مقدمة
إذا كنتَ مُربّياً لقطة مصابة بداء السكري، فأنت تعلم مدى أهمية إعطائها جرعة الأنسولين الصحيحة في الوقت المناسب. لكن في بعض الأحيان—even مع أفضل جهد—قد لا تحصل القطة على كمية كافية من الأنسولين، فتظهر أعراض واضحة وخطيرة إذا لم يُتدارك الأمر بسرعة. في هذا الدليل الشامل سنتعرّف إلى آلية عمل الأنسولين، العلامات التحذيرية لعدم كفايته، أسباب حدوث ذلك، وكيفية التصرف في المنزل ومتى يجب زيارة الطبيب البيطري.
ما هو داء السكري في القطط؟
داء السكري في القطط هو اضطراب استقلابي يتميّز بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو بسبب مقاومة خلايا الجسم له. يشبه النوع الثاني عند البشر إلى حدّ كبير، ويشكل حوالى 80 % من حالات السكري لدى القطط.
كيف يعمل الأنسولين في جسم القطة؟
الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن إدخال الغلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر طاقة. عند غياب كمية كافية من الأنسولين، يتراكم الغلوكوز في الدم بينما تبقى الخلايا «جائعة»، فيبدأ جسم القطة بتكسير الدهون والبروتينات للحصول على الطاقة، فتنخفض كتلتها العضلية ويتراكم الأسيتون ومركّبات الكيتون السامّة.
علامات تدل على أن جرعة الأنسولين غير كافية
انتبِه فوراً إذا لاحظت أياً من العلامات التالية:
- كثرة التبول (Polyuria): تمتلئ الليتربوكس أكثر من المعتاد وقد تجد بركاً خارجها.
- العطش المفرط (Polydipsia): تميل القطة إلى الشرب باستمرار أو الوقوف قرب صنبور الماء.
- الجوع الشديد (Polyphagia): رغم تناولها كميات كبيرة من الطعام، تبقى جائعة.
- فقدان الوزن: ينخفض وزنها تدريجياً مع فقدان الكتلة العضلية.
- الخمول أو نقص الطاقة: قد تنام لساعات أطول وتتجنّب اللعب.
- قيء متكرر: خاصة في الصباح أو بعد الوجبات.
- رائحة نفس تشبه الأسيتون: علامة على احتمال دخولها حالة الحماض الكيتوني.
- ضعف الأطراف الخلفية (الاعتلال العصبي السكري): تمشي القطة على مشط القدم بدلاً من الأصابع.
لماذا قد لا تحصل القطة على كمية كافية من الأنسولين؟
- خطأ في الجرعة: سحب كمية أقل من المطلوب أو استخدام حقنة خاطئة القياس.
- تخزين الأنسولين بطريقة خاطئة: تعرّضه لدرجات حرارة عالية أو تجميده يفسده.
- انتهاء صلاحية الأنسولين: فقدان فاعليته تدريجياً بعد فتح الزجاجة (عادةً 4–6 أسابيع).
- توقيت الحقن: عدم الالتزام بأوقات ثابتة أو إطعام القطة بعد الحقن بكثير.
- التهاب أو عدوى ثانوية: ترفع سكر الدم وتجعل الجرعة المعتادة غير كافية.
- مقاومة الأنسولين: قد تنشأ بسبب السمنة، التهاب البنكرياس المزمن، أو أدوية مثل الكورتيزون.
كيف يشخّص البيطري نقص الأنسولين؟
يعتمد التشخيص على المزج بين السجلّ السريري والفحوصات:
- قياس الغلوكوز العشوائي: فحص سريع بالشرائط أو جهاز قياس منزلي.
- منحنى الغلوكوز (Glucose Curve): قياسات متكررة خلال 12–24 ساعة لمعرفة ذروة عمل الأنسولين ومدة فعاليته.
- فحص الفروكتوزامين: يعطي فكرة عن متوسط سكر الدم خلال الأسبوعين الماضيين.
- تحاليل كيميائية كاملة: لتقييم وظائف الكبد والكلى والتحقق من الكيتونات.
المضاعفات المحتملة إذا استمر نقص الأنسولين
التجاهل المستمر لهذه الحالة قد يؤدي إلى:
- الحماض الكيتوني (DKA): حالة إسعافية تتطلب علاجاً بالمحاليل والأنسولين داخل المستشفى.
- الجفاف الشديد: نتيجة فقدان السوائل مع البول.
- التهابات الجهاز البولي: ارتفاع السكر يُشكّل بيئة خصبة للجراثيم.
- اختلال كهربائي وبروتيني: يؤثر في القلب والعضلات.
- تلف أعصاب دائم: خاصةً بالأطراف الخلفية.
ماذا يمكنك فعله في المنزل؟
إليك خطة عمل سريعة:
- تأكّد من موعد وجرعة الأنسولين مرتين قبل الحقن، واستخدم إضاءة جيدة.
- احفظ الأنسولين في الثلاجة بين 2–8 °م، ولا تُرجّه بقوة.
- استبدل القارورة كل 30–45 يوماً أو عند تغيّر لون السائل.
- ثبّت روتين غذائي ثابت: وجبتان تمتدان 30 دقيقة، تليهما مباشرةً الحقنة.
- سجّل في دفتر يومي: وقت الحقن، كمية الطعام، وقراءات الغلوكوز المنزلية.
- وفّر مياه عذبة دائماً وتابع وزن القطة أسبوعياً.
متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري فوراً؟
- إذا ظهرت علامات الحماض الكيتوني (قيء متكرر، خمول شديد، نفس أسيتوني).
- إذا تجاوز مستوى السكر 400 ملغم/دسل مراراً رغم التزامك بالخطة.
- عند الاشتباه بعدوى (حرارة، تغيّر سلوك التبول).
- فقدان وزن سريع يفوق 10 % خلال شهر.
الخلاصة
ضبط جرعة الأنسولين في القطط مسؤولية دقيقة لكنها قابلة للإدارة عندما تكون على دراية بالعلامات التحذيرية وأسباب الخلل. بالملاحظة الدقيقة، التخزين الصحيح، والمتابعة المنتظمة مع طبيبك البيطري، يمكنك حماية قطتك من المضاعفات الخطيرة وتمكينها من عيش حياة مريحة وطويلة.
المراجع
- مركز صحة الحيوان. “داء السكري في القطط: رؤى وإدارة…” , 2020. www.petmd.com
