التهاب الكلى عند الخيول: ما هو ولماذا يحدث؟

تُعد الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الحصان؛ فهي مسؤولة عن ترشيح الدم، وضبط توازن الماء والأملاح، وإخراج الفضلات الأيضية عبر البول. عندما تلتهب الكلى – وهي حالة تُعرف طبيًّا باسم التهاب الكلى (Nephritis) – تبدأ وظائفها في التدهور تدريجيًّا، ما قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد أو مزمن إذا لم يُشخص ويُعالج سريعًا.

لمحة عن وظائف الكلى في جسم الحصان

قبل الخوض في أسباب التهاب الكلى، يجدر فهم الدور الذي تؤديه الكلى:

  • تنقية الدم من السموم والفضلات النيتروجينية (اليوريا، الكرياتينين).
  • الحفاظ على توازن السوائل والشوارد (الصوديوم، البوتاسيوم، الكلوريد).
  • تنظيم ضغط الدم عبر التحكم بحجم الدم وإفراز الرينين.
  • المساهمة في إنتاج كريات الدم الحمراء من خلال إفراز الإريثروبويتين.
  • المساعدة على ضبط حموضة الدم والحفاظ على درجة الـpH المثالية.

أنواع التهاب الكلى

١. التهاب الكبيبات (Glomerulonephritis)

يؤثر هذا النوع في الوحدات الترشيحية الأولى (الكبيبات)، وغالبًا ما يكون ذا منشأ مناعي؛ إذ تُهاجم الأجسام المضادة الكبيبات بسبب عدوى سابقة بالستربتوكوكاس أو اضطرابات مناعية أخرى.

٢. التهاب الأنسجة الخلالية أو النبيبي الخلالي (Tubulointerstitial Nephritis)

يُصيب الأنابيب الكلوية والأنسجة المحيطة بها، وينجم عادةً عن عدوى بكتيرية صاعدة (مثل التهاب الكلى والحويضة)، أو عن سمّية دوائية، أو حتى عن نقص تروية دموية خلال الجفاف الحاد.

الأعراض والعلامات السريرية

قد تختلف شدة الأعراض بحسب مدى الالتهاب وسرعته، إلا أن معظم الخيول تُظهر واحدًا أو أكثر من العلامات التالية:

  • فقدان الشهية وفقدان الوزن التدريجي.
  • خمول شديد وانخفاض الأداء الرياضي.
  • تكرار التبول أو العطش الزائد.
  • تورم الأطراف السفلى أو وذمة تحت الفك.
  • شحوب الأغشية المخاطية أو اصفرارها.
  • آلام مغصية خفيفة بسبب تمدد محفظة الكلية.
  • تغيّر لون البول (أحمر، بني، أو مع رغوة زائدة نتيجة البروتين).
  • قرحات فموية ورائحة أمونيا نفاثة من الفم في الحالات المتقدمة.

الأسباب وعوامل الخطر

رُصدت عدة آليات مرضية قد تؤدي إلى التهاب الكلى عند الخيول:

  1. العدوى البكتيرية: خاصةً Streptococcus equi، Escherichia coli، أو Actinobacillus.
  2. العدوى الفيروسية: مثل الإنتانات التي تؤدي إلى متلازمات مناعية لاحقة.
  3. العقاقير السامة للكلية: الاستخدام المطوَّل لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (الفينيلبيوتازون، الفلونكسين)، أو جرعات عالية من الأمينوغليكوزيدات (الجنتامايسين، الأمكاسين).
  4. السموم النباتية والمعادن الثقيلة: مثل الرصاص والزرنيخ.
  5. الإقفار (نقص التروية): الناتج عن جفاف شديد أو صدمة نزفية.
  6. اضطرابات مناعية: حيث تترسب معقّدات مناعية في الكبيبات.

كيف يُشخَّص التهاب الكلى؟

يبدأ الطبيب البيطري بأخذ التاريخ المرضي الكامل، ثم يجري الفحص السريري، ويعتمد على أدوات تشخيصية مُدَرَجة زمنيًّا:

  1. فحوص الدم الكاملة (CBC) وكيمياء الدم لتقييم اليوريا والكرياتينين والإلكتروليتات.
  2. تحليل البول للكشف عن البروتين، وخلايا الدم، والأسطوانات الخلوية.
  3. فحص النسبة بين البروتين والكرياتينين في البول (UPC).
  4. فحص الموجات فوق الصوتية للكليتين لتقييم الحجم والبنية والكشف عن الحصيات أو الخراجات.
  5. زرع البول واختبار الحساسية في حال الشك بعدوى بكتيرية.
  6. أخذ خزعة كلوية للتأكد من نوع الالتهاب إذا تعذر الوصول لتشخيص قاطع.

خيارات العلاج

١. العلاج الداعم

  • إعطاء سوائل وريدية متوازنة لتعويض الجفاف وتصحيح اضطرابات الشوارد.
  • إضافة بيكربونات في حال وجود حُماض استقلابي شديد.
  • استخدام مدرات البول (فوروسيميد) بحذر لتحفيز الإدرار.
  • مراقبة مدخلات ومخرجات السوائل على مدار الساعة.

٢. علاج السبب الجذري

  • المضادات الحيوية واسعة الطيف ريثما تصدر نتائج الزرع، ثم تُعدَّل وفق اختبار الحساسية.
  • الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات المناعة في حالات التهاب الكبيبات ذات المنشأ المناعي.
  • التوقف الفوري عن الأدوية السامّة للكلية واستبدالها بخيارات أكثر أمانًا.
  • الغسيل الدموي (Dialysis) في حالات الفشل الكلوي الحاد غير المستجيب، وإن كان نادر التطبيق في الخيول.

التغذية والرعاية المنزلية

يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًّا في دعم الكلى المتعبة. يُوصى بما يلي:

  • توفير مياه عذبة على مدار الساعة لتشجيع الشرب.
  • تقليل الأعلاف الغنية بالبروتين والكالسيوم (كالفصفصة) واستبدالها بالتبن العشبي عالي الجودة.
  • إضافة دبس السكر أو المنكهات الطبيعية لزيادة palatability إذا قلّت شهية الحصان.
  • مراقبة وزن الحصان أسبوعيًّا وضبط الحصص وفقًا لذلك.

بعد الخروج من المستشفى، يحتاج المريض إلى:

  1. مراجعات شهرية لتحليل الدم والبول أول ٦ أشهر.
  2. تعديل الجرعات الدوائية بناءً على اختبارات المتابعة.
  3. الابتعاد عن التمارين المجهدة حتى يثبت استقرار مؤشرات الكلية.

الوقاية: درهم وقاية خير من قنطار علاج

  • تجنّب الاستخدام العشوائي لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • توفير الظل والماء الكافي لمنع حالات الجفاف في الصيف.
  • التعامل السريع مع أي عدوى تنفسية أو جلدية لمنع الانتشار الدموي للبكتيريا.
  • عزل الخيول المصابة ريثما تنتهي فترة العلاج لتقليل العدوى المتقاطعة.
  • إجراء فحوص دورية للكلى لدى الخيول المسنّة أو التي تتلقى دواءً طويل الأمد.

تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال تعليمية، ولا تغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص عند ظهور أي علامات مرضية.

أسئلة شائعة

هل يمكن للحصان أن يعود إلى نشاطه الرياضي بعد الإصابة بالتهاب الكلى؟

يتوقف ذلك على درجة الضرر الكلوي واستجابة الحصان للعلاج. في الحالات الخفيفة والمُشخَّصة مبكرًا، يمكن استعادة النشاط تدريجيًّا بعد أشهر مع متابعة طبية صارمة.

ما متوسط تكلفة علاج التهاب الكلى؟

تختلف التكاليف بحسب شدة الحالة، ومدى الحاجة إلى سوائل وريدية مطوَّلة، أو غسيل دموي، أو استشفاء داخلي. عمومًا، قد تتراوح من مئات إلى بضعة آلاف من الدولارات.

هل هناك سلالات أكثر عرضة للإصابة؟

لا يوجد دليل قاطع على استعداد وراثي محدد، لكن الخيول المشاركة في السباقات أو العمل الشاق أكثر عرضة للإجهاد والجفاف، وبالتالي أكثر عُرضة لمشكلات الكلى.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version