مقدمة
تُعَدّ إنفلونزا الخيول واحدة من أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا وسرعةً في الانتشار بين الخيول حول العالم. وعلى الرغم من أنّها نادرًا ما تكون مميتة، إلا أنّها قد تُعطِّل برامج التدريب، وتُسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وتُضعف مناعة الخيول المصابة، مما يجعلها عرضة لأمراض أخرى.
ما هي إنفلونزا الخيول؟
إنفلونزا الخيول مرض فيروسي شديد العدوى تسببه فيروسات الإنفلونزا من النمط H3N8 (وفي حالات قليلة H7N7، الذي لم يُعزل منذ عقود). يهاجم الفيروس الجهاز التنفسي العلوي للخيول، مؤديًا إلى التهابات حادة في القصبات الهوائية والجيوب الأنفية.
ملحوظة: لا تنتقل إنفلونزا الخيول عادةً إلى البشر، لكنها قد تُصيب حيوانات أخرى مثل الكلاب.
أعراض إنفلونزا الخيول
- ارتفاع درجة الحرارة (قد تصل إلى 41°م)
- سعال جاف متكرر وقوي
- إفرازات أنفية مائية تتحول لاحقًا إلى مخاطية سميكة
- خمول وفقدان الشهية
- آلام عضلية وتيبُّس عام
- تضخُّم العُقَد الليمفاوية تحت الفك أحيانًا
تظهر الأعراض عادةً بعد فترة حضانة قصيرة لا تتعدى يومين، وتستمر من 7 إلى 14 يومًا. وقد يستمر السعال ثلاثة أسابيع أو أكثر في بعض الحالات.
الأسباب وطرق الانتشار
ينتشر الفيروس أساسًا عبر الرذاذ المتطاير من خيول مصابة عند السعال أو العطس لمسافة قد تتجاوز 45 مترًا في الأماكن المفتوحة. كما يمكن أن ينتقل عبر الأدوات والمعدات الملوثة، وملابس العاملين، والمركبات الخاصة بنقل الخيول.
- الازدحام: الإسطبلات أو ميادين السباق المزدحمة ترفع احتمال العدوى.
- السفر المتكرر: الخيول التي تشارك في البطولات أكثر عُرضة للفيروسات الجديدة.
- نقص المناعة: الخيول الصغيرة أو غير المُطعَّمة هي الأكثر تأثرًا.
كيف يتم تشخيص إنفلونزا الخيول؟
يعتمد الطبيب البيطري على التاريخ المرضي والفحص السريري أولًا، ثم يؤكد التشخيص عبر:
- مسحة أنفية لاختبار RT-PCR للكشف عن المادة الوراثية للفيروس.
- اختبار الأجسام المضادة في مصل الدم (اختبار الاقتران أو ELISA).
- عزل الفيروس في المختبر (أقل شيوعًا لارتفاع التكلفة).
خيارات العلاج
لا يوجد دواء مضاد للفيروس خاص بإنفلونزا الخيول، لذا يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات.
- الراحة الصارمة: قاعدة «أسبوع راحة لكل يوم حرارة» تساعد في تعافي الأنسجة التنفسية.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل الفينيل بوتازون لتقليل الحمى والألم.
- السوائل والإماهة: تقديم ماء نظيف وتقليل الغبار في العلف.
- المضادات الحيوية: تُستخدم فقط إذا ظهرت عدوى بكتيرية ثانوية (مثل الالتهاب الرئوي).
تحذير: تجنّب العمل الشاق أو السفر بالخيول المصابة حتى يقرّر الطبيب البيطري تمام شفائها.
الرعاية والمتابعة بعد الإصابة
بعد زوال الأعراض، يستمر الجهاز التنفسي في التعافي لأسابيع. من المهم:
- زيادة التمارين تدريجيًا على مدار 2–3 أسابيع.
- مراقبة السعال أو إفرازات الأنف لأي انتكاسة.
- الحفاظ على تهوية جيدة وتقليل الغبار في الإسطبل.
- عزل الخيل المصابة عن السليمة لمدة 21 يومًا على الأقل.
الوقاية والاستراتيجيات طويلة المدى
اللقاح هو خط الدفاع الأول. ينصح الخبراء ببرنامج لقاح يبدأ عند عمر 6 أشهر، مع جرعة تنشيطية بعد 4–6 أسابيع، ثم كل 6 أشهر أو وفق مخاطر التعرض.
- التطعيم الروتيني: استشِر الطبيب البيطري لاختيار لقاح مُحدّث يغطّي السلالات المنتشرة.
- الحجر الصحي للخيل الجديدة: 14 يومًا على الأقل قبل دمجها مع القطيع.
- تطهير المعدات: تنظيف يومي للمعالف وأدوات العناية والتسريح.
- تقليل الازدحام: توفير مساحات كافية ومسارات تهوية جيدة.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يصاب الإنسان بإنفلونزا الخيول؟
حتى الآن لا توجد حالات موثقة لانتقال إنفلونزا الخيول للإنسان.
كم تدوم مناعة اللقاح؟
تتراجع مستويات الأجسام المضادة بعد نحو 6 أشهر، لذلك تُوصى الجرعات التنشيطية مرتين سنويًا.
ما الفرق بين إنفلونزا الخيول ونزلات البرد العادية؟
نزلات البرد أقل حِدة ولا تُسبب عادة حمى مرتفعة أو سعالًا قويًا مستمرًا.
خاتمة
إنفلونزا الخيول ليست تهديدًا مميتًا في العادة، لكنها قادرة على تعطيل روتين التدريب والإنتاج إذا لم تُعالَج وتُحتوَ بحزم. الوقاية عبر التطعيم والإدارة الصحية الصارمة تبقى أفضل وسيلة لحماية خيولك والحفاظ على أدائها.