التهاب كُبيبات الكلى عند خنازير غينيا
يُعتبر التهاب كُبيبات الكلى (Glomerulonephritis) أحد أخطر مشكلات الكلى التي قد تُصيب خنزير غينيا، إذ يؤدي إلى تلف بنية الكبيبات المسؤولة عن ترشيح الدم وإنتاج البول. تلف هذه البُنى الدقيقة يُسبب تسرّب البروتين وخلايا الدم إلى البول، الأمر الذي يُضعف وظيفة الكلى تدريجيًا ويُهدّد حياة الحيوان إذا تُرِك دون علاج.

ما هو التهاب كُبيبات الكلى؟
التهاب كُبيبات الكلى هو حالة التهابية تُصيب وحدات الفلترة الأساسية داخل الكلية والتي تُسمَّى «الكبيبات». عند الالتهاب، تتراكم مركّبات مناعية أو رواسب بروتينية داخل هذه الكبيبات، ما يُؤدي إلى:
- انخفاض قدرة الكلية على تنقية الدم من الفضلات.
- فقدان البروتين عبر البول (Proteinuria).
- احتباس السوائل في الجسم مُسببًا تورم الأطراف أو البطن.
أهمية الكلى لخنازير غينيا
تعمل الكلى عند خنازير غينيا على:
- الحفاظ على توازن السوائل والأملاح.
- تنظيم ضغط الدم.
- إزالة السموم والفضلات الناتجة عن الأيض.
- إنتاج هرمونات مُهمّة لتكوين خلايا الدم الحمراء.
وأي خلل في هذه الوظائف قد يُعرّض خنزير غينيا للجفاف، التسمم، وفقر الدم.

الأعراض والعلامات التحذيرية
أعراض ظاهرية يمكن ملاحظتها في المنزل
- فقدان الوزن أو النحافة المفاجئة.
- نقص الشهية أو رفض الطعام المفضل.
- شرب كمية أكبر من المعتاد من الماء (عطش مُفرِط).
- تبول متكرر أو بالعكس قلة التبول.
- بول عكر، رغوي أو مُدمّى.
- خمول أو قلة حركة.
أعراض مُتقدمة تستدعي تدخلاً بيطريًا عاجلاً
- تورّم الأطراف أو انتفاخ البطن (الوذمة).
- صعوبة في التنفس بسبب تراكم السوائل حول الرئتين.
- تشنجات أو فقدان اتزان.
- اصفرار الأغشية المخاطية (يرقان) في حال تدهور وظائف الكبد أو فقر الدم الشديد.

الأسباب وعوامل الخطر
غالبًا ما يرتبط التهاب كُبيبات الكلى عند خنازير غينيا بأحد العوامل التالية:
- العدوى البكتيرية المزمنة (مثل Streptococcus أو E. coli) التي تُحرّض الجهاز المناعي على تكوين أجسام مضادة تترسّب في الكبيبات.
- التهابات فيروسية أو طفيلية طويلة الأمد تؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة.
- فرط ضغط الدم غير المُشخَّص، ما يزيد إجهاد الكبيبات.
- التسمم بالأدوية أو الأغذية (مثل بعض المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية عند إعطائها بجرعات عالية).
- أمراض مناعية ذاتية نادرة ولكنها واردة.
كيف يشخّص الطبيب البيطري الحالة؟
يستند التشخيص إلى مجموعة خطوات تكاملية:
- التاريخ المرضي المفصَّل: يشمل تغيّرات الحمية، الأدوية المستخدمة، أو أي عدوى حديثة.
- الفحص السريري: قياس الوزن، فحص الأغشية المخاطية، جسّ البطن، الاستماع إلى القلب والرئتين.
- تحليل البول: للكشف عن البروتين، خلايا الدم الحمراء، ونسبة الجاذبية النوعية.
- تحاليل الدم: لتقدير مستويات BUN، الكرياتينين، والألبومين.
- الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية: لتقييم حجم وشكل الكلى واكتشاف وجود سوائل حرة.
- خزعة الكلى: تُؤخذ عيّنة نسيجية صغيرة عند الحاجة لتأكيد نوع الالتهاب واستبعاده عن أمراض أخرى.

خطة العلاج والرعاية الطبية
علاج السبب الرئيسي
يبدأ الطبيب بمُعالجة العدوى الكامنة (إن وجدت) باستخدام المضادات الحيوية الملائمة واختبارات الحساسية. كما قد تُعطى أدوية مُضادة للطفيليات أو أدوية تقلل نشاط الجهاز المناعي في الحالات المناعية.
دعم وظائف الكلى
- محاليل وريدية أو تحت الجلد لتعويض السوائل وتصحيح الكهارل.
- أدوية مدرة للبول لتقليل احتباس السوائل.
- مثبطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) أو أدوية خافضة للضغط لحماية الكبيبات.
- نظام غذائي منخفض البروتين والصوديوم لتقليل العبء على الكلى.
- مُكملات الأحماض الدهنية أوميغا-3 لتقليل الالتهاب وتحسين تدفّق الدم الكلوي.
الرعاية المنزلية والمتابعة الطويلة الأمد
بعد الخروج من العيادة، يقع على المالك دور كبير في إنجاح خطة العلاج:
- الالتزام بإعطاء الأدوية في مواعيدها وبجرعات دقيقة.
- توفير طعام بجودة عالية وخضروات طازجة غنية بفيتامين C بحصص مناسبة.
- قياس وزن الحيوان أسبوعيًا لمراقبة أي فقدان جديدة.
- الحفاظ على قفص نظيف وجاف لتقليل خطر العدوى.
- إجراء زيارات متابعة دورية لإعادة فحص الدم والبول حسب توصيات الطبيب.
سبل الوقاية والمحافظة على صحة الكلى
الوقاية تُقلل احتمال الإصابة أو تُبطئ تقدم المرض في حال ظهرت بوادره:
- تنظيف القفص وتعقيم الأوعية بانتظام.
- تقديم ماء نظيف ومفلتر وتجديده يوميًا.
- تجنّب إعطاء أدوية بشرية أو بيطرية دون استشارة متخصصة.
- مراقبة البول لأي تغيّر في اللون أو الرائحة.
- توفير حمية متوازنة غنية بالألياف وقليلة السكريات.
الأسئلة الشائعة
هل التهاب كُبيبات الكلى معدٍ لخنازير غينيا الأخرى؟
المرض نفسه غير معدٍ، لكن إذا كان سببه الأساسي عدوى بكتيرية أو فيروسية، يمكن أن تنتقل العدوى وليس الالتهاب بحد ذاته. لذلك يُفضَّل عزل الحيوان المريض حتى يتعافى.
هل يمكن الشفاء التام من المرض؟
يتوقف ذلك على شدة التلف الحاصل في الكبيبات والسبب الرئيسي. الاكتشاف والعلاج المُبكّر يُحسِّن فرص النجاة ويحافظ على جودة حياة جيدة.
كيف أُلاحظ تدهور الحالة مبكرًا؟
راقب الشهية، الوزن، كمية الماء والبول، وتحقق دوريًا من لون البول. أي تغيّر ملحوظ يستدعي زيارة الطبيب فورًا.
تنبيه: هذه المعلومات لأغراض تثقيفية ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.
المراجع
- فاطمة السليمان. “التهاب كُبيبات الكلى: الأعراض والعلاج.” , 2019-03-24. www.frontiersin.org
- ريم العبدالله. “العناية بخنازير غينيا المصابة بأمراض الكلى.” , 2023-02-17. www.semanticscholar.org