حقائق مذهلة عن الأفاعي: كل ما تريد معرفته عن هذه الزواحف الفريدة
تثير الأفاعي مزيجًا من الدهشة والخوف لدى كثير من الناس، لكن فهم عالمها الحقيقي يجعلنا نُقدّر دورها الحيوي في النظام البيئي. في هذا المقال سنستعرض أهم الحقائق العلمية حول الأفاعي، بدءًا من تنوعها المدهش وحتى قدراتها الحسية الخارقة، مع تصحيح أشهر المفاهيم الخاطئة.

تنوع الأنواع وانتشارها الجغرافي
تعيش الأفاعي في جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية وبعض الجزر المعزولة مثل أيسلندا وأيرلندا. ويُقدَّر عدد الأنواع المعروفة حاليًا بأكثر من 3000 نوع، تتراوح أحجامها من أفعى الخيط التي لا يتجاوز طولها بضع سنتيمترات إلى الأناكوندا الخضراء التي قد تتجاوز ثمانية أمتار.
- تتأقلم الأفاعي مع بيئات متنوعة: صحارى، غابات مطيرة، مستنقعات، وحتى المحيطات.
- تمتلك بعض الأنواع قدرة سباحة مذهلة، مثل أفعى البحر ذات الخطوط.
- تُظهر أفاعي البواء والبيثون بقايا أطراف خلفية على شكل نتوءات تُسمَّى «مهماز».

تركيب الجسم: مرونة بلا أطراف
تتكوّن أجسام الأفاعي من عمود فقري طويل يحتوي على مئات الفقرات والأضلاع، ما يمنحها قدرة هائلة على الانثناء والالتفاف. ورغم افتقارها للأطراف، فإنها تتحرك بأنماط متعددة (الزحف المتموج، الانزلاق الجانبي، الحركة التلسكوبية) بفضل عضلات قوية وقشور بطنية عريضة.
معلومة سريعة: بعض الأفاعي تحتفظ برئة واحدة فقط لتوفير مساحة داخلية لبقية الأعضاء.
الحواس الخارقة للأفاعي
الشم باللسان
تُخرِج الأفعى لسانها المشقوق لالتقاط جزيئات الروائح، ثم تُدخله في تجويف «عضو جاكوبسون» في سقف الفم لتحليلها. بهذه الطريقة “تشم” الأفعى فرائسها ومحيطها بدقة تفوق الأنف البشري.

الرؤية الحرارية
بعض الأفاعي (مثل الأفاعي الحُفريّة والبيثون) تمتلك حفرًا حرارية على جانبي الرأس تستطيع من خلالها رصد فروقات حرارة تقل عن نصف درجة مئوية، ما يمكّنها من صيد فرائسها ليلًا.
السمع بالاهتزاز
لا تمتلك الأفاعي أذنًا خارجية، لكنها تستشعر اهتزازات الأرض عبر عظام الفك السفلي لتحدد موقع اقتراب الخطر أو الفريسة.
القشور والانسلاخ: بشرة جديدة باستمرار
تغطي قشور قرنية صلبة جسم الأفعى، وتحميها من الجفاف والإصابات. وعندما تنمو، لا تتمدّد القشور معها، فتلجأ الأفعى إلى الانسلاخ (Shed) بالكامل غالبًا من 4–12 مرة سنويًا بحسب العمر والبيئة.
تمرّ الأفعى بمرحلة تُسمى «العين الزرقاء» حيث تصبح قشور العين ضبابية قبل الانسلاخ مباشرة.

أساليب التغذية والهضم
لا تمضغ الأفاعي طعامها؛ بل تبلعه كاملًا بفضل فكّين مرنين مرتبطين بأربطة مطاطية وليس مفاصل صلبة. يمكنها فتح فمها بزاوية تفوق 150 درجة!
- تلتقط الفريسة بالأسنان الخلفية المعقوفة.
- تدفع الفريسة تدريجيًا إلى المريء بحركات عضلية موجية.
- يُفرَز حمض معدي قوي يهضم العظام والريش.
تستطيع بعض الأفاعي البقاء أشهرًا عدة دون طعام بفضل معدلات الأيض المنخفضة.
السم والانقباض: طريقتان رئيسيتان للصيد
حوالي 600 نوع فقط من الأفاعي سامة، وأقل من 10% منها تُشكّل خطرًا قاتلًا على البشر. تستخدم الأفاعي غير السامة أسلوب الانقباض، حيث تلتف حول الفريسة وتضغط على صدرها حتى يتوقف التنفس.
أما الأفاعي السامة فتتميّز بأنياب مجوّفة تضخ السم، الذي قد يكون:
- عصبيًّا: يُعطّل الإشارات العصبية ويسبب شللًا.
- دمويًّا: يكسر خلايا الدم ويمنع التجلّط.
- نسيجيًّا: يُتلف الأنسجة ويُحدث غرغرينا.
التكاثر: بيض وولادة
تعتمد طريقة التكاثر على النوع والبيئة:
- الأغلبية تضع بيضًا في جحور دافئة أو تحت الأوراق المتعفنة.
- بعض الأنواع، مثل أفعى الجرس، تلد صغارًا أحياء (ولادة بيضوية) حيث يحتفظ البيض داخل جسم الأنثى حتى الفقس.
- قلة نادرة تعتني بصغارها بعد الفقس؛ أفعى الكوبرا الملك أبرز مثال.

دور الأفاعي في النظام البيئي
تتحكم الأفاعي في أعداد القوارض والحشرات، ما يحدّ من انتشار الأمراض الزراعية والبشرية. بدونها، ستتضاعف أعداد الفرائس الصغيرة بشكل يُخلّ بتوازن البيئة.
تصحيح أشهر المفاهيم الخاطئة
- الأفاعي لزجة؟ في الواقع جلدها جاف وناعم.
- الأفاعي تخلع فكّها؟ هي لا «تخلع» وإنما تتمدد أربطتها الليفية.
- كل الأفاعي قاتلة؟ الغالبية العظمى غير سامة أو ليس لها سم قاتل للإنسان.
كيف تتصرف بأمان إذا صادفت أفعى؟
اتبع الإرشادات التالية:
- حافظ على مسافة آمنة ولا تحاول لمسها.
- ارتدِ أحذية طويلة عند المشي في المناطق العشبية الكثيفة.
- إذا تعرضت للدغة، اذهب إلى أقرب مستشفى فورًا ولا تحاول مص السم.

خاتمة
الأفاعي كائنات مثيرة للاهتمام تؤدي دورًا لا غنى عنه في التوازن البيئي. عندما نفهم طبيعتها ونتخلص من الخرافات، نستطيع العيش بتناغم معها وحمايتها من الانقراض.
المراجع
- بيتر تومسون. “عالم الأفاعي: من التكيف إلى السلوك.” , 2018. www.nationalgeographic.com








