التهاب الجلد بالمالاسيزيا لدى القطط: دليل مُتكامل لأسباب المرض وأعراضه وعلاجه
إذا لاحظت أن قطك يخدش نفسه باستمرار أو تنبعث منه رائحة جلدية غير معتادة، فقد يكون مصابًا بما يُسمّى التهاب الجلد بالمالاسيزيا، وهو عدوى خميرية يمكن أن تُسبب تهيّجًا شديدًا وتُضعف جودة حياة قطك. في هذا الدليل ستتعرّف على كل ما تحتاجه حول المرض، من أسبابه وحتى طرق الوقاية منه.

ما هو التهاب الجلد بالمالاسيزيا؟
المالاسيزيا (Malassezia pachydermatis) فطر خميري يعيش بصورة طبيعية بأعداد محدودة على جلد وأذن القطط. عندما يختل التوازن البيئي للجلد لأي سبب، يتكاثر الفطر بشكل مفرط مُسببًا التهابًا وعدوى تُعرف باسم التهاب الجلد بالمالاسيزيا.
لماذا يتواجد هذا الفطر على جلد القط أساسًا؟
وجود كمية قليلة من المالاسيزيا أمر طبيعي ومفيد؛ إذ تساعد في تكوين بيئة جلدية متوازنة. لكن في حالات الرطوبة العالية، أو عند ضعف الجهاز المناعي، أو وجود أمراض أُخرى، يتكاثر الفطر ويُصبح ضارًّا.
الأسباب وعوامل الخطر
عادةً ما يكون التهاب الجلد بالمالاسيزيا ثانويًا لمشكلة صحية كامنة. من أبرز هذه العوامل:
- حساسية الطعام أو الحساسية البيئية (التهاب الجلد التأتبي).
- داء البراغيث أو الطفيليات الجلدية الأُخرى.
- اضطرابات الغُدد الصمّاء مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو داء السكري.
- أمراض تُضعِف المناعة مثل فيروس نقص المناعة القططي (FIV) أو فيروس اللوكيميا القططية (FeLV).
- التهاب الجلد الدهني (Seborrhea) أو زيادة إفراز الزيوت الجلدية.
- الرطوبة والحرارة العالية، خاصة في القطط ذات الطيات الجلدية.
- العلاج المطوّل بالمضادات الحيوية أو الكورتيكوستيرويدات.

الأعراض والعلامات السريرية
قد تختلف شدة الأعراض من حالة لأخرى، لكن أكثرها شيوعًا:
- حكَّة شديدة تَظهر غالبًا حول الرأس والرقبة والأذنين.
- احمرار الجلد وانتفاخه.
- قشور أو قشرة بيضاء مائلة للاصفرار.
- فراء دهني أو لزج الملمس.
- رائحة كريهة تشبه رائحة “الخميرة” أو “الذرة المحمّصة”.
- فقدان الشعر الموضعي أو انتشار بقع صلعاء.
- تغيُّر لون الجلد إلى البني الغامق (فرط التصبّغ) أو ثخانة الجلد (Lichenification) في الحالات المزمنة.
- التهاب الأذن الخارجية، مع إفرازات بنية أو سوداء.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
يجب استشارة الطبيب البيطري عند ظهور واحد أو أكثر من هذه المؤشرات:
- حكّة لا تهدأ أو تَسبّب جروحًا ذاتية.
- رائحة جلدية قوية ومستمرة.
- إفرازات أو تكرار هزّ الرأس وفرك الأذنين.
- تبقّعات خالية من الشعر أو تغيّر لون الجلد.
- فقدان وزن، خمول أو أعراض جهازية مرافقة.
كيفية التشخيص
يعتمد التشخيص على الفحص السريري إضافةً إلى فحوص مخبرية:
- مسحة أو شريط لاصق (Tape Impression): يُلصق شريط شفاف على الجلد ثم يُصبغ لفحص الخلايا والخمائر تحت المجهر.
- كشط الجلد أو عينات قطنية من الأذن للتحقق من وجود الفطر أو الطفيليات.
- زراعة الفطر: نادرًا ما يُطلب لكنها مفيدة في الحالات المزمنة.
- فحوص دم كاملة أو فحص هرمونات للكشف عن أمراض كامنة.
- تنظير الأذن (Otoscopy) لتقييم قناة الأذن والبنى الداخلية.

خيارات العلاج
يعتمد بروتوكول العلاج على شدة الحالة ووجود أمراض أُخرى. بشكل عام يشمل:
1. العلاجات الموضعية
- شامبوهات مُضادة للفطريات تحتوي على ميكونازول أو كلوتريمازول مع كلورهيكسيدين، عادةً مرتين أسبوعيًا.
- مناديل أو رذاذات جلدية للاستخدام بين الحمّامات.
- قطرات أذن مُضادة للفطريات ومضادة للالتهاب عند وجود التهاب أذن.

2. العلاجات الجهازية (الفموية)
تُستخدم عندما تكون العدوى واسعة الانتشار أو لا تستجيب للعلاج الموضعي:
- إيتراكونازول أو فلوكونازول بجرعات يحددها الطبيب، عادةً من أسبوعين إلى شهرين.
- من الضروري مراقبة وظائف الكبد خلال العلاج المطوّل.
3. معالجة السبب الكامن
- التحكم في البراغيث والطفيليات الخارجية.
- اختبارات حساسية غذائية أو بيئية والتخلص من المحفّزات.
- إدارة اضطرابات الغدد الصمّاء أو تحسين المناعة.
الرعاية المنزلية والمتابعة
نجاح العلاج يعتمد كثيرًا على التزام المالك:
- الالتزام بجدول الحمّامات العلاجي وتوضيح طريقة التخفيف والشطف.
- تجفيف القط جيدًا لتقليل الرطوبة المُشجعة لنمو الفطر.
- إكمال أي كورس دوائي حتى آخر جرعة حتى إن بدت الأعراض قد اختفت.
- متابعة الزيارات الدورية ليُقيّم الطبيب تقدّم الحالة ويُعدّل العلاج.
الوقاية وتقليل خطر التكرار
- تنظيف أذن القط دوريًا بمحاليل بيطرية مُعتمدة.
- حماية القط من الرطوبة العالية وإبقاؤه في بيئة جيدة التهوية.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بأحماض أوميغا-3 لتحسين جودة الجلد والفراء.
- مواكبة برامج مكافحة البراغيث والطفيليات.
- فحص دوري لدى الطبيب البيطري لاكتشاف أي حالة كامنة مبكرًا.
أسئلة شائعة
هل التهاب الجلد بالمالاسيزيا مُعدٍ للبشر أو للحيوانات الأخرى؟
الحالات في البشر نادرة جدًّا وتحدث غالبًا لدى أصحاب المناعة الضعيفة. التزام النظافة وغسل اليدين بعد التعامل مع القط كفيل بتقليل أي خطر.
كم من الوقت يستغرق تحسّن قطي بعد بدء العلاج؟
يبدأ التحسّن عادةً خلال 1-2 أسبوع مع العلاجات الموضعية، لكن الحالات المزمنة قد تحتاج إلى 4-6 أسابيع لتحقيق شفاء كامل.
هل يمكن أن يعود المرض بعد الشفاء؟
نعم، خصوصًا إذا لم يُعالج السبب الكامن أو لم يُستكمل العلاج. الوقاية المستمرة ضرورية.
تذكير: أي تغيير أو إيقاف للأدوية يجب أن يتم بالتشاور مع الطبيب البيطري فقط، فالعلاج غير المكتمل قد يؤدي إلى عدوى أشد مقاومة.
الخلاصة
يساعد التشخيص المبكر والالتزام بخطة علاجية شاملة على شفاء قطك سريعًا ومنع الانتكاسات. راقب جلد وفراء قطك بانتظام، وفور ملاحظة أي علامة غير طبيعية بادر باستشارة الطبيب البيطري؛ فصحة الجلد مرآة لصحة الجسم عامةً.








