ما هو داء الديدان القلبية؟

داء الديدان القلبية (Dirofilaria immitis) هو إصابة طفيلية تنتقل عن طريق البعوض، حيث تستقر الديدان البالغة في القلب والشرايين الرئوية للكلب، ما يؤدي إلى التهابات شديدة وفشل قلبي أو رئوي إذا تُركت دون علاج.

كيف تنتقل العدوى؟

عندما تلدغ بعوضة مُصابة كلبًا سليمًا، تُطلق يرقات الدودة القلبية تحت جلد الكلب. تنمو هذه اليرقات على مدار ستة أشهر تقريبًا لتصبح ديدانًا بالغة تستقر في القلب والرئتين، مسببة أضرارًا جسيمة.

علامات الإصابة بديدان القلب

• سعال جاف أو متقطع
• الخمول وعدم تحمل التمارين
• فقدان الوزن وفشل في النمو
• صعوبة التنفس أو تسارع الأنفاس
• انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل (في الحالات المتقدمة)

قد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، لذا يُوصى بإجراء فحوص دورية حتى للكلاب التي تبدو سليمة.

تشخيص ديدان القلب

يعتمد التشخيص على مجموعة من الاختبارات، منها:

1. اختبار الأجسام المضادة (Antigen Test): يكشف بروتينات الديدان البالغة في عينة دم.
2. اختبار الميكروفيلاريا: يبحث عن اليرقات في مجرى الدم.
3. الأشعة السينية/الموجات فوق الصوتية: لتقييم حجم القلب وحالة الرئتين.
4. تحاليل دم إضافية: لفحص وظائف الكبد والكلى قبل بدء العلاج.

خطة العلاج المعيارية (توصيات جمعية داء الديدان القلبية الأمريكية)

يعتمد العلاج القياسي المُوصى به على ثلاث مراحل أساسية تمتد عادة إلى ثلاثة أشهر تقريبًا:

1. مرحلة التحضير (اليوم 0–60)

• إعطاء دوكسيسيكلين لمدة 28 يومًا للقضاء على بكتيريا Wolbachia التي تعيش داخل الديدان القلبية.
• جرعة شهرية من أحد أدوية الوقاية (ماكروسايكلِك لاكتون) لقتل الميكروفيلاريا واليرقات الصغيرة.
• تقييد النشاط البدني للكلب منذ لحظة التشخيص للحد من مخاطر الجلطات.

2. مرحلة حقن الميلارسومين (Immiticide®)

يُستخدم الدواء السام للديدان البالغة كما يلي:

1. حقنة واحدة في اليوم 60 (العضلة القَطَنِيّة).
2. حقنتان إضافيتان في اليومين 90 و91، بفاصل 24 ساعة.

قد يبقى الكلب تحت الملاحظة بالمستشفى بعد كل حقنة للتأكد من عدم حدوث مضاعفات حادة.

3. فترة النقاهة والراحة الصارمة

بعد قتل الديدان، تبدأ بقاياها في التحلل داخل أوعية الرئتين، ما قد يسبب انسدادًا أو التهابًا. لذلك تُعد الراحة الصارمة ومنع أي مجهود بدني عنيف لمدة 6–8 أسابيع أمرًا حاسمًا.

الأدوية والمكملات المساندة

• الستيرويدات (مثل البريدنيزون): لتقليل الالتهابات الرئوية بعد الحقن.
• مضادات الهيستامين: لمعالجة التفاعلات التحسسية.
• مسكنات الألم: خاصة عند وجود ألم في موقع الحقن.
• أدوية وقائية شهرية: تُواصل مدى الحياة لمنع إعادة العدوى.

الطرق البديلة ولماذا تُعد أقل كفاءة

قد يقترح البعض ما يُعرف بطريقة “القتل البطيء” التي تعتمد على الجرعات الشهرية فقط من أدوية الوقاية. رغم أنها تُقلل عدد الديدان تدريجيًا، إلا أنها:

1. تستغرق سنوات عدة لقتل جميع الديدان البالغة.
2. تُطيل فترة الضرر الذي تُحدثه الديدان في القلب والرئتين.
3. قد تُسهم في تطوّر مقاومة للأدوية.

لذلك لا تُفضَّل إلا إذا كان الميلارسومين غير متاح أو الكلب غير قادر على تحمّل العلاج المعياري.

المتابعة وإعادة الفحص

بعد ستة أشهر من آخر جرعة ميلارسومين، يُعاد اختبار المستضدات والميكروفيلاريا للتأكد من القضاء التام على العدوى. وفي حال ظهور نتائج إيجابية، قد يلزم تكرار العلاج.

المضاعفات المحتملة وكيفية إدارتها

• سعال حاد أو دموي
• ارتفاع درجة الحرارة
• ضيق تنفس مفاجئ
• انسداد وعائي رئوي (في الحالات الشديدة)

أي من هذه العلامات يستدعي مراجعة بيطرية فورية.

«تشير جمعية داء الديدان القلبية الأمريكية إلى أن 100٪ تقريبًا من الكلاب يمكن إنقاذها إذا تم تشخيصها وعلاجها وفق البروتوكول الموصى به مع الالتزام بتقييد النشاط البدني.»

الوقاية: الخيار الأسهل والأرخص

يظل الوقاية الشهرية هي الإستراتيجية الأكثر أمانًا وفعالية. تتوفر الأدوية في صورة أقراص مضغية، قطرات موضعية، أو حقن طويلة المفعول بجرعة نصف سنوية أو سنوية حسب التوصية.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن تنتقل الديدان القلبية من كلبي إلى البشر؟

نادرًا ما تصيب الديدان القلبية البشر، وتبقى الحالات المسجلة محدودة للغاية.

ماذا لو فاتتني جرعة الوقاية الشهرية؟

استشر الطبيب البيطري فورًا، فقد تحتاج إلى إعادة الاختبار بعد ستة أشهر للتأكد من عدم الإصابة.

هل كل الكلاب بحاجة إلى الوقاية؟

نعم، حتى الكلاب المنزلية التي لا تخرج كثيرًا؛ لأن البعوض قادر على دخول المنازل.

خاتمة

علاج ديدان القلب في الكلاب رحلة طويلة لكنها ناجحة مع الالتزام بالبروتوكول الطبي الدقيق. ومع ذلك، تظل الوقاية الشهرية أبسط وأقل تكلفة وأكثر أمانًا لكلبك. إذا كانت لديك أي مخاوف أو تساؤلات، فلا تتردد في استشارة الطبيب البيطري للحصول على خطة مناسبة لكلبك.