مقدمة عن كلب الأوترهاوند
يُعَدّ الأوترهاوند (Otterhound) من أندر سلالات الكلاب على الإطلاق، إذ تشير إحصاءات نوادي السلالة العالمية إلى وجود أقل من ألف كلب مسجَّل حاليًا. نشأ هذا الكلب الأشعث في المملكة المتحدة ليكون متخصصًا في صيد القُضاعة (ثعلب الماء) التي كانت تُهدِّد مخزون الأسماك في الأنهار. اليوم، احتفظ الأوترهاوند بحبّه الشديد للماء وقدرته على التتبّع، لكنّه أصبح أيضًا رفيقًا عائليًّا لعشّاق المغامرات المائية.
لمحة سريعة عن السلالة (At-a-Glance)
- مجموعة الكلاب: كلاب الصيد (Hound Group)
- الارتفاع: 63–69 سم للذكور، 58–63 سم للإناث
- الوزن: 36–52 كغ؛ الذكور أثقل عادةً
- متوسط العمر: 10–13 سنة
- مستوى النشاط: مرتفع
- مستوى النباح/العواء: يميل إلى العواء القوي عند الملل
- مستوى تساقط الشعر: متوسط مع زيادات موسمية
- مستوى إفراز اللعاب: مرتفع – استعد لبعض البلل!
- الملاءمة للعائلات: رائع مع الأطفال الأكبر سنًا وكلاب أو قطط أخرى عند التنشئة الاجتماعية المبكرة
أصول وتاريخ الأوترهاوند
ظهرت السلالة لأول مرة في العصور الوسطى بشمال إنجلترا واسكتلندا. بحلول القرن التاسع عشر باتت فرق صيد الأوتر (Otter Hunt Packs) منتشرة، وكان بعضها يضم أكثر من 40 كلبًا. ولكن في سبعينيات القرن العشرين حُظِر صيد القضاعة في بريطانيا، فانخفضت أعداد الأوترهاوند بشكل حاد. انتقل الكلب إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، ونال اعتراف نادي American Kennel Club سنة 1909. ما زالت السلالة مُصنَّفة «مهدَّدة بالانقراض» لدى نادي Kennel Club البريطاني، ويعمل مربّون وجمعيات إنقاذ حول العالم للمحافظة على تنوّعها الجيني.
الصفات الجسدية المميّزة
الأوترهاوند كلب كبير الحجم بجسم عضلي وأقدام مكفّفة تُشبه المجاديف. معطفه مزدوج؛ طبقة داخلية كثيفة تمنع تسرب الماء، وخارجية خشنة يبلغ طولها 5–8 سم تجمع بين ألوان الأسود، أو الرمادي، أو السمور، أو القمحي. أذناه الطويلتان المتدلّيتان تساعدان على حبس الروائح أثناء التتبّع، بينما يعمل الذيل القوي كمقود أثناء السباحة.
طباع وشخصية الأوترهاوند
- ودود للغاية ويُوصف بأنه «مهرِّج» العائلة بفضل طبيعته المرحة.
- مستقل وعنيد أحيانًا؛ يحتاج إلى تدريب إيجابي ثابت.
- يعشق الماء والأنشطة القائمة على الشم؛ أنفه من بين الأقوى في عالم الكلاب.
- يميل إلى العواء أكثر من النباح، وقد يرفع صوته إذا شعر بالملل أو الوحدة.
- يتعايش مع الأطفال والحيوانات الأليفة إذا قُدِّم لها مبكرًا، لكنه قد يُسقط الصغار دون قصد بسبب حجمه.
العناية بالأوترهاوند
التمرين والتحفيز الذهني
يحتاج الأوترهاوند إلى ما لا يقل عن 60–90 دقيقة من النشاط اليومي. تُعد السباحة، والمشي لمسافات طويلة، وألعاب البحث بالأنف (Nose Work) أفضل الطرق لتفريغ طاقته.
العناية بالفراء والاستحمام
يُسرَّح المعطف بالفرشاة المعدنية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًّا لتفادي التشابك وإزالة الأوساخ. يُنصَح بحمام مرة كل 4–6 أسابيع أو حسب الحاجة، مع التأكد من تجفيف الفراء والأذنين جيدًا للوقاية من العدوى الفطرية.
العناية بالأذنين والأسنان والأظافر
الأذنان المتدلّيتان بيئة مثالية للرطوبة؛ افحصهما أسبوعيًا ونظّفهما بقطنة مبللة بسائل مُعتمَد بيطريًّا. يجب قصّ الأظافر مرة شهريًّا على الأقل، وتنظيف الأسنان يوميًا أو استخدام مضغات مخصَّصة.
التدريب والتنشئة الاجتماعية
ابدأ التدريب مبكرًا مع تعزيز إيجابي (مكافآت غذائية وثناء). التكرار القصير والمتنوّع يُبقي الكلب مهتمًّا؛ فالسلالة قد تملّ بسرعة من التمارين الروتينية.
الصحة والأمراض الشائعة
الأوترهاوند عمومًا قوي البنية، لكن هناك بعض المشكلات الوراثية التي ينبغي مراقبتها:
- خلل تنسج الورك والمرفق (Hip & Elbow Dysplasia): تُشخَّص بالأشعة السينية ويُنصح بفحص الوالدين.
- الانتفاخ أو التواء المعدة (GDV): حالة طارئة؛ إطعام وجبات صغيرة واستخدام أوعية إبطاء الأكل قد يقلّل الخطر.
- الصرع: نوبات يمكن التحكم فيها دوائيًّا.
- قصور الغدة الدرقية: يُسبّب زيادة وزن وخمولاً ويُعالج بهرمونات تعويضية.
- التهاب الأمعاء اللمفي (Lymphangiectasia): مرض معوي مزمن قد يتطلّب حمية خاصّة وأدوية.
الفحوص البيطرية الموصى بها: تقييم الورك والمرفق، فحص الغدة الدرقية، تقييم القلب، وصورة شاملة للبطن في الكلاب المعرّضة للانتفاخ.
التغذية والنظام الغذائي
اختر طعامًا عالي الجودة مُصمَّمًا للكلاب كبيرة الحجم وبروتين لا يقل عن 22%. قسِّم الطعام إلى وجبتين أو ثلاث وجبات يوميًّا لتقليل مخاطر الانتفاخ، وتأكد من توفر ماء نظيف دائمًا خصوصًا بعد السباحة.
هل الأوترهاوند مناسب لك؟
قد يكون خيارًا مثاليًّا إذا كنت تعيش في منزل بحديقة واسعة، وتستمتع بالأنشطة في الهواء الطلق، ولديك وقت لتلبية احتياجاته من التدريب والتمرين. بالمقابل، قد لا يناسبك إذا كنت تبحث عن كلب منخفض النشاط أو تسكن شقة صغيرة.
التبني مقابل الشراء
نظرًا لندرة السلالة، قد ينتظر المُربّون فترة طويلة قبل توافر جِراء جديدة. ابدأ دائمًا بالبحث عن مراكز إنقاذ الأوترهاوند، ثم تعامل فقط مع مربّين مسجَّلين يقدّمون شهادات صحية كاملة ويُربّون كلابهم داخل المنزل.
حقائق ممتعة عن الأوترهاوند
- لدى الأوترهاوند نحو 170 مليون خلية شمية – أكثر من أي سلالة صيد مائي أخرى.
- قد يمكث الكلب في الماء لأكثر من 30 دقيقة بفضل معطفه العازل وقدميه المكفّفتين.
- تمتلك السلالة صوت عواء مميّز يُشبِّهه البعض بآلة «البوق» القديمة.
- بحسب نادي Kennel Club البريطاني، الأوترهاوند «أندر من الباندا العملاقة» من حيث أعداد المواليد السنوية!
الخلاصة
يجمع الأوترهاوند بين قوّة كلب الصيد وروح الرفيق المرح. إذا وفّرت له التمرين الكافي والرعاية المناسبة، سيصبح شريك مغامرات مائي لا يُضاهى وصديقًا وفيًّا مدى الحياة.
