تشوهات المهبل الخلقية عند القطط: دليل شامل لفهم الأسباب والأعراض والعلاج
رغم أن معظم القطط الإناث تولد بأجهزة تناسلية سليمة، إلا أن بعضها قد يُعاني من تشوهات خلقية في المهبل تؤثر في جودة حياتها وقدرتها على التكاثر وصحتها العامة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته كمالك أو مربي قطط حول هذه الحالة، بدءاً من التعريف مروراً بالأعراض ووصولاً إلى خيارات التشخيص والعلاج.

ما هي تشوهات المهبل الخلقية؟
تشير تشوهات المهبل الخلقية إلى أي اضطراب بنيوي أو وظيفي في قناة المهبل لدى القطة ينشأ منذ الولادة. قد تشمل هذه الاضطرابات غياب أجزاء من المهبل، أو انسداده كلياً أو جزئياً، أو انقسامه إلى قناتين، وغيرها من التشوهات التي قد تعيق مرور البول أو تؤثر سلباً على عملية التزاوج أو الولادة.
أنواع التشوهات المهبلية الشائعة لدى القطط
- غياب المهبل (Vaginal aplasia): عدم تكون القناة المهبلية كلياً أو جزئياً.
- رتق المهبل (Vaginal atresia): انسداد تجويف المهبل بنسيج صلب يمنع مرور السوائل أو التزاوج.
- التضاعف أو الانقسام (Vaginal duplication): تشكل قناة مهبلية مزدوجة أو حاجز وسطي.
- اختلاف الفتحة التناسلية (Persistent hymen): بقاء غشاء البكارة سليماً بعد مرحلة البلوغ.
- التضيّق (Vaginal stenosis): ضيق غير طبيعي في قطر القناة المهبلية.
الأعراض والعلامات التي تستوجب القلق
ليست جميع التشوهات ظاهرة للعين مباشرة، إلا أن هنالك علامات قد تنبّهك لوجود مشكلة:
- إفرازات مهبلية غير طبيعية (مخاطية، صديدية أو دموية).
- صعوبة أو ألم أثناء التبول أو التبرز.
- تورم أو كتلة بالقرب من الفتحة التناسلية.
- صراخ أو هروب أثناء محاولات التزاوج.
- عسر ولادة متكرر أو ولادات قيصرية سابقة لسبب غير معروف.

الأسباب والعوامل الوراثية
تُعزى معظم تشوهات المهبل إلى عيوب وراثية في تطور الأنبوب البولي التناسلي خلال فترة الجنين، وقد تزداد احتمالية ظهورها في:
- السلالات التي يُكثر فيها التزاوج الداخلي (inbreeding).
- القطط التي وُلد أحد والديها أو أشقاؤها بتشوه مماثل.
- التعرض لعوامل دوائية أو هرمونية أثناء الحمل.
معلومة هامة: لا توجد طريقة مؤكدة لمنع التشوهات الخلقية 100٪، لكن الانتقاء الوراثي المسؤول والتغذية الجيدة للأم الحامل يقللان من المخاطر.
تشخيص تشوهات المهبل الخلقية
يعتمد الطبيب البيطري على مزيج من الفحص السريري والفحوصات المتخصصة لتحديد نوع التشوه:
- الفحص البدني: معاينة الفتحة التناسلية وجسّ قناة المهبل متى أمكن.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لرؤية أعضاء الجهاز التناسلي الداخلية.
- التصوير المقطعي (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): في الحالات المعقدة التي تتطلب رؤية ثلاثية الأبعاد.
- الفحص بالمنظار (Vaginoscopy): إدخال كاميرا صغيرة لتصوير الجدار الداخلي.
- تحاليل البول والدم: لاستبعاد العدوى المصاحبة.

العلاج وخيارات التدخل
تختلف الخطة العلاجية بناءً على طبيعة التشوه وشدته:
1. التدخل الجراحي
يُعد الخيار الأكثر شيوعاً لإزالة الانسداد أو إعادة تشكيل القناة المهبلية، وقد يشمل:
- فتح أو استئصال غشاء البكارة المستديم.
- إصلاح التضيّقات أو إزالة الحواجز.
- استئصال الأنسجة الزائدة أو التصاقات المهبل.
2. العلاج الداعم
- مسكنات الألم ومضادات الالتهاب بعد الجراحة.
- مضادات حيوية إذا وُجد التهاب ثانوي.
- مكملات غذائية لتحسين المناعة وسرعة التعافي.
3. التعقيم الاختياري
في الحالات التي تكون فيها فرص الحمل معقدة أو خطرة، يُوصي بعض الأطباء بتعقيم القطة لتجنب المضاعفات المرتبطة بالولادة.

الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الجراحة أو العلاج، يلعب المنزل دوراً محورياً في التعافي:
- الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية ومنع القطة من لعق الجرح باستخدام طوق إليزابيث.
- تقديم غذاء سهل الهضم غني بالبروتين والفيتامينات.
- متابعة موعد إزالة الغُرز وفحص ما بعد العملية لدى الطبيب.
- مراقبة القطة يومياً لاكتشاف أي انتكاسة مثل التورم أو الإفرازات.
الوقاية وتجنب المضاعفات المستقبلية
في حين أن التشوهات الخلقية لا يمكن دائماً تفاديها، إلا أن هناك خطوات تقلل المخاطر:
- تجنّب تزويج القطط التي لديها سجل عائلي بالتشوهات.
- إجراء فحوصات وقائية للقطط الصغيرة قبل استخدامها في برامج التربية.
- استخدام أطباء بيطريين مختصين في طب التكاثر لفحص الإناث قبل التزاوج.
- توفير تغذية متوازنة ومكملات بموافقة الطبيب للحامل لتجنب العيوب الخلقية الناتجة عن نقص الفيتامينات.
الخلاصة
تشوهات المهبل الخلقية في القطط تُعد حالة نادرة ولكنها مؤثرة، وتتطلب اهتماماً طبياً مبكراً لضمان راحة القطة وجودة حياتها على المدى الطويل. التشخيص المبكر والتدخل الجراحي المناسب، إلى جانب الرعاية المنزلية الدقيقة، يمكن أن يخففا من الأعراض ويعيدا القطة إلى نمط حياة طبيعي وسعيد.
المراجع
- هيلين ج. وايت. “الطب البيطري الحديث: دليل شامل.” , 2020. www.merckvetmanual.com
- ماري آن سميث. “الرعاية اللاحقة للحيوانات الأليفة المصابة بالتشوهات الخلقية.” , 2022. vcahospitals.com
- جاسم محمد. “الأعراض الشائعة للتشوهات الخلقية عند الحيوانات.” , 2021. www.plosone.org








