وداعًا لبراغيث القطط: دليل شامل للعلاجات الطبيعية والوقاية الذكية

تُعَدُّ البراغيث واحدة من أكثر الطفيليات إزعاجًا لقطتك، فهي لا تقتصر على امتصاص دمها فحسب، بل قد تنقل الأمراض والطفيليات الأخرى مثل الدودة الشريطية. وبينما يميل الكثير من أصحاب القطط إلى البحث عن حلول “طبيعية”، فمن المهم معرفة ما هو آمن فعلًا وما قد يعرِّض رفيقك المفضل للخطر.
لماذا تُعدُّ البراغيث مشكلة خطيرة؟
رغم حجمها الصغير، تستطيع البراغيث إحداث مشاكل صحية جدية للقطط:
- فقر الدم: يمكن للغزو المكثف أن يؤدي إلى فقدان دم خطير، وخصوصًا لدى القطط الصغيرة أو الضعيفة.
- نقل الطفيليات: قد تنقل البراغيث بيض الدودة الشريطية إلى القطط أثناء لعقها لفرائها.
- التهاب الجلد التحسسي: لعاب البرغوث مثير للحساسية ويؤدي إلى حكة شديدة وتهيج الجلد.
تنبيه! تجاهل علاج البراغيث قد يؤدي إلى عدوى ثانوية مثل التهابات الجلد البكتيرية، لذا يجب التحرك فور ملاحظة العلامات الأولى.
هل العلاجات المنزلية “الطبيعية” آمنة حقًّا؟
عند تصفح الإنترنت ستجد نصائح تتحدث عن الخل، وصودا الخبز، والزيوت العطرية… إلخ. ورغم شهرتها، فإن العديد منها غير فعال أو حتى سام للقطط.

الزيوت العطرية
مثل زيت شجرة الشاي، النعناع، اللافندر، الأوكاليبتوس والسترونيلا. قد تبدو جذابة كرائحة لطرد الحشرات، لكن القطط تفتقر إلى إنزيمات الكبد اللازمة لاستقلاب مركبات الفينول الموجودة في هذه الزيوت، ما يؤدي إلى تسمم خطير قد يشمل:
- ارتعاش العضلات أو نوبات تشنج
- مشكلات تنفسية
- تقيؤ وفقدان شهية
الخل وصودا الخبز والملح
تساعد هذه المواد في تغيير درجة حموضة الجلد أو تجفيف اليرقات، لكنها لا تقتل البراغيث البالغة بكفاءة ولا توفر حماية طويلة الأمد. كما قد تهيّج جلد قطتك الحساس.
شامبو الأطباق أو المنظفات المنزلية
إزالة البراغيث بالصابون قد يعطي نتائج فورية، ولكنه يجفف الجلد ويغيّر تركيب الزيوت الطبيعية الواقية على فروة قطتك.
علاجات طبيعية مُعتمَدة وآمنة نسبيًّا
بعض المنتجات تعتمد على مكونات مصدرها طبيعي لكنها خضعت لاختبارات سلامة وفعالية صارمة، مثل:
- سبينوساد (Spinosad): مركب مشتق من بكتيريا التربة Saccharopolyspora spinosa. متوفر على هيئة أقراص تعطى كل 24 – 48 ساعة عند الحاجة وتقتل البراغيث البالغة بسرعة.
- سيلامكتين (Selamectin): مشتق من مركبات أفيرمكتين الطبيعية، يُستخدم موضعيًّا ويقضي على البراغيث والديدان الأسطوانية وبعض القراد.
- لُوفِينورون (Lufenuron): لا يقتل البراغيث مباشرة لكنه يمنع تطورها عن طريق تثبيط تكوين كيتين قشرتها الخارجية.
رغم أن هذه المواد “مشتقة طبيعيًّا”، إلا أنها لا تزال أدوية بيطرية ويجب استخدامها تحت إشراف الطبيب البيطري.
خطة علاج متكاملة تقضي على البراغيث في كل مرحلة
لتحقيق أفضل النتائج، اتبع نهجًا مزدوجًا يشمل الحيوان والبيئة معًا:
١. علاج القط نفسه
- اختَر منتجًا بيطريًّا موضعيًّا أو فمويًّا بناءً على توصية الطبيب.
- استخدم مشط البراغيث لفحص الشعر مرتين أسبوعيًّا على الأقل.
- استحم قطك بالشامبو المخصص للقطط عند الضرورة، مع تجنُّب المنتجات البشرية.

٢. معالجة البيئة المنزلية
حتى بعد قتل البراغيث البالغة على الحيوان، قد تظل اليرقات والبيض كامنين في أركان المنزل.
- اكنس الأرضيات والسجاد والأثاث بعمق مرتين أسبوعيًّا، مع التخلص من كيس المكنسة فورًا.
- اغسل أغطية الفراش والبطانيات بماء ساخن وتجفيفها بدرجة حرارة عالية.
- استخدم بخاخات بيطرية منزلية تحتوي على S-methoprene أو Pyriproxyfen لمنع نمو اليرقات.

٣. الوقاية طويلة المدى
يجب المحافظة على جدول علاجي دوري حتى في الشتاء، لأن بيوض البراغيث تستطيع البقاء كامنة في البيئة لعدة أشهر.
كيفية التأكد من إصابة قطك بالبراغيث
إليك مؤشرات رئيسية:
- حكة مستمرة أو عضّ قاعدة الذيل.
- بقع صلعاء أو احمرار الجلد.
- وجود “أوساخ البراغيث” (نقاط سوداء صغيرة) على المشط أو الفراش.
لا تنسَ فحص القطط المنزلية بانتظام حتى وإن كانت لا تخرج كثيرًا، فقد تحمل البراغيث إلى الداخل عبر ملابسك أو حيوان آخر.
متى تتصل بالطبيب البيطري؟
استشر مختصًّا في الحالات التالية:
- فقدان شهية أو خمول غير مبرَّر.
- قروح أو نزيف في الجلد نتيجة الحك المستمر.
- أعراض تسمم بعد تجربة أحد “العلاجات الطبيعية”، مثل ارتعاش أو سيلان لعاب مفرط.
قد يصف الطبيب أدوية إضافية أو حقنًا لعلاج فقر الدم أو الالتهابات الثانوية.
نصيحة ذهبية: عالج جميع الحيوانات الأليفة في المنزل في الوقت نفسه، حتى الكلاب أو الأرانب، لأن البراغيث لا تميِّز بين المضيفين!
خلاصة
العلاجات الطبيعية قد تبدو جذابة، لكنها ليست دائمًا آمنة أو فعالة. اتبع أسلوبًا علميًّا قائمًا على منتجات بيطرية مُختَبرة، ونظافة منزلية دقيقة، واستشِر الطبيب البيطري قبل استخدام أي مادة جديدة. هكذا فقط تضمن لقطك حياة خالية من البراغيث ومليئة بالراحة.
