أمراض يمكن أن تنقلها لك الزواحف الأليفة وكيف تقي نفسك وأسرتك

اقتناء السلاحف، والإغوانا، والأفاعي، وغيرها من الزواحف أصبح شائعًا في المنازل حول العالم. وبقدر ما تضفي هذه الكائنات سحرًا خاصًا على البيت، فإنها قد تحمل في طياتها أخطارًا صحية غير مرئية تُعرف بالأمراض المشتركة أو الأمراض حيوانية المنشأ (Zoonotic Diseases). تتيح لك هذه المقالة التعرف على أهم تلك الأمراض، وكيفية انتقالها، وطرق الوقاية منها؛ لتستمتع بصحبة زواحفك الأليفة بأمان.

لماذا تُعد الزواحف مصدرًا لبعض الأمراض؟

الزواحف تعيش في بيئات طبيعية غنية بالبكتيريا والفطريات والطفيليات، ويحمل الكثير منها هذه الكائنات الدقيقة على جلدها أو في جهازها الهضمي دون أن تظهر عليها الأعراض. عند انتقالها إلى الإنسان، قد تسبب أمراضًا قد تتراوح شدتها بين الإسهال الخفيف وأعراض أكثر خطورة في بعض الفئات الحساسة.

أهم الأمراض التي قد تنقلها الزواحف للبشر

فيما يلي أبرز العوامل الممرضة التي توثِّقها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) والهيئات البيطرية:

1. السالمونيلا (Salmonellosis)

أشهر عدوى مرتبطة بالزواحف، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 6٪ تقريبًا من جميع حالات السالمونيلا في البشر سببها التعامل مع الزواحف أو البرمائيات. تظهر الأعراض عادة بعد 6–72 ساعة وتشمل:

  • إسهال قد يكون مصحوبًا بالدم
  • تقلصات وآلام في البطن
  • غثيان وقيء
  • حمّى قد تصل إلى 39 درجة مئوية

قد تتطور الحالة لدى الأطفال دون الخامسة أو كبار السن أو ضعيفي المناعة إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل الجفاف أو انتشار البكتيريا في مجرى الدم.

2. كامبيلوباكتر (Campylobacteriosis)

بكتيريا تعيش في أمعاء بعض الزواحف، وتنتقل عبر البراز أو المياه الملوثة. تتشابه الأعراض مع السالمونيلا، لكنها قد تتسبب أحيانًا في متلازمة غيلان–باريه (Guillain–Barré Syndrome) وهي حالة عصبية نادرة.

3. البوتيوليزم الطفلي (Infant Botulism)

رغم ندرة حدوثه، فإن الجراثيم المنتِجة لسم البوتيولينيوم يمكن أن تعيش في التربة العالقة بقشور السلاحف الصغيرة (أقل من 10 سم)، وتسبب شللًا خطيرًا في الأطفال الرُّضع.

4. المتفطرة (Mycobacteriosis)

تسببها بكتيريا Mycobacterium marinum وعدة أنواع أخرى، وتصيب عادة الجلد مسببة عقدًا أو تقرُّحات بعد التعرض لخدش من زواحف مائية أو لمس حوض ملوث.

5. الطفيليات الداخلية (Cryptosporidiosis وغيرها)

تنتقل عبر البراز أو الماء الملوث، وتسبب نوبات إسهال مائي حاد قد تطول لأسابيع لدى الأشخاص ضعيفي المناعة.

كيف تنتقل العدوى من الزواحف إلى الإنسان؟

  1. ملامسة الزواحف مباشرة، خصوصًا حول الفم والفتحة الشرجية للحيوان.
  2. التعامل مع الطعام أو المياه أو الفراش (Substrate) الملوث ببراز الزواحف.
  3. لمس الأسطح (مثل أحواض التربية أو الطاولات) ثم لمس الوجه أو تناول الطعام دون غسل اليدين.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

  • الأطفال دون سن الخامسة
  • كبار السن
  • الحوامل
  • الأشخاص ضعيفو المناعة (مرضى السرطان، السكري، متلقو زرع الأعضاء، إلخ)

“يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بعدم السماح للأطفال الرُّضع والأطفال الصغار بلمس السلاحف الصغيرة لارتفاع خطر الإصابة بالسالمونيلا.”

إرشادات وقائية أساسية

  • اغسل يديك جيدًا بالماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية بعد أي تعامل مع الزواحف أو أدواتها.
  • خصص حوضًا أو حوضين لغسل أدوات الزواحف فقط، ولا تستخدم حوض المطبخ لتجنب تلويث الطعام.
  • نظّف أقفاص وأحواض الزواحف بانتظام باستخدام مطهرات معتمدة مثل محلول الكلور المخفف.
  • تجنّب تقبيل الزواحف أو السماح لها بالتجول على أسطح إعداد الطعام.
  • أبعد الزواحف عن غرف الأطفال الصغار أو حضانات الرُّضع.
  • إذا كنت من الفئات الحساسة، ففكّر في ارتداء قفازات عند التعامل مع حيوانك.

متى تزور الطبيب البيطري أو الطبيب البشري؟

زر الطبيب البيطري إذا لاحظت على زاحفك علامات مثل فقدان الشهية، أو إسهال مزمن، أو خمول غير معتاد. أما إذا ظهرت عليك أو على أحد أفراد أسرتك أعراض هضمية حادة بعد التعامل مع الزواحف، فاطلب الرعاية الطبية واذكر للطبيب تعرضك للحيوانات.

خلاصة

الزواحف كائنات رائعة وفريدة، ويمكنك الاستمتاع بتربيتها مع الحفاظ على صحة أسرتك عبر اتباع قواعد النظافة الأساسية والفحص البيطري المنتظم. التوعية والوقاية هما خط الدفاع الأول ضد الأمراض المشتركة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version