كل ما تحتاج معرفته عن حوافر المهر وطرق العناية بها
حوافر المهر (المولود حديثًا) تختلف جذريًّا عن حوافر الحصان البالغ؛ فهي أكثر نعومة ومرونة، وتتطلّب عناية خاصة منذ الدقائق الأولى بعد الولادة لضمان نمو صحي وسليم مدى الحياة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض مراحل تطوّر الحافر، وأهمية العناية المبكرة، ودور البيطار، وكيفية الوقاية من التشوّهات والمشكلات الصحية الشائعة.
حافر المهر عند الولادة: «نعال ذهبية» تحمي رحم الأم
يولد المهر وحوافره مغطاة بطبقة ليفية بيضاء أو صفراء تُسمّى الإبونيكيوم (Eponychium)، ويُشار إليها أحيانًا باسم «نعال المولود» أو «النعال الذهبية». هذه الطبقة الرخوة تعمل كوسادة واقية داخل رحم الأم وقناة الولادة، فتحميها من الحواف الحادة للحافر المتكوّن.
بمجرد أن يقف المهر ويمشي في الساعات الأولى من حياته، تبدأ هذه الطبقة بالجفاف والتقشّر تدريجيًّا لتكشف عن جدار الحافر الحقيقي الأكثر صلابة.
مراحل تطوّر الحافر خلال الأسابيع والأشهر الأولى
الأيام الأولى
- تصلّب تدريجي لجدار الحافر.
- تحوّل الطبقة الليفية الرخوة إلى نسيج قشري يسهل تساقطه مع الحركة.
الأسبوعان الأولان
- زيادة ملحوظة في نمو الكعب (Heel) والجزء الأمامي.
- يتكوّن ما يُسمّى «الضفدع» (Frog) بشكل أوضح، وهو العامل الرئيسي لامتصاص الصدمات.
الشهر الأول إلى الثالث
يصل متوسط نمو الحافر إلى نحو ١٫٢–١٫٥ سم شهريًّا. في هذه الفترة يُوصى بمراقبة التناسق بين أطراف المهر ومنع أي تشوّهات هيكلية.
الفروق الجوهرية بين حافر المهر وحافر الحصان البالغ
- المرونة: حافر المهر أكثر ليونة ليسمح بتكيّف العظام والغضاريف مع النمو السريع.
- معدل النمو: ينمو حافر المهر بمعدل أسرع بكثير مقارنة بالحافر البالغ.
- البنية العظمية: عظام السلاميات والعظم الهلالي لم تكتمل صلابتها بعد، ما يجعلها عرضة للتشوّه عند سوء العناية.
العناية اليومية: أساس الحافر السليم
تبدأ العناية من بيئة المهر نفسها؛ يجب أن تكون أرضية الحظيرة نظيفة وجافة لتقليل مخاطر العدوى البكتيرية والفطرية مثل Thrush وWhite line disease.
- استخدم فرشة (Shavings) نظيفة وجافة مع تغييرها بانتظام.
- التقط الحوافر يوميًّا لإزالة الروث أو الحصى الصغيرة.
- احرص على منح المهر فرصة للحركة في مرعى آمن لتحفيز الدورة الدموية في الحافر.
متى يستدعي الأمر زيارة البيطار؟
أول فحص بيطاري متخصص للحافر يُفضَّل أن يكون خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الولادة. يقوم البيطار بـ:
تقييم التناسق بين الحافر والمفاصل، وتقصير الجدار الزائد إن وُجد، والكشف المبكر عن أي انحراف زاوي أو قعس (Club Foot).
بعد ذلك، ينبغي تحديد جدول فحص كل ٤–٦ أسابيع تبعًا لمعدل النمو والحالة الصحية للمهر.
التشوّهات الشائعة وكيفية التعامل معها
التشوّهات الزاوية (Angular Limb Deformities)
مثل انحراف الركبة للداخل (Knock knees) أو للخارج (Bowed knees). تُعالج غالبًا بتهذيب استراتيجي للحافر، أو تركيب حدوة تصحيحية.
التقلصات الوترية (Flexural Deformities)
تؤدي إلى قعس الحافر. قد يتطلب الأمر استخدام جبائر خفيفة أو علاجًا دوائيًّا مع تهذيب متكرر.
دور التغذية في صحة حافر المهر
التوازن بين البروتين والطاقة والمعادن مثل النحاس والزنك والكالسيوم ضروري لتجنّب اضطرابات النمو. الإفراط في الطاقة يمكن أن يسرّع النمو مسببًا هشاشة في البنية العظمية للحافر.
أسئلة شائعة
- هل يحتاج المهر إلى حدوة؟
- عادة لا. إلا في حالات علاجية محددة يقررها البيطار بالتعاون مع الطبيب البيطري.
- كم مرة يجب قص حافر المهر؟
- كل ٤–٦ أسابيع أو عند ملاحظة نمو غير متوازن.
- ما العلامات التي تنذر بمشكلة خطيرة؟
- تورم حول المفصل، حرارة زائدة في الحافر، عرج واضح، أو انفصال الجدار.
الخلاصة
العناية المبكرة والدورية بحوافر المهر ليست رفاهية؛ فهي الاستثمار الحقيقي في مستقبل الحصان الرياضي أو الرفيق العائلي. بالمتابعة مع البيطار، والاهتمام بالتغذية والبيئة النظيفة، يمكنك ضمان نمو حافر قوي وسليم يرافق حصانك مدى الحياة.
المراجع
- باولا د. أكتين. “Understanding Foal Hoof Health.” , 2023-01-10. www.horseandhound.co.uk