التهاب النسيج الدهني عند القطط: الدليل الشامل للأعراض، الأسباب، وخيارات العلاج

يُعد التهاب النسيج الدهني (Panniculitis) حالة التهابية نادرة تصيب الطبقة الدهنية الموجودة أسفل جلد القط، وتظهر عادةً في صورة عُقد أو كُتل لينة قد تتقرّح أو تفرز سائلًا زيتيًّا مدمّى. ورغم ندرتها، فإن فهم هذه الحالة والتعامل معها بسرعة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة قطك وجودة حياته.

ما هو التهاب النسيج الدهني؟

يشير التهاب النسيج الدهني إلى التهاب يصيب النسيج الشحمي تحت الجلد، ما يؤدي إلى تكسّر الخلايا الدهنية وتشكّل تفاعل التهابي حولها. قد يكون هذا الالتهاب موضعيًّا (عقدة واحدة) أو متعدد البؤر (عدة عُقد موزّعة في أنحاء الجسم).

أهم الحقائق باختصار

  • حالة جلدية نادرة ولكنها قد تتفاقم بسرعة.
  • الأسباب متعددة: معدية، مناعية، أو نتيجة صدمة مباشرة.
  • التشخيص يتطلب خزعة أو فحص بالإبرة الرفيعة.
  • العلاج يعتمد على السبب الأساسي ويشمل الجراحة، المضادات الحيوية، أو الأدوية المثبطة للمناعة.

الأعراض والعلامات التحذيرية

يمكن أن تختلف التظاهرات السريرية حسب عدد العُقد ومكانها، لكن أكثر الأعراض شيوعًا تشمل:

  1. ظهور عُقد أو كُتل ناعمة وغير مؤلمة في البداية تحت الجلد.
  2. تقَرُّح الكتلة مع خروج سائل زيتي مُدمّى أو مُصفر.
  3. حُمّى خفيفة إلى متوسطة.
  4. خمول وفقدان للشهية، وقد يتبع ذلك فقدان وزن تدريجي.
  5. ألم موضعي عند لمس المنطقة الملتهبة خاصة عند تطور الحالة.

تنبيه: أي كتلة جلدية تُفرز سائلًا أو تكبر بسرعة تستدعي زيارة فورية للطبيب البيطري لتجنّب المضاعفات الخطيرة.

الأسباب والعوامل المساهمة

عادةً ما يظهر التهاب النسيج الدهني نتيجة سبب واحد أو اجتماع عدد من العوامل التالية:

1. العدوى الميكروبية

  • البكتيريا: خاصة Nocardia أو Mycobacteria.
  • الفطريات: مثل Blastomyces أو Coccidioides.
  • الطحالب: إصابات نادرة ولكنها محتملة.

2. الأجسام الغريبة والرضوض

يمكن لشوكة نباتية، أو شظية خشب، أو حتى جرح عضلي عميق أن يؤدي إلى التهاب ثانوي في النسيج الدهني.

3. أمراض مناعية ذاتية

تستهدف المناعة الذاتية أحيانًا الأنسجة الدهنية، مُسبِّبة تفاعلًا التهابيًّا متكررًا دون سبب خارجي واضح.

4. اضطرابات البنكرياس

التهاب البنكرياس قد ينتج عنه إنزيمات تتسرب وتدمر الخلايا الدهنية، وهي حالة تُعرف بـ «التهاب النسيج الدهني البنكرياسي».

5. نقص فيتامين (هـ)

فيتامين (هـ) من مضادات الأكسدة الضرورية لحماية الخلايا الدهنية؛ نقصه قد يجعلها عُرضة للتلف.

6. التفاعلات الدوائية

بعض الأدوية (مثل مثبطات المناعة طويلة الأمد) قد تهيّئ الأنسجة للإصابة بهذا الالتهاب.

كيفية التشخيص

يبدأ الطبيب البيطري بالفحص السريري الكامل، ثم يختار واحدة أو أكثر من الوسائل التالية:

  • الرشف بالإبرة الرفيعة (Fine Needle Aspiration) لتحليل محتوى الكتلة.
  • الخزعة الجلدية مع فحص هيستوباثولوجي للتأكد من نمط الالتهاب واستبعاد الأورام.
  • زراعة ميكروبية من السائل المتسرّب لتحديد العامل المسبب.
  • تحاليل دم شاملة لمتابعة مؤشرات الالتهاب ووظائف الأعضاء.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للبحث عن صدمات أو أمراض بنكرياس كامنة.

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد العلاج على السبب الأساسي وحالة القط العامة:

1. التدخل الجراحي

يُفضَّل استئصال العقدة بالكامل جراحيًّا إذا كانت منفردة وسهل الوصول إليها.

2. العلاج بالمضادات الحيوية أو مضادات الفطريات

يُستخدم حين تؤكد الفحوصات وجود عدوى. قد يستمر العلاج من 4 إلى 12 أسبوعًا أو أكثر حسب شدة الحالة.

3. مثبطات المناعة والكورتيكوستيرويدات

في حالات المناعة الذاتية، يُوصف بريدنيزولون أو سيكلوسبورين لتخفيف الالتهاب ومنع تكوّن عُقد جديدة.

4. الدعم الغذائي والمكملات

  • إضافة أطعمة غنية بفيتامين (هـ) أو مكملات موصوفة بيطريًّا.
  • توفير غذاء متوازن عالي الجودة لتعزيز المناعة.

الرعاية المنزلية والمتابعة

  1. مراقبة مكان الجراحة أو العُقد القديمة يوميًّا لرصد التورم أو الإفراز.
  2. الالتزام الكامل بخطة المضادات الحيوية أو الستيرويدات حتى نهايتها.
  3. زيارة الطبيب البيطري بانتظام لمراجعة الجرعات وإجراء الفحوصات الدورية.
  4. استخدام طوق الحماية (الكون) لمنع القط من لعق الجروح في فترة التعافي.

الوقاية وتقليل مخاطر الإصابة

رغم عدم وجود وسيلة مضمونة للوقاية، يمكن تقليص احتمالات الإصابة عبر:

  • علاج أي جروح أو خُدوش صغيرة فور حدوثها لمنع العدوى.
  • تقديم غذاء متوازن يحتوي على مضادات أكسدة وفيتامين (هـ).
  • إبعاد القط عن البيئات الخطرة المليئة بالشوك أو الأجسام الحادة.
  • متابعة التطعيمات والفحوص الدورية لاكتشاف المشكلات الصحية مبكرًا.

أسئلة شائعة

هل التهاب النسيج الدهني مُعدٍ للقطط الأخرى أو للبشر؟

غالبية الحالات غير معدية. ومع ذلك، إن كان السبب عدوى بكتيرية أو فطرية، فقد تنتقل إلى القطط الأخرى عبر الجروح المفتوحة. انتقالها إلى البشر نادر جدًا.

كم من الوقت يستغرق التعافي التام؟

يعتمد على السبب ومدى انتشار الالتهاب؛ قد يتراوح بين بضعة أسابيع إلى عدة أشهر.

هل تعود العُقد للظهور بعد العلاج؟

يمكن أن تتكرر في الحالات المناعية الذاتية. المراجعة الدورية والتدخل المبكر يقلل من معدل النكس.


تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض توعوية فقط، ولا تغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.

المراجع

  1. د. وليد حسان. “التهاب النسيج الدهني عند القطط..” , 2021-05-15. www.animalhealthcare.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version