راقِب أي آثار جانبية: خمول، فقدان شهية، احمرار موضع التقطير، واتصل بطبيبك البيطري عند الشك.
كيفية اختيار المنتج الأنسب لقطتك
يعتمد اختيارك على عوامل مثل عمر القط ووزنه، تاريخه الصحي، نمط حياته (منزلي أو خارجي)، بالإضافة إلى مدى انتشار البراغيث والقرّاد في منطقتك. يساعدك الطبيب البيطري في موازنة الفعالية مع السلامة وتحديد أفضل خيار، وقد يوصي بفحص دم أو جلد إذا شُكّ بوجود مرض ناقل.
أسئلة شائعة
هل تحتاج القطط المنزلية للوقاية؟
نعم. يمكن أن تدخل البراغيث والقرّاد إلى المنزل عبر الكلاب أو البشر أو القوارض. الوقاية المنتظمة تحمي قطك وتمنع تكاثر الطفيليات في منزلك.
كم مرة يجب معالجة منزلي؟
خلال تفشّي البراغيث، قم بالتنظيف العميق (كنس وغسل) مرة إلى مرتين أسبوعياً لمدة شهر على الأقل بعد آخر برغوث حيّ تمت رؤيته لضمان القضاء على جميع الأطوار.
هل يمكنني تحميم قطتي بعد العلاج الموضعي؟
انتظر 48 ساعة بعد التطبيق للسماح بامتصاص الدواء بالكامل. استخدام شامبو قوي أو ممارسة السباحة قبل هذا الوقت قد يقلل فعالية المنتج.
متى أتوقع اختفاء الحكة بعد العلاج؟
عادةً ما يتوقف الحك خلال أيام قليلة، لكن تهيّج الجلد قد يستغرق أسبوعين للشفاء الكامل، خاصةً إذا كان القط يعاني من حساسية لعاب البرغوث.
خلاصة: الوقاية المنتظمة مع المتابعة البيطرية هي أفضل إستراتيجية لتجنب المتاعب الصحية والخسائر المادية التي تتسبّب بها البراغيث والقرّاد. استثمر بضعة دقائق شهرياً لتحافظ على صحة قطك وسلامة منزلك.
المراجع
- الباحثون في علوم الحيوانات. “الأخطار الصحية الناجمة عن البراغيث والقراد.” , 2023-01-11. www.animalresearch.org