خرافات حول صحة فم حيواناتنا الأليفة: الحقيقة الكاملة وراء ابتسامة الكلب والقط
يواجه الأطباء البيطريون يوميًا العديد من المفاهيم الخاطئة حول صحة الفم لدى الكلاب والقطط. هذه الخرافات لا تؤدي فقط إلى إهمال الرعاية الفموية المناسبة، بل قد تتسبب أيضًا في مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والكبد والكلى الناجمة عن العدوى البكتيرية المزمنة في اللثة. في السطور التالية، نفنّد أبرز هذه الخرافات ونقدّم نصائح عملية للحفاظ على ابتسامة حيوانك الأليف صحية وآمنة.
أهمية العناية بصحة الفم
تبدأ صحة الفم الجيدة بتنظيف الأسنان بشكل دوري، وفحوصات بيطرية منتظمة، ونظام غذائي متوازن. إهمال هذه الجوانب قد ينتج عنه تراكم الجير (البلاك)، التهاب اللثة، تكوّن الخراجات، بل وحتى فقدان الأسنان. وفوق كل ذلك، يمكن للبكتيريا الفموية أن تنتقل عبر الدم إلى أعضاء أخرى، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض جهازية خطيرة.

الخرافة الأولى: «أفواه الحيوانات أنظف من أفواه البشر»
يعتقد بعض المربين أن لعاب الكلاب والقطط يحتوي على خصائص مطهرة تجعله أكثر نظافة من لعاب البشر.
الحقيقة
تحتوي أفواه الحيوانات الأليفة على مئات الأنواع من البكتيريا، بعضها قد يكون مُمْرِضًا للإنسان مثل Pasteurella وCapnocytophaga. على الرغم من اختلاف تركيبة الجراثيم بين أفواه البشر والحيوانات، فإن هذا لا يجعل أيًّا منها «أنظف» من الآخر. التماس المباشر مع لعاب الحيوان عبر اللعق على الجروح أو الفم قد يؤدي إلى نقل العدوى.

الخرافة الثانية: «لعاب الكلب يُسرِّع شفاء الجروح»
تعود أصول هذه الخرافة إلى ملاحظة قيام الحيوانات بلعق جروحها، ما يوحي بوجود خصائص علاجية للعاب.
الحقيقة
صحيح أن اللعق يزيل الأنسجة التالفة ويحفز تدفق الدم، إلا أنه في الوقت ذاته يُدخل بكتيريا قد تُسبب عدوى جلدية أو تعفن الجرح. لذلك ينبغي منع الكلب من لعق جروحك أو جروحه باستخدام طوق إليزابيثي أو ضمادات نظيفة.
الخرافة الثالثة: «رائحة الفم الكريهة أمر طبيعي في الحيوانات»
يعتبر بعض المربين أن النفس الكريه جزء لا يتجزأ من تربية الكلاب والقطط.
الحقيقة
رائحة الفم الكريهة مؤشر واضح على تراكم البكتيريا والجير وربما وجود التهاب لثة أو تسوس. في حالات نادرة، قد تكون الرائحة علامة على مشكلات جهازية مثل داء السكري أو أمراض الكبد. إذا لاحظت تغيرًا في رائحة فم حيوانك الأليف، فحدد موعدًا لفحص بيطري.

الخرافة الرابعة: «الطعام الجاف (الدراي فود) ينظف الأسنان تلقائيًا»
الفكرة السائدة: مضغ حبيبات الدراي فود الصلبة يكشط طبقة الجير عن الأسنان.
الحقيقة
على الرغم من أن بعض الحميات البيطرية المُصممة خصيصًا لدعم صحة الأسنان قد تساعد في تقليل البلاك، فإن معظم أغذية الحيوانات التجارية لا توفر احتكاكًا كافيًا لتنظيف الأسنان بفعالية. حتى مع وجود غذاء «مخصص للأسنان»، يبقى التنظيف اليدوي بالفرشاة هو المعيار الذهبي.

الخرافة الخامسة: «عظام المضغ والألعاب المطاطية بديل عن فرشاة الأسنان»
بعض المربين يظنون أن إعطاء الكلب أو القطة عظمًا أو لعبة مطاطية يكفي لإزالة الجير.
الحقيقة
يمكن لعظام المضغ والألعاب أن تساهم في تقليل البلاك وتحفيز اللثة، لكنها لا تستطيع الوصول إلى كل الأسطح السنية مثل الفرشاة. كما أن العظام الصلبة جدًا قد تسبب كسورًا في الأسنان. لذا يجب استخدام هذه المنتجات كوسيلة إضافية، لا بديلة.

الخرافة السادسة: «لا حاجة لتنظيف أسنان القطط، فهي تنظف نفسها»
القطط بارعة في تنظيف فرائها، لذلك يفترض البعض أن ذلك يشمل الأسنان أيضًا.
الحقيقة
تنظيف القط لفرائه لا علاقة له بصحة الفم. في الواقع، تُظهر الدراسات أن نحو 70% من القطط فوق سن الثلاث سنوات تعاني درجةً ما من أمراض اللثة. تطبيق برنامج تنظيف أسنان منتظم ضروري تمامًا مثل الكلاب.

الخرافة السابعة: «التخدير أثناء التنظيف خطر وغير ضروري»
يخشى بعض المربين من تعريض حيواناتهم للتخدير أثناء عملية تنظيف الأسنان الاحترافية.
الحقيقة
التنظيف الاحترافي يتطلب فحصًا دقيقًا تحت خط اللثة وتصويرًا شعاعيًّا للأسنان، وهو أمر لا يمكن إجراؤه بينما يكون الحيوان مستيقظًا. يستخدم الأطباء البيطريون بروتوكولات تخدير آمنة ومراقبة دقيقة للمؤشرات الحيوية، ما يجعل الإجراء منخفض الخطورة لمعظم الحيوانات.

كيفية الحفاظ على ابتسامة صحية لحيوانك الأليف
- تفريش الأسنان يوميًا أو على الأقل ثلاث مرات أسبوعيًا: استخدم معجون أسنان بيطري بنكهة مرغوبة (الدواجن مثلًا) وفرشاة ناعمة.
- جدولة فحوصات سنوية: يسمح ذلك باكتشاف المشكلات مبكرًا قبل أن تتطور.
- الاعتماد على حميات وأس snacks حاصلة على ختم VOHC: أي منتج يحمل هذا الختم أثبت فعاليته في الحد من البلاك والجير.
- تقديم ألعاب وعظام مضغ آمنة: اختر منتجات قابلة للانثناء قليلًا لتقليل خطر كسر الأسنان.
- مراقبة علامات التحذير: نزيف اللثة، صعوبة في المضغ، سيلان لعاب مفرط، أو تغيرات سلوكية في الأكل تستدعي زيارة الطبيب فورًا.
متى تزور الطبيب البيطري فورًا؟
- نزيف أو تورم ملحوظ في اللثة أو حول الفم.
- فقدان أسنان مفاجئ أو تخلخل شديد.
- رائحة فم كريهة جدًا لا تتحسن بعد أسبوعين من التنظيف المنتظم.
- سلوكيات تدل على الألم مثل فرك الفم بالقدم أو رفض الطعام الجاف.
الخلاصة
صحة فم حيوانك الأليف تعني صحة جسده بالكامل. بتفادي الخرافات الشائعة والالتزام بالرعاية الوقائية، يمكنك منح رفيقك ذي الفراء حياة أطول وأفضل. ابدأ اليوم بوضع خطة تنظيف أسنان منتظمة واستشر طبيبك البيطري لأي استفسار.
المراجع
- منظمة صحة الحيوانات الأليفة. “الاعتناء بفم حيوانك الأليف..” , 2022. www.pethealthnetwork.com
- مركز صحة الحيوان. “أهمية صحية الفم للحيوانات الأليفة..” , 2021. www.animalhealthnetwork.com