تسمم الأسبرين عند القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض والعلاج
يُعَدّ الأسبرين واحدًا من أكثر مسكنات الألم شيوعًا وانتشارًا بين البشر، ولكنه قد يكون خطيرًا للغاية على القطط. يكفي أحيانًا قرص واحد فقط لإحداث تسمم قد يهدد حياة قطتك. في هذا الدليل، سنُلقي نظرة مُعمَّقة على أسباب التسمم، والعلامات المرضية، وخيارات العلاج، وسبل الوقاية لضمان سلامة حيوانك الأليف.

لماذا يُعتبر الأسبرين سامًا للقطط؟
تفتقر القطط إلى كمية كافية من إنزيم الجلوكورونيل ترانسفيراز المسؤول عن استقلاب الأسبرين في الكبد. يؤدي هذا النقص إلى إبطاء عملية التخلص من الدواء، ما يسمح بتراكمه في الدم والوصول إلى مستويات سامة.
مصادر التعرُّض الشائعة
- تناول حبوب الأسبرين الساقطة على الأرض أو غير المحفوظة بإحكام.
- مشاركة الأدوية البشرية مع القطط عن طريق الخطأ.
- تعاطي أدوية بيطرية تحوي حمض الساليسيليك بجرعات خاطئة.

كيف يؤثر الأسبرين في جسم القط؟
يعمل الأسبرين على تثبيط إنزيمات السيكلوأوكسجيناز (COX-1 وCOX-2) المسؤولة عن إنتاج البروستاغلاندينات. لدى القطط، تؤدي هذه العملية إلى:
- تآكل بطانة المعدة وحدوث تقرّحات ونزيف داخلي.
- اضطراب في تخثر الدم نتيجة تثبيط الصفائح الدموية.
- تأثيرات سُمّية على الكبد والكلى بسبب تراكم المُستقلبات السامة.
الأعراض والعلامات التحذيرية
تظهر علامات التسمم عادة في غضون 4–12 ساعة بعد تناول الدواء، وقد تتفاقم سريعًا.
أعراض مبكرة
- قيء (أحيانًا يحتوي على دم أو مواد بنية اللون تشبه القهوة).
- فقدان الشهية وخمول غير معتاد.
- تنفُّس سريع أو صعوبة في التنفس.
أعراض متقدمة وخطيرة
- ارتفاع درجة الحرارة.
- اصفرار اللثة أو الجلد (يرقان) نتيجة فشل كبدي.
- نزيف من الأنف أو الفم أو المستقيم.
- نوبات تشنج أو انهيار.

التشخيص
يبدأ الطبيب البيطري بجمع التاريخ الدوائي والطبي للقط، متبوعًا بفحص سريري شامل.
الفحوص المخبرية
- عدّ دموي كامل (CBC): للكشف عن فقر الدم أو تغيرات الصفائح الدموية.
- الكيمياء الحيوية للدم: لتقييم وظائف الكبد والكلى.
- تحليل البول: لقياس درجة الحموضة وكشف البلورات أو الدم.
- قياس مستوى حمض الساليسيليك في المصل: لتأكيد التسمم وتحديد شدته.

العلاج والرعاية الطارئة
التدخل الفوري
ملاحظة مهمة: لا تحاول إحداث القيء في المنزل دون استشارة الطبيب البيطري، فقد يزيد ذلك من خطر استنشاق القيء إلى الرئتين.
- غسيل المعدة: لإزالة ما تبقى من الدواء في المعدة، يُجرى غالبًا تحت التخدير.
- الفحم النشط: يُعطى لامتصاص الدواء المتبقي في الجهاز الهضمي.
- السوائل الوريدية: لدعم وظائف الكلى والكبد وتصحيح الجفاف والحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون أو مضادات الحموضة: لحماية بطانة المعدة.
- نقل الدم أو البلازما: في حالات النزيف الشديد أو فقر الدم.
المراقبة ما بعد العلاج
قد تبقى القطة في المستشفى لمدة 24–72 ساعة لمراقبة العلامات الحيوية وفحوص الدم المتكررة. يستمر الطبيب في تقييم وظائف الكبد والكلى حتى بعد الخروج.

فترة النقاهة والمتابعة المنزلية
بعد العودة إلى المنزل، ينبغي:
- تقديم طعام سهل الهضم مقسم إلى وجبات صغيرة.
- منع القط من ممارسة أنشطة مجهدة خلال أول أسبوع.
- الالتزام بمواعيد المراجعة البيطرية وإجراء التحاليل الموصى بها.
سبل الوقاية
التخزين الآمن للأدوية
احتفظ بجميع الأدوية في خزانة مرتفعة ومغلقة بإحكام. لا تترك عبوات الأدوية على الطاولات أو في الحقائب المفتوحة.
استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء
لا تُقدِم على إعطاء قطتك أي دواء بشري حتى لو بدا آمنًا. هناك بدائل بيطرية أكثر أمانًا لإدارة الألم والالتهاب.

متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري فورًا؟
- إذا ابتلعت القطة قرص أسبرين أو أكثر.
- عند ملاحظة أي عرض من الأعراض المذكورة سابقًا.
- في حال تقيؤ دم أو ملاحظة براز داكن أو قطراني.
أسئلة شائعة
هل يمكن إعطاء الأسبرين للقطط بجرعات صغيرة؟
حتى الجرعات الصغيرة قد تكون خطيرة بسبب بطء استقلاب الدواء في القطط. لا تعط الأسبرين إلا إذا وصفه الطبيب البيطري بجرعة محددة وتحت مراقبة صارمة.
ما هي الجرعة السامة للقطط؟
تختلف الجرعة السامة حسب وزن القطة وصحتها العامة، لكن الجرعات التي تتراوح بين 10–25 ملغ/كغ قد تسبب أعراضًا خطيرة، بينما تصبح الجرعات التي تفوق 30 ملغ/كغ مهدِّدة للحياة.
الخلاصة
يُعَدّ الأسبرين دواء مفيدًا للبشر لكنه يحمل مخاطر كبيرة للقطط. يُسهم الوعي بالأعراض والوقاية والتدخل المبكر في إنقاذ حياة حيوانك الأليف. احفظ الأدوية بعيدًا عن متناول القطط، واستشر الطبيب البيطري قبل استخدام أي دواء.








