التهاب الحافر (الفاوندر) عند الخيول: دليل شامل للوقاية والعلاج
يُعد التهاب الحافر – المعروف شعبياً باسم «الفاوندر» – من أكثر الحالات الطارئة شيوعاً وخطورة لدى الخيول. ورغم أن المرض قد يبدو محصوراً في القدم، إلا أن تبعاته تمتد لتؤثر في حياة الحصان بالكامل، بدءاً من أداء العمل والرياضة وصولاً إلى جودة الحياة على المدى الطويل. يستعرض هذا الدليل كل ما تحتاج معرفته عن المرض، من أسبابه وعلاماته المبكرة إلى أحدث طرق العلاج والوقاية.
ما هو التهاب الحافر؟
التهاب الحافر هو التهاب مؤلم يصيب الصفائح الحساسة (اللامينات) التي تثبِّت العظم الداخلي للحافر (العظم القُرابي) بجدار الحافر الصلب. عند حدوث الالتهاب، يضعف هذا الارتباط وقد يؤدي ذلك إلى دوران أو غرق العظم داخل الحافر، وهي حالة تُسمّى «فاوندر» وتُعد طارئة تهدد حياة الحصان.
البنية التشريحية للحافر ولماذا تُصاب بالتهاب
يتميز الحافر ببنية معقدة تضم:
- جدار الحافر: الطبقة الصلبة الخارجية التي تتحمّل معظم الوزن.
- الصفائح الحساسة (اللامينات): أنسجة غنية بالأعصاب والأوعية الدموية تثبّت العظم الداخلي بالجدار.
- العظم القُرابي (Coffin Bone): عظم أساسي داخل الحافر يحدد شكله ويستقبل الضغط.
- الضفدع (Frog) والنعُل (Sole): أجزاء لينة تمتص الصدمات وتساعد على دوران الدم داخل القدم.
عندما تلتهب اللامينات تتأثر الدورة الدموية الدقيقة ويختل التحامها بالجدار، ما يسبب ألماً شديداً واضطراباً في توزيع الوزن.
الأسباب الشائعة لالتهاب الحافر
- اختلالات هرمونية: متلازمة الأيض عند الخيول (EMS) وداء كوشينغ (PPID).
- تغذية غير متوازنة: فرط تناول الحبوب أو مراعي غنية بالسكريات خصوصاً في الربيع.
- اضطرابات جهازية: حالات الإنتان الشديد (Sepsis)، المغص، أو احتباس المشيمة لدى الأفراس.
- العوامل الميكانيكية: الحمل الزائد على أحد الأطراف بعد إصابة في الطرف المقابل.
- السمنة وقلة الحركة: تزيد خطر الالتهاب عبر الضغط المستمر على الحافر وتفاقم اضطراب الأيض.
علامات وأعراض يجب الانتباه لها
- عرج مفاجئ أو صعوبة في المشي، خاصة على الأرض الصلبة.
- وقوف الحصان بوضعية «السيخ»؛ يمدّ أطرافه الأمامية للأمام لخفض الضغط.
- حرارة ملحوظة في جدار الحافر أو ضربة نابضة قوية في الشريان الرقمي.
- رفض رفع القدم أو رفعها لمدة طويلة بسبب الألم.
- تغيرات في شكل الحافر مع مرور الوقت مثل الأثلام الأفقية.
كيفية التشخيص
التشخيص المبكر هو مفتاح الحد من الضرر. غالباً ما يستخدم الطبيب البيطري الخطوات التالية:
«كل ساعة تُهدر قبل بدء العلاج تُضاعف خطر دوران العظم القُرابي» – مقولة شائعة بين الأطباء البيطريين.
- الفحص السريري: تقييم طريقة المشي، الحرارة، والنبض الرقمي.
- اختبارات حساسية: استخدام مُختبر الحافر (Hoof Tester) لتحديد مواضع الألم.
- الأشعة السينية: لتقييم دوران أو غرق العظم القُرابي وقياس زاويته بدقة.
- تحاليل الدم: للكشف عن اضطرابات هرمونية أو التهابية كامنة.
خيارات العلاج الفوري
يجب التعامل مع التهاب الحافر كحالة طبية طارئة:
- تبريد القدم (Cryotherapy): وضع الحوافر في ماء مثلج أو أحذية ثلجية لمدة 48 ساعة يقلل الالتهاب.
- مسكنات ألم ومضادات التهاب (NSAIDs): مثل الفينيلبوتازون أو الفلونكسين.
- دعم الحافر: باستخدام أحذية علاجية، وسائد ناعمة، أو حشوات سيليكون.
- تثبيت الحركة: إبقاء الحصان في حظيرة مزودة بفرشة عميقة لتقليل الضغط.
- علاج السبب الأساسي: تعديل النظام الغذائي، معالجة الإنتان، أو ضبط الأمراض الهرمونية.
الرعاية طويلة المدى وإدارة الحالة
بعد تجاوز المرحلة الحرجة، يحتاج الحصان إلى خطة شاملة تشمل:
- جدولة حذو وتصحيح منتظم: كل 4–6 أسابيع مع حدّاد متخصص بالتقويم العلاجي.
- إدارة الوزن: حمية غنية بالألياف منخفضة السكر والنشا، واستخدام كمامة رعي عند الحاجة.
- تمارين معتدلة: بعد موافقة البيطري للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وتحسين الأيض.
- مراقبة دورية: تصوير بالأشعة السينية لمتابعة أي تغييرات في العظم القُرابي.
الوقاية: خطوات عملية لحماية حيوانك
- قدم نظاماً غذائياً متوازناً، وتجنّب المراعي الغنية بالسكريات في الفجر والمساء.
- حافظ على وزن مثالي عبر جدول تمارين منتظم.
- قم بتقليم الحافر بشكل دوري لمنع اختلال المحاور.
- راقب علامات المرض الهرموني لدى الخيول الأكبر سناً.
- استشر الطبيب البيطري فور ظهور أي عرج غير مبرر.
أسئلة شائعة
هل يمكن لحصان مصاب بالتهاب الحافر العودة إلى المنافسات الرياضية؟
يعتمد ذلك على شدة الإصابة ومدى استجابة الحصان للعلاج. بعض الخيول تعود تدريجياً بعد أشهر من الرعاية المكثفة، بينما قد يُمنع البعض الآخر من العمل الشاق نهائياً.
هل الفاوندر هو نفسه التهاب الحافر؟
الفاوندر هو المرحلة المتقدمة من التهاب الحافر، عندما يدور أو يهبط العظم القُرابي داخل الحافر.
ما تكلفة العلاج؟
تختلف التكلفة بحسب شدة الحالة، لكنها غالباً تشمل الزيارات البيطرية، الأشعة السينية المتكررة، الأحذية العلاجية، والأدوية، وقد تصل إلى مبالغ كبيرة إذا استمر العلاج لأشهر.
خلاصة
التهاب الحافر ليس حكماً بالإعدام على الحصان، لكنه يتطلب استجابة سريعة وخطة علاجية متكاملة. بالمعرفة المبكرة والعناية البيطرية المحترفة، يمكن تقليل الألم، منع المضاعفات الخطيرة، وإعادة الحصان إلى حياة مريحة ومنتجة. تذكّر دائماً: الوقاية خير من قنطار علاج، والتنظيف والتقليم المنتظمان مع إدارة التغذية هما خط الدفاع الأول.
المراجع
- د. جين ب. كامبل. “فهم التهاب الحافر: حقائق وأرقام..” , 2021-04-21. www.equinevetnutrition.com