تأثير البيئة على تغذية قطّك: دليل شامل لتلبية احتياجاته الغذائية
هل سبق ولاحظت أنّ شهيّة قطّك تتغير مع تبدّل الفصول أو بعد الانتقال إلى منزل جديد؟ ليست هذه مجرد صدفة. فالعوامل البيئيّة المحيطة بقطّنا – من درجة الحرارة والرطوبة مروراً بمستوى التوتّر وحتى ترتيب أوعية الطعام – تؤثّر مباشرةً على طريقة استهلاكه للطعام وما يحتاجه من عناصر غذائيّة.

كيف تغيّر الظروف المناخيّة متطلبات الطاقة
يقضي القطّ المنزلي في المتوسط 16 ساعة يومياً في النوم، لكن التغيّرات الحراريّة قد تدفع جسمه لحرق مزيد من السعرات أو الحفاظ عليها:
الطقس البارد = طاقة أكبر
عندما تنخفض درجة الحرارة يقلّل القطّ من فقدان الحرارة عبر الفراء، لكن جسمه يحتاج إلى طاقة إضافيّة لإبقاء درجة حرارته ثابتة. إذا كان قطّك يقضي وقتاً في الخارج شتاءً أو يسكن في منزل بارد، فكّر في:
- زيادة كمية الغذاء تدريجيًّا بنسبة 10–20%، مع مراقبة الوزن أسبوعيّاً.
- اختيار طعام غني بالدهون عالية الجودة لإمداده بسعرات مركّزة.
الطقس الحار = ترطيب مكثّف
في المقابل، يخفّض القطّ نشاطه في الأجواء الحارة فتقل الحاجة إلى الطاقة وتزداد أهمية الماء:
- قدّم طعاماً رطباً (معلَّب) بنسبة أعلى أو أضف القليل من المرق الخالي من الملح إلى الطعام الجاف.
- وزّع أوعية ماء في أكثر من غرفة وجرّب النافورات المشجّعة على الشرب.

نمط الحياة الداخلي مقابل الخارجي
لا يستهلك القطّ الذي يعيش داخل الشقة نفس القدر من السعرات الذي يحرقه قطّ يتجوّل بحرية في الحديقة.
القطّ الداخلي
يتميز غالباً بقلة الحركة، ما يستدعي:
- اختيار طعام غني بالألياف للمساعدة في الإحساس بالشبع ومنع زيادة الوزن.
- تقديم حصص صغيرة موزعة على اليوم لمحاكاة الصيد الطبيعي.
- استخدام ألعاب التغذية التفاعلية لتحفيز الحركة.
القطّ الخارجي أو شبه الخارجي
يحرق سعرات أكثر بسبب الاستكشاف والتسلق، ويواجه مخاطر إضافية مثل الطفيليات وتلوّث الغذاء.
استشر الطبيب البيطري حول القطط التي تصطاد فريستها بنفسها للتأكد من حصولها على ما يكفي من التاورين ومنع نقصه.

التوتّر والسلوكيات الاجتماعيّة
يمكن لظروف السكن المزدحم أو الأصوات العالية أو التغيّر المفاجئ في الروتين أن تقلل شهيّة القطّ أو تدفعه للأكل بشراهة.
تحديات المنزل متعدد القطط
- المنافسة على الطعام قد تؤدي إلى أكل سريع وغير متوازن.
- القطط الخجولة قد تتجنّب الاقتراب من الوعاء تماماً.
الحل الأمثل هو تطبيق قاعدة «وعاء لكل قط + واحد إضافي» مع توزيع الأوعية في أماكن مختلفة وعلى مستويات ارتفاع متباينة.

جودة الماء وتأثيرها على الهضم
ملوحة الماء أو احتواؤه على معادن ثقيلة قد يدفع القط لرفض الشرب وبالتالي يعرّضه للجفاف ومشكلات الكلى.
- استخدم فلاتر كربونية أو قدّم ماءً معبّأً إذا كانت جودة ماء الصنبور سيئة.
- اغسل الوعاء أو حوض النافورة يومياً لمنع تكاثر البكتيريا.
المخاطر البيئية والسموم الخفيّة
بعض المواد المنزلية الشائعة تُعرّض القطط للتسمّم أو تتداخل مع امتصاص المغذيات:
- المبيدات الحشرية والعشبية على العشب الخارجي.
- الدخان السلبي من السجائر.
- أوعية الطعام البلاستيكية منخفضة الجودة التي تطلق مركّبات كيميائية مع مرور الوقت.
- بعض النباتات المنزلية مثل الزنبق والأزالية.
استبدل الأوعية البلاستيكية بالفولاذ المقاوم للصدأ، واحفظ المواد الكيميائية في خزائن مغلقة.

العمر، الحالة الصحيّة، والمتطلبات الغذائية المتغيرة
حتى ضمن نفس البيئة، يختلف احتياج القط الغذائي تبعاً لمرحلة العمر ووضعه الصحي:
القطط الصغيرة (أقل من سنة)
تحتاج إلى ضعف البروتين تقريباً مقارنة بالبالغين لدعم النمو السريع.
القطط الكبيرة في السن
مع التقدّم بالعمر قد تنخفض حاسّة الشم، ما يستدعي طعاماً ذا رائحة أقوى وقوام أكثر ليونة، بالإضافة إلى نسبة بروتين عالية الجودة لدعم الكتلة العضلية.
الحوامل والمرضعات
يرتفع احتياج الطاقة حتى 2.5 ضعف بعد الولادة مباشرةً. احرص على توفير طعام مخصّص للحوامل أو للصغار الغني بالأحماض الدهنية الأساسية.
إرشادات سريعة لتكييف النظام الغذائي حسب البيئة
- راقب وزن قطّك شهرياً واضبط الكميّة بزيادتها أو تقليلها بنسبة 10% فقط كل مرة.
- انتقل إلى أي طعام جديد تدريجيًّا على مدى 7–10 أيام لتجنّب اضطراب المعدة.
- قدّم وجبات رطبة إضافية أثناء السفر أو النقل لتقليل التوتّر وتشجيع الترطيب.
- ثبّت مواعيد التغذية قدر الإمكان للحفاظ على روتين مألوف.

الخلاصة
لا يقتصر الاهتمام بتغذية قطّك على اختيار أفضل علامة تجارية لطعام القطط فحسب، بل يمتد إلى فهم كيف يؤثّر محيطه على شهيته واحتياجاته. بتعديل بسيط في كمية السعرات، نوعية الطعام، ومكان وضع الأوعية، يمكنك تعزيز صحته ومنع العديد من المشكلات قبل ظهورها. وكالعادة، يبقى الطبيب البيطري هو المرجع الأول لأي تغييرات غذائيّة كبيرة.
تنويه: يعتمد هذا المقال على معلومات عامة ولا يغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.
المراجع
- Veterinary Partner. “Feeding Your Cat: Diet and Nutrition.” , 2020-04-15. veterinarypartner.com