دليل شامل لفهم وعلاج الإسهال لدى القطط
الإسهال مشكلة شائعة قد تواجه أي صاحب قط في مرحلة ما. وعلى الرغم من أنها غالبًا ما تكون عابرة، إلا أنها قد تشير أحيانًا إلى مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً بيطريًا عاجلاً. في هذا الدليل المفصّل سنجيب عن جميع أسئلتك حول أسباب الإسهال لدى القطط، أعراضه، طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح للوقاية للحفاظ على صحة قطك.

ما هو الإسهال لدى القطط؟
يُعرَّف الإسهال بأنه تكرار البراز بمعدل أعلى من الطبيعي، أو خروجه بقوام رخو أو مائي، وقد يكون مصحوبًا برائحة كريهة أو ألوان غير طبيعية. يتراوح الإسهال بين:
- الحاد: يستمر لعدة ساعات أو أيام ويظهر فجأة.
- المزمن: يستمر لأكثر من 2-3 أسابيع ويتطور تدريجيًا أو يتكرر على فترات.
يمكن أن يشمل الإسهال الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة (القولون)، وقد يساعد التمييز بينهما الطبيب البيطري في تحديد السبب المحتمل.
أعراض مُصاحِبة قد تظهر مع الإسهال
ليست كل حالات الإسهال متشابهة؛ لاحظ أي تغيّر إضافي قد يشير إلى خطورة الحالة:
- قيء أو غثيان
- فقدان شهية أو رفض الطعام
- جفاف أو عطش مفرط
- خمول وضعف عام
- ألم أو انتفاخ بالبطن
- ارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة
- دم أحمر أو أسود في البراز
- فقدان وزن سريع

أنواع الإسهال بحسب موقع الإصابة
إسهال الأمعاء الدقيقة
- براز كبير الحجم ومائي
- فقدان وزن محتمل
- غازات أو صوت قرقرة في البطن
- قد يصاحبه قيء
إسهال الأمعاء الغليظة (القولون)
- براز صغير الحجم مع تكرار متزايد
- وجود مخاط أو دم أحمر طازج
- إجهاد أو صعوبة أثناء الإخراج
الأسباب المحتملة للإسهال لدى القطط

أولًا: أسباب غذائية
- تغيير مفاجئ في نوع الطعام أو علامة تجارية جديدة
- حساسية أو عدم تحمل لأحد المكونات (مثل البروتينات أو اللاكتوز)
- تناول طعام فاسد أو قمامة المنزل
- الإفراط في الأطعمة البشرية أو الوجبات الدسمة
ثانيًا: الالتهابات والطفيليات
- عدوى فيروسية مثل فيروس كورونا المعوي أو البارفو
- عدوى بكتيرية (سالمونيلا، كامبيلوباكتر)
- طفيليات داخلية (جيارديا، الديدان الأسطوانية أو الشريطية)
ثالثًا: أدوية وسموم
- المضادات الحيوية واسعة الطيف
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)
- ابتلاع مواد سامة كالنباتات السامة أو المنظفات
رابعًا: أمراض مزمنة أو جهازية
- التهاب الأمعاء المزمن (IBD)
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- أمراض الكبد أو الكلى المتقدمة
- الأورام أو كتَل الجهاز الهضمي
خامسًا: عوامل أخرى
- الإجهاد أو التوتر المفاجئ
- ضربة حرارية أو تغيُّر بيئي حاد
متى يجب عليك استشارة الطبيب البيطري؟
على الرغم من أن بعض حالات الإسهال البسيطة قد تُشفى تلقائيًا خلال 24-48 ساعة، عليك طلب المساعدة البيطرية فورًا في الحالات التالية:
- وجود دم في البراز أو لونه أسود قطراني
- تكرار القيء أو رفض الشرب
- خمول شديد أو علامات جفاف (لثة جافة، عيون غائرة)
- إسهال في القطط الصغيرة أو المسنة أو التي تعاني أمراضًا مزمنة
- استمرار الإسهال أكثر من يومين رغم الرعاية المنزلية
تنبيه: الجفاف هو أخطر مضاعفات الإسهال. القطط عرضة لفقدان السوائل سريعًا نظرًا لصغر حجم أجسامها، ما قد يؤدي إلى فشل أعضاء متعدد إذا تُرك دون علاج.
كيف يشخّص الطبيب البيطري الإسهال؟
يعتمد التشخيص على الجمع بين التاريخ المرضي المفصّل والفحص السريري واختبارات معملية، وقد تشمل:
- تحليل براز للكشف عن الطفيليات أو البكتيريا
- تحليل دم شامل واختبارات كيمياء الدم
- فحص موجات فوق صوتية أو أشعة سينية للبطن
- تنظير قولوني أو أخذ خزعات إذا كان الإسهال مزمنًا غير مفسَّر
خيارات العلاج المتاحة

علاج بيطري موجه
- محاليل وريدية أو تحت الجلد لتعويض السوائل والأملاح
- أدوية مضادة للإسهال أو مُنظِّمات حركة الأمعاء (يُصرف بعضها فقط تحت إشراف بيطري)
- مضادات حيوية انتقائية إذا ثبتت العدوى البكتيرية
- مضادات طفيلية في حالة وجود ديدان أو طفيليات
- أدوية مناعية أو كورتيكوستيرويد لعلاج التهاب الأمعاء المزمن
تغيير النظام الغذائي
قد يوصي الطبيب بما يلي:
- أطعمة علاجية عالية الهضمية وقليلة الدهون
- أطعمة بروتين واحد أو بروتين متحلل للتشخيص الاستبعادي للحساسية الغذائية
- إضافة ألياف قابلة للذوبان لدعم صحة القولون
- مكملات بروبيوتيك للمساعدة على إعادة توازن البكتيريا النافعة
علاجات منزلية آمنة
إذا كانت الحالة خفيفة والقط بالغ وبصحة جيدة، يمكن تجربة:
- راحة الجهاز الهضمي: تقديم وجبات صغيرة متعددة من طعام علاجي سهل الهضم بدلاً من الصيام الطويل، فالقطط لا تتحمل الصيام جيدًا.
- الماء النظيف دائمًا: ضع أوعية إضافية وشجّع القط على الشرب، ويمكن إضافة مرق دجاج خالٍ من الملح لزيادة الاستساغة.
- مكملات البروبيوتيك: تحت إشراف الطبيب البيطري يمكن استخدام مكملات تثبت فعاليتها في القطط.
- مراقبة صندوق الفضلات: قيّم شكل البراز ولونه وعدد المرات لتزويد الطبيب بمعلومات دقيقة.
كيفية الوقاية من الإسهال مستقبلاً
- الحفاظ على جدول تغذية ثابت والانتقال التدريجي بين الأنظمة الغذائية (خلال 7-10 أيام)
- إجراء فحص طفيليات سنوي وإعطاء أدوية الديدان الوقائية
- الالتزام بالتطعيمات الدورية المقررة
- إبعاد النباتات السامة والمواد الكيميائية عن متناول القط
- تقليل مصادر التوتر عبر توفير بيئة غنية ومحفزة
- إجراء فحوصات صحية دورية لاكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة
أسئلة شائعة
هل يمكن إعطاء القط أدوية بشرية للإسهال؟
لا. العديد من أدوية الإسهال البشرية (مثل اللوبيراميد) قد تكون سامة للقطط أو تخفي أعراض مشكلة أكبر. استشر الطبيب قبل إعطاء أي دواء.
كم من الوقت يستغرق الإسهال حتى يزول؟
قد تختفي الحالات الخفيفة خلال 24-48 ساعة مع الرعاية المناسبة. أما الحالات المزمنة أو الناتجة عن مرض أساسي فتحتاج إلى علاج أطول وخطة مخصصة.
هل يسبب الحليب إسهالًا للقطط؟
كثير من القطط البالغة تفتقر إلى إنزيم اللاكتاز، ما يجعلها غير قادرة على هضم اللاكتوز في الحليب، وبالتالي قد يسبب تناول الحليب أو منتجاته إسهالًا.
هل النظام الغذائي النيء (Raw Diet) مسؤول عن الإسهال؟
قد يحمل الطعام النيء بكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، ما يزيد خطر الإسهال والعدوى لكل من القط وصاحبه. إذا اخترت هذا النظام فاحرص على الاستشارة البيطرية واتباع معايير سلامة صارمة.
في النهاية، الإسهال عرض لا ينبغي تجاهله. المراقبة المبكرة وطلب المشورة البيطرية عند اللزوم هما أفضل وسيلة لضمان تعافي قطك سريعًا وعودته إلى نشاطه المعتاد.
المراجع
- د. سوزان كورا. “كيفية التعامل مع الإسهال في القطط.” , 2020-04-05. www.cattime.com
- مركز ابن سينا للطب البيطري. “الإسهال في القطط: الأعراض والعلاج.” , 2022-01-18. www.ibnsina.com